روسيا تأمل اعلان هدنة بالتنسيق مع واشنطن تنهي العنف في حلب

موسكو- الزمان -(أ ف ب) – اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اثر اجتماعه الثلاثاء مع الموفد الدولي ستافان دي ميستورا في موسكو، انه يأمل في اعلان عن وقف الاعمال القتالية في مدينة حلب في شمال سوريا حيث اسفر القصف المتجدد عن 18 قتيلا.

في هذا الوقت، طلبت فرنسا وبريطانيا اجتماعا عاجلا لمجلس الامن الدولي حول حلب، وفق ما اعلن سفيراهما الثلاثاء.

واذ اكد ان “حلب تحترق”، اعتبر السفير البريطاني لدى الامم المتحدة ماثيو رايكروفتيل انه ملف ذو “اولوية قصوى”.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع دي ميستورا، قال لافروف عن وقف اطلاق النار “آمل أن يتم الاعلان عن مثل هذا القرار في وقت قريب، ربما حتى في الساعات القليلة المقبلة”.

واضاف ان “المحادثات بين عسكريين روس واميركيين في شأن اعلان وقف اطلاق النار في مدينة حلب تنتهي اليوم”، مشيرا الى انه “سيتم خلال الايام المقبلة في جنيف انشاء مركز تنسيق روسي – اميركي للتدخل السريع في حال خرقت الهدنة”.

واشاد دي ميستورا الذي التقى الاثنين وزير الخارجية الاميركي جون كيري، بالهدنة التي رعتها موسكو وواشنطن، ووصفها بانها “انجاز ملحوظ”، داعيا في الوقت ذاته القوتين العظميين لان تقدما “لنا جميعا المساعدة لضمان عودة هذه العملية الى مسارها”.

ورعت موسكو وواشنطن اتفاق وقف الاعمال القتالية الذي شهد خروقات متتالية تصاعدت خطورتها منذ 22 نيسان/ابريل في مدينة حلب، عاصمة سوريا الاقتصادية سابقا.

واسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسومة بين النظام والمعارضة خلال 12 يوما عن مقتل اكثر من 270 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.

وكان دي ميستورا اعلن الاثنين اثر لقائه وزير الخارجية الاميركي جون كيري في جنيف انه “يجري الاعداد لالية افضل لمراقبة وقف اطلاق النار”.

اما كيري فاعتبر الاثنين ان النزاع في سوريا بات “خارجا عن السيطرة”. وقال “سنحاول في الساعات المقبلة معرفة ما اذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق، ليس فقط لاعادة العمل باتفاق وقف الاعمال القتالية، بل لايجاد مسار نستطيع اعتماده” لكي لا تكون النتيجة وقفا لاطلاق النار ليوم او يومين.

وتحادث كيري هاتفيا الاثنين مع لافروف، واتفق الرجلان على “اجراءات جديدة” سيتخذها البلدان بصفتهما رئيسي مجموعة الدعم الدولية لسوريا، بينها الاعداد لاجتماع مقبل لهذه المجموعة.

في برلين، اعلنت وزارة الخارجية الالمانية ان بلادها ستستضيف الاربعاء اجتماعا يضم دي ميستورا والمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية رياض حجاب ووزيري الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت والالماني فرانك فالتر شتاينماير.

وقالت الخارجية في بيان “ستركز النقاشات على كيفية ايجاد الظروف المؤاتية لاستمرار مفاوضات السلام في جنيف وتهدئة العنف وتحسين الوضع الانساني في سوريا”.

وقال ايرولت “ما يحصل في حلب لا يمكن تحمله (…) ينبغي القيام بكل شيء لعودة وقف اطلاق النار (…) كل يوم يمر هو خسارة”.

– “اليوم الاعنف” –

ميدانيا، تقصف الفصائل المقاتلة المعارضة منذ ليل الاثنين-الثلاثاء بشكل كثيف الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب، وبينها الموكاكبو والمشارقة والاشرفية وشارع النيل والسريان.

واسفر القصف عن مقتل 16 مدنيا على الاقل، بينهم ثلاث نساء جراء قذيفة صاروخية استهدفت مستشفى الضبيط للتوليد في حي المحافظة، وفق ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).

وقال مصور لوكالة فرانس برس في الاحياء الغربية ان “واجهة المستشفى تضررت تماما وتم اخراج جميع العاملين فيها والمرضى”.

واضاف “انه اليوم الاعنف” الذي تشهده الاحياء الغربية منذ بداية التصعيد العسكري.

وتحدث المرصد السوري عن 19 قتيلا وحوالى 80 جريحا في الاحياء الغربية.

واصيبت ستة مستشفيات على الاقل في القصف في الجهتين الشرقية والغربية للمدينة خلال الايام الاخيرة.

وطالب مجلس الامن الدولي الثلاثاء جميع الاطراف المتحاربة بحماية المستشفيات والعيادات الطبية وذلك في قرار تبناه بالاجماع واشار الى الزيادة المقلقة للهجمات على العاملين الطبيين في مناطق النزاع في انحاء العالم.

وتعرضت الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة الاسبوع الماضي لغارات جوية مكثفة نفذتها قوات النظام اوقعت عشرات القتلى بين المدنيين واثارت تنديدا دوليا.

واستأنفت الطائرات الحربية السورية ظهر الثلاثاء قصف الاحياء الشرقية، وبينها الشعار والصاخور والهلك، وفق ما افاد مراسل لفرانس برس.

وكانت الاحياء الشرقية شهدت هدوءا طوال الليل وخلال الصباح قبل ان تتجدد الغارات.

واعلن الجيش السوري في بيان ان “المجموعات الارهابية المسلحة من جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الاسلام وغيرها من التنظيمات الارهابية الاخرى قامت بهجوم واسع من عدة محاور في حلب”، وان “قواتنا المسلحة تقوم حاليا بصد الهجوم والرد المناسب على مصادر النيران”.

واكد مراسل فرانس برس وقوع معارك عنيفة على محاور حي جمعية الزهراء في غرب حلب.

وتزامن التصعيد في حلب مع انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة في 27 نيسان/ابريل في جنيف والذي تخلله انسحاب الهيئة العليا للمفاوضات احتجاجا على انتهاك الهدنة.

وتبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية في حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة بوقف اطلاق النار، مثلها مثل تنظيم الدولة الاسلامية.

لكن مدينة حلب كانت مدرجة بين المناطق المشمولة باتفاق وقف الاعمال القتالية لدى الاعلان عنه. ووفق المرصد السوري، فان “اليد العليا في مناطق المعارضة ليست لجبهة النصرة برغم وجود مقاتلين منها في المنطقة”، لكنها لا تسيطر على الاحياء الشرقية.

ميدانيا ايضا، قتل 19 مدنيا على الاقل جراء ضربات جوية مكثفة نفذتها طائرات حربية لم تعرف هويتها واستهدفت مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء.

مشاركة