زمان جديد منتهى اللسان
سالم صالح سلطان
في حياتنا الصاخبة يقطع الفرد مشواره القاسي ليصل الى عتبات حدود نفسه أو مكامن ذاته الصافية كما يشار في المصطلح العلمي، لأن التجارب القاسية تنتج خلاصة في شخصية الفرد، ومن الضروري أن يستثمرها لموجبات حياته.
فعندما نقف عند تلك الحدود، ونلمس مدى القناعة التي استنبطناها، فسوف نعجب لما عشناه وخضنا غمار الحياة الهوليوودية لا سيما تزدهر فيها صناعة الكذب ولف الحبال، كيف ورغم كل الانسحاق الانساني وعراك التجارب المرة نصل الى بصيص من ضوء تستشفه اشعاعات وعينا.
كثيرون يعومون في مويجات الحقيقة، ولا يتحسسون طوفانهم المترجرج فوقها. ان خشية الفرد من أن يزيل برقع المغاليق عن وعيه الحقيقي هو كمن يستأنس عومه في الخديعة لأنها توفر له احتياجات العيش الرغيد، وسماعه أطناب الغير لازدهار حياته، ولكن الى متى يواصل هذا الفلم الهوليودي؟
لماذا نتسلح بالكذب، ونتقمص لصوصية أفعالنا الخفية؟
لماذا نخون ونسفك كبرياءنا بنزيف ندمنا؟
لماذا تفصح عين المحب عما ينبض في القلب، ويقطع اللسان من البوح الصادق ؟؟
لماذا لا تفتح مكاتب تختص بهذا الفن الفريد، ويروج له في الإعلام، بدل هذا اللف والدوران الذي أمسى شائعا في بيوتنا وأرصفتنا ومؤسساتنا.
لا أظن أن الحياء ظل يغلف أفعالنا.أصبح ذلك شائعا ومتداولا في متاجرنا وأسواق نفوسنا للأسف.
كثيرون متيمون بنرجسياتهم، ويصدقون أنفسهم أنهم فوق الجميع، وأنهم بشخصيتهم وثقافتهم أفضل من الآخرين. يستقتلون وبكل وسائل القبح والمكيدة أنهم ملائكة ومن حولهم شياطين.
لنسأل أنفسنا
ـ ماذا نريد بالتحديد؟
ـ كم من المليارات تسكت أطماعنا؟
ـ كم امرأة تشبعنا ؟
ـ كمن من مظاهر القصور والمركبات الفارهة واللبس الفاخر والسفرات الهووليودية تقنعنا أننا وصلنا الى القمة المرجوة؟
ـ وماذا بعد نريد ونريد ونريد؟
طيب اذا تحقق كل ذلك هل سنشبع ونستقيم، ونؤمن اننا وصلنا الى تحقيق الذات أم نرغب بالمزيد؟
في بطن الفرد روح تكتشف حدود تقبلها للمواد التي تسقط فيها، والتفسير فيها يقودنا لرحلة اكتشاف حدود النفس.
/6/2012 Issue 4225 – Date 13 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4225 التاريخ 13»6»2012
AZP20