زاهين رواية مصرية لتوثيق مأساة الآيزيديين

زاهين رواية مصرية لتوثيق مأساة الآيزيديين

زينب فخري

مرَّة أخرى نعيش فاجعة الإيزيديين، والجور الذي قاسوه على أيدي قوى الظلام والشرّ داعش، ونكابد معاناتهم بتفاصيل دقيقة لكن هذه المرّة على يد كاتبة مصرية، قررت الولوج إلى هذه الثيمة الإنسانية.

فالروائية حنان الهواري وبفيض سردها للأحداث الدامية قدمت عملاً روائياً مستوحى من مادة تاريخية؛ فالتوثيق لتلك الحقبة السوداء كان حاضراً وبقوَّة بالرغم من شخصيات الرواية الخيالية. وسعت الكاتبة في مؤلفها الأدبي هذا إلى فتح سبل الفهم وتفكيك الاشتباك في داخل الحقائق وإزالة الغموض، فوظفت التاريخ في بناء روايتها وقدمت للقارئ العربي جرائم داعش البشعة التي تنكرها الفطرة الإنسانية ولا تستسيغها.

تقول الروائية حنان الهواري في حوار أجرته معها كاتبة هذه السطور: “لم أكن أعلم أن في هذا العالم طائفة يسمى الأيزيديين. لكن حدث صدفة أنني شاهدتُ فيديو عن فتاة صغيرة كانت تبكي بحرقة وتتحدث باللهجة العراقية التي أحبها؛ أخذني الفيديو وبكيت معها؛ فهي حكت ما بين دموعها وتجلدها الكثير؛ كانت فتاة سمراء، نحيلة، ترفع خصلات شعرها الأسود عن عينيها.. رأيت في عينيها كلّ ما مرّ بها. رأيت رعشة صوتها ويدها التي تمررها على ذراعها وكأنها تحاول أن تزيل ما علق بها من أدران المعتدين؛ فأردت أن أصرخ وأندد فلم أجد سوى قلمي؛ لأكتب عن هذه الطائفة التي تباد وتتعرض للتهجير والقتل والتشريد. كان لزاماً أن أميط اللثام عن وجه داعش القبيح من قصة (زاهين)، تلك الفتاة التي نسجت بخيالي وتحمل في جزء من قصتها الآلاف من الأيزيديات اللائي حولتهن داعش من حرائر إلى سبايا”.

بل إنَّ رواية “زاهين” وكما أوحت الكاتبة في الإهداء هي “لكلّ امرأة سرق منها حلمها”، وتقول: “فيها كتبت عن المرأة وعذاباتها خارج إطار الصورة التي ترسمها باقي الكاتبات، أردت للنساء أن تعلم أنَّ هناك ما هو أكثر ظلماً ممَّا يتشدقون به. أردت أن ترى من تصرخ مطالبة بالحرية من ظلم الأهل أو الزوج أو المجتمع أنَّ هناك في ناحية من العالم من تنتهك حريتها وعفتها وكرامتها”.

والرواية التي صدرت عن دار نشر إشراقة ب260 صفحة، كتبت بأسلوبٍ سردي جميل، وبلغة رشيقة، ووصف مبهر، ولاقت ردود أفعال حسنة ابتداءً من دار النشر التي تبنت نشرها، ورحبت بها كفكرة وكأسلوب وانتهاءً بالايزيديين أنفسهم مروراً بالكتاب والفنانين.

وختاماً نقول إنَّ حنان الهوارى خريجة آداب لغة عربية، لها مجموعة قصصية بعنوان “عندما غاب الشيطان”، ورواية “حبل من مسد” صدرت في عام 2019 ومجموعة قصصية “الفراشات لا تسكن القبور” عام 2019 ورواية “راجست” 2021.

مشاركة