زمان جديد الرقص على صوت الأذان

زمان جديد الرقص على صوت الأذان
عبدالرزاق الربيعي
هدر المحللون الكثير من الحبر في تفسير تفاقم ظاهرة الأعمال المستفزة لمشاعرنا كمسلمين التي قام بها عدد من الأوربيين في الدنمارك والسويد والنرويج، كالرسومات المسيئة وسواها، فهناك من رأى أن وراءها جماعات تنطلق من خلفيات دينية معادية للاسلام والمسلمين وهناك من رأى انها ترسبات الحروب الصليبية أو انها جاءت بتوجيهات من دوائر صهيونية، وأرجأ البعض ذلك الى وجود صراع حضاري وانقطاع الحوار بين الأديان وووو، وأرى لا هذا ولا ذاك ليس من باب التقليل من المخططات التي تستهدفنا كعرب ومسلمين ولكن لأن هذه الأعمال يقف وراءها جيل من الشباب الأوربي الفوضوي الذي لا علاقة له بالدين ولا التدين ولا القيم ولا مراعاة المشاعر الدينية.
وهنا لا بد أن أسوق مثالا لحالة عايشتها لواحدة من هؤلاء الشباب الفوضويين
من خلال فتاة أوربية ،، لاعلاقة لها بالفكر أو الدين فعندما زرنا بلدها في الصيف الماضي اصطحبتنا والدتها الى الكنيسة ولم تذهب معنا، هذه الفتاة التي دخلت العقد الثالث من عمرها أقرب ما تكون أبيقورية، حيث تجعل من اللذة والمتعة عنوانا لحياتها، كانت تعمل في بنك فطردت من عملها لذا فهي عاطلة عن العمل، الذي أردت قوله إن هذه الفتاة تعيش حياة بوهيمية تحياها شريحة كبيرة من الشباب الأوروبي، لذا حين طلبت منا في اليوم الأخير لزيارتها أن نصطحبها لجامع السلطان قابوس ضمن جدول سياحي وضعناه لها فاجأتنا بارتدائها قميصا عليه صورة خنزير يبدو انها أعدته لهذه المناسبة، لأننا لم نرها ترتديه منذ وصولها مسقط
سألناها لماذا ترتدين هذا القميص؟
أجابت لكي التقط صورا وسط الجامع أبعثها لأصدقائي عبر فيسبوك
فقلنا لها من غير اللائق لمن يدخل الجامع ارتداء ملابس عليها صور كهذه،ففتر حماسها وألغي البرنامج.
نقلت هذه الصورة لصديق لي يقيم بفرنسا منذ ثلاثين سنة، فعلق قائلا هذه حالة فردية ولا يمكن تعميمها، فمثل هذه التصرفات مستنكرة في مجتمع يتجنب قدر الامكان الابتعاد عن التعصب والمساس بالمشاعرالدينية ويتعامل القانون معها بشدة.
لقد تذكرت هذه الفتاة الأوربية وأنا أتابع الضجة التي أثارتها المطربة اللبنانية أمل حجازي التي تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصويرها لقطات راقصة في باحة مسجد الحسن الثاني بالمغرب وأروقته، كما جاء بالخبر الذي يؤكد ان المطربة اللبنانية ظهرت أمام المسجد من دون غطاء على الرأس، و هي تقوم بحركات لا تليق بأي مكان عبادة ورغم أن حجازي نفت قيامها بذلك إنه أثناء تصوير الكليب مشت في الباحة الخارجية لمسجد الحسن الثاني بملابس سوداء محتشمة جدًّا وطبعا للاحتشام درجات لا نعرف أي درجة تعنيها
والواضح ان أمل حجازي التي سبق أن أثارت ضجة عندما صورت فيديو كليب أغنية بياع الورد وهي ترتدي بلوزة نُقش عليها مستر بي ، التي تعتبر علامة مسجلة لاحدى شركات الملابس الخاصة بالمثليين جنسياً، مما جعل شركة روتانا تعيد التصوير، تجد في المشاكسة طريقة سليمة لاثبات الوجود، ولفت الانتباه، حتى لو كان ذلك على حساب مشاعر الآخرين بعد أن عجزت بلفت انتباه الجمهور بصوتها مثلما فعلت تلك الفتاة الأوربية صاحبة الخنزير.
/4/2012 Issue 4178 – Date 19 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4178 التاريخ 19»4»2012
AZP20
RZRB