رصاصة طائشة
اذا ظن القاتل انه قاتل والمقتول انه قتيل.. فليسا يدريان ماخفي من اساليبي .. حيث اكون الصدر لمن يموت .. والسلاح لمن يُقتل .. والجناح لمن يطير، همس مقتبس (لبراهما) يعد كصلاة هندية قديمة في سفر اليوبانيشاد.
لا ذنب للورد والاطفال والشباب والكهول والحيوان بالموت، الورد يفوح بعطره كل يوم ليزيد من رونق الحياة وجمالها ، الاطفال هم احلام جميلة وزينتها، الشباب هم القوة والبهاء ،الكهول هم ادلة لهذا الجمال، الحيوان شريك الانسان فاقد العقل والنطق.
كثيرآ ما نسمع عن اشخاص في مجتمعنا قد اصيبوا بعيارات نارية التي اصبحت ظاهرة تستخدم للتعبير عن الافراح والاحزان بكثرة، والتي تكون لا داعي لها للتعبر عن هذا الشعور لدى بعض سفهاء العقول، الكثير تعرض لهذه الاطلاقات الطائشة التي لايعرف مصدرها واغلبها يخلف الجروح الخطرة او الموت ذات ليلة ظلماء دامسة شاب حَسن المظهر طويل القامة ، يفصله على استلام نتيجة امتحاناته يومين فقط ، يجلس على احد الارصفة مستمتعآ مع رفاقه بالحديث عن حب الحياة ومايخطط له بعدالنتيجه ،حتى حدث مالم يكن بالحسبان واذا به يسقط وراسه يرتطم بالارض بسبب رصاصة طائشة تصطدم برأسه لتبعثر كل احلامه الجميلة وتغيرها الى بائسة وتبقيه في غيبوبة ،رقد الشاب في المستشفى لثلاثة ايام والنتائج قد اعلنت، جاء احد اصدقائه المقربين حاملا اجمل ماينتظر من اخبار ارتسمت عليه علامات السعاده وكاد يتطاير من الفرح سرعان ما رجعت به الاحداث الى ذلك اليوم المشؤوم الذي غير منعطف الحياة ،وهو ينظر بعينه اليمنى الى سقف الغرفه وعينه الاخرى قد فقدت ولايعرف من سببها يندب حظه العاثر ،كيف سيبصر جمال الحياة بعين واحده ؟ ولو كانت هذا مشيئة الرب لخلق الانسان بعين واحده قد تكفيه ، الان فقد الامل واسودت الحياة والمجتمع الجاهل ينظر له بفقدان الشيء الذي جعل منه شخص بلا هدف منعزلا مكتئبا يائسا .
من تسبب بهذا؟ ومن يتحمل نتيجة هذا الخطأ ؟
هم اول من اخترع الكتابة ووضع القانون ونشر الثقافة وعرفوا الديانة ولم يطبقوها كل من فعل هذا هو جاهل بل اكثر من ذلك حتى لو كنا في زمن الجاهلية لما فعلوا ذلك، الورود سر من اسرار جمال هذه الحياة فانثروا الورود في الاحزان والافراح بدلاٌ من هذا التصرف اللا انساني.
محمد قاسم