زمان جديد الشرطي أبواسماعيل ـ عباس داخل حسن
يذكر علماء اللغة ان الشرطة سُمو بذلك لانهم وضعوا شريطاً من القماش فوق الثوب لتميزهم عن عامة الناس. وحدث ذلك في زمن الخليفة الاموي عبد الملك ابن مروان. الا ان وجود نظام الشرطة قديم، عرفته الصين بنحو 500 عام قبل الميلاد وفي مصر الفرعونية وعند اليونان والرومان ويطلق عليهم كلمة بوليس وتعني متمدن، مهذب، منطقي، وهي كذلك في بعض المجتمعات الغربية والمتحضرة. ولا نريد الخوض موسعا بهذا البحث الطويل والشيق.
ومع تطور النظم تطور جهاز الشرطة وتوسعت اختصاصاته واهمها حفظ الامن الداخلي للبلاد وتنفيذ أوامر القضاء ومكافحة الجريمة بكل انواعها.
وتأسست الشرطة العراقية عام 1921 وقام البريطانيون بتدريب أول نواة لقوة الشرطة العراقية. وكني الشرطي بأبو اسماعيل كما هي موجة الكنى والالقاب التي تطلق آنذاك على المهن والاختصاصات والاحداث، اليوم بعد الاحتلال الامريكي للعراق تاسس لدينا جهاز شرطة جديد ولله الحمد. فيه الطالح والصالح وفيه غرائب وعجائب لا تخلو من المفارقات والطرافة وفيها العجب العجاب. كحال صاحبنا ابو اسماعيل الفلته الذي لم يرد ان يتحايل على القانون او يعمل بالسحت باعطاء نصف راتبه الشهري للضابط المسؤول، ليعمل بعمل اخر يزيد من دخله، اويجلس بالبيت نصف عاطل عن العمل. وظاهرة العاطلين وانصاف العاطلين تنتشر بالعراق وبعض بلدان الشرق اوسط والدول الفاشلة وهي سمة من سمات الانحطاط.
صاحبنا ابواسماعيل الفلته من عائلة محافظة جداً. جده لأمه عالم دين ذائع الصيت وخاله عضو برلمان من الصنف المتكلم وليس الساكت، ابو اسماعيل الفلته لم يحالفه الحظ في اكمال تعليمه الابتدائي مجرد انه يفك الخط اي انه يعرف الأبجدية فقط ولاعلاقة له بالكتابة والفكر والابداع لا من قريب ولام بعيد ، ولم يقرأ كتاب خلال حياته .
وابواسماعيل الفلته وبفضل مبدا المحاصصة والاقربون أولى بالمعروف عين في مركز للدراسات الاستراتيجية واسمه مطبوع ضمن قائمة هيئة التحرير ويحمل هوية نقابة الصحفيين المرقمة …….. .
ولا ادري لماذا بعض يكره الشرطي ابواسماعيل ويحقد عليه رغم تضحياته وسهره على حفظ الامن وتطبيق القانون ومحاربة الرشوة والجريمة. ومن اشد اعداء الشرطة الكاتب المسرحي الايرلندي برنادشو ومقولته الشهيرة تدلل على ذلك اذا سقطت المرأة أصبحت عاهرة… واذا سقط المرء أصبح شرطياً
لو كان برنادشو حياً وسمع عما يجري في عراق اليوم سيقول
اذا سقط المرء اصبح استراتيجياً او محللاً سياسيا واذا سقط الاستراتجي او المحلل السياسي اصبح شرطيا . ولو كان برنادشو حياً لكتب مسرحية بلد الارامل عوضا عن مسرحيته الشهيرة بيوت الارامل .
قد يبدو للبعض ان قصة ابو اسماعيل الفلته، هذا الشرطي المسكين من نسج الخيال او فنتازيا لكنها قصة من الواقع المزري في بلد مابين القهرين قهر الحكومة وقهر دول الجوار. وعلينا ان نسامح ابواسماعيل الفلته فهو يعتقد ان عادات قبيلته هي قوانين طبيعة مثله مثل ساسة العراق منذ مئات السنين
لقاءنا يتجدد ان شاء الله
AZP20