زمان جديد زمان وأزمنة
سامر إلياس سعيد
طالعت مؤخرا تقريرا على احد المواقع الالكترونية يشير الى المعوقات التي بات يعاني منها فنانو مصر وهم يجهزون مسلسلاتهم التي ستبث على شاشات الفضائيات خلال شهر رمضان المقبل وأحسست ان الرفاهية والرخاء اللذين كانت تتمتع بهما هذه الشريحة في ظل السنوات السابقة أصبحا اليوم في مهب الريح خصوصا ان أخبار الفن في تلك السنوات كانت تشير الى انشغال أكثر من فنان مصري عبر العديد من الاعمال والتي يعدونها موسما زاهرا ينشغلون فيه في الانتقال من بلاتوه الى آخر للانتهاء من تجسيد أدوارهم فيقضون الشهر في الراحة بعد ان كانوا قد استهلكوا جهودهم في التهيئة لاعمال درامية عديدة اما اليوم فإن التأجيل وايقاف تصوير العمل قد بات السمة الابرز لتلك الاستعدادات التي تجري للاعداد لانتاج مسلسل درامي من المؤمل ان يعرض في الشهر المذكور ..ما قادني للتأمل في حالة الفنانين ان هنالك نظرة من قبل بعض الجماهير المصرية ممن تحفزت لاستثمار مثل تلك الاستعدادات، فالتقرير أشار الى حوادث عدة كان ابطالها من البلطجية الذين أرادوا ان يزرعوا الخوف في نفوس الممثلين لاجبارهم على دفع الاتاوات من خلال تعمد تخريب الاستوديوهات وايقاف التصوير بشتى الذرائع والحجج ..
لكن المثير حقا من هذه المشاهد هو ما حدث لكادر تصوير ذات الذي تعرض لموقف غريب حينما تم طرد الكادر من احدى الجامعات بعد ان تعالت أصوات احتجاجات اتحاد طلبة الجامعات على الملابس التي كانت ترتديها ممثلات تشاركن في هذا المسلسل. والغرابة في الأمر ان المسلسل يحكي أحداثا جرت في فترة السبيعينيات و ما كانت تمثله تلك الفترة من تحرر في الفكر وحتى الملابس وهذا ما أشارت اليه صراحة مؤلفة المسلسل مريم ناعوم التي اكدت على ان الملابس هي جزء من الحبكة الدرامية لأنها تمثل فترة السبعينيات ولا يمكن ان نقوم بتصوير طالبات تلك الفترة وهن يرتدين ملابس موديل 2012 او ان يظهرن منقبات واختتمت حديثها متوجهة للطلاب بالقول عيب عليكم فكروا قليلا قبل ان تحكموا على الظواهر وأنا حتى الآن لا اصدق ان هذا اتحاد طلبة هندسة .. ناعوم التي أثارت الجدل في فترة سابقة من خلال فيلمها واحد صفر جاءت اليوم لتظهر من جديد على سطح الأحداث ولكن بموقف مشترك هو الملابس والزمن الذي يحدد نوعية الملابس يقرا أيضا ما يدور في فكر الانسان من خلال مواقفه وأعماله فالملابس تبدو في كثير من الأحيان ليست الا وسيلة للتقليد دون ان تبدي موقفا ايجابيا عن الانسان لكنها في الوقت نفسه تتحدث عن الفترة الزمنية بالكثير من التفاصيل لذلك بدت توضح افاق الفكر في الكثير من المدن لكنها في الوقت نفسه أضحت تتكلم عن التباين الثقافي بين مدينة وأخرى فالكثير من الوقائع تشير الى أولوية ابراز الجانب الثقافي من خلال الحديث عن التدرج في التنوع في اختيار الملابس لكنه في الوقت نفسه يمزج الثقافات مع الأجواء في كثير من الأحيان ..
/5/2012 Issue 4189 – Date 2 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4189 التاريخ 2»5»2012
AZP20