زهرة النرجس
تاخرَت فى المواصلات كان الجو بارداً والسماء محملة بالغيوم وعلى وشك ان تسقط غيثها مشت بخطوات مسرعة بإتجاه البيت رن هاتفها الخلوي كان طفلها الذي افتقدها طيلة ساعات عملها الطويل كانت له اماً واباً بعد ان سرق الموت حبيبها في تفجير انتحاري غادرت بعده بصحبة ولدها الوحيد ارض الوطن وسافرت بعيدا في حماية الخالق الى ارض المجهول بحثا عن امل العيش . اغلقت هاتفها واسرعت فاضطرت للحاق أخر قطار واثناء سيرها شاهدت شابا يسير خلفها كان الخوف يدفع قلبها بعيدا ويسرع من خطى اقدامها عيناها الشاخصتان بإتجاه الطريق لا ترى غير الله الذي تستعين به دوما فهو ملاذها ومخرجها من كل ضيق اقطرت عيناها وهي تتذكر زوجها فما احوجها له في هذه اللحظات وابنها الذي لو قدر ان يحدث مكروه سيكون في زمن المجهول استمر الشاب يسير خلفها وعلامات الشر والرغبة تبان من عينيه كان محطما وشاذا يحمل كل النزوات لم يفعل لها اي شى وفى اليوم الاتي عثرت الشرطة على جثة فتاة وتم القبض على الشاب الذى قتلها وهو الشاب نفسه الذى كان يسير خلف الفتاة المسلمة وبعد تحقيق اجرته الشرطة استدعت تلك الفتاة وسالتها بعد ان التقطت كاميرات المحطة صور الحادث بعد ان قتل ذلك الشاب فتاة أخرى وهذا ما اثار استغراب الشرطة . هل تعرض لك ذلك الشاب بكلمة او سمعتي منه شيئا معينا؟ فاجابت لم اكن اسمع سوى صوت زوجي يقول لي ان الله سيمنحك القوة وانا سامنحك الحب وبهما ستصلين الى ولدك لكن ذات السؤال حيرها وطلبت من الشرطة ان تسمح لها بطرحه على المجرم الذي كان يسير خلفها فسألته لماذا تركتنى انا وقتلتها هى قال: لانه كان يسير خلفك شابان قويان ولو اقتربت منك لقتلانى رفعت رأسها الى السماء فظهرت صورة زوجها المتوفى وهو يهديها زهرة النرجس ويقول لها (لا يعلم جنود ربك الا هــــــو) .
مؤيد السعدي
AZP02