رسالة من دم
قد يتساءل الكثيرون منا بعد الاحداث الارهابية الاخيرة التي حدثت في بغداد بعدما خفت حدتها بعض الشيء . خلال الاشهر الماضية نسبيا .
لماذا حدث كل هذا ولماذا هذا التوقيت بالضبط ؟ اي قبل خطاب السيد مقتدى الصدر بيومين وبعده تصريحاته الاخيرة التي وصفها البعض بأنها تهديد مباشرا الى حكومة السيد العبادي وكل الكتل السياسية المنظوية تحت راية الحكومة التي قدر لها ان تكون كسابقاتها حكومة توافق لا حكومة تكنوقراط كما وعد السيد رئيس الوزراء الشعب عندما ادى اليمين الدستورية امام مجلس النواب . ولا يفوتنا القول بأن الحكومة استلمت مهامها وهي محملة بتركة ثقيلة يكاد السير على خطى البرنامج الذي وضعته الحكومة الحالية بالمستحيل انجاز اي شيء وذلك لما خلفته الحكومات المتعاقبة من دمار وخراب وازمات كبيرة ونزوح ملايين الناس وتركهم محل سكناهم والهجرة الى اماكن بديلة عنها في الخارج او الداخل . ناهيك على الازمة المالية الكبيرة التي ضربت العراق والعالم اجمع بسبب التدهور الخطير بأسعار النفط الذي يعتبر الشريان الاساس لادامة زخم الميزانية بكل مفاصلها . اضافة الى اعباء الحرب على داعش الارهابي وما تتطلبه من صرفيات كبيرة والذي يكلف الميزانية الكثير مما قد لا يجعل المهمة يسيرة على السيد رئيس الحكومة . مما اضطر الاخير الى ايجاد طرق كما سميت بالبديلة وذلك على حساب الرواتب والخدمات ومن هنا جاءت المشكلة التي هيأت لنا الظروف التي كان هو بالأساس يشكو منها ويطالب بمعالجتها منذ عدة سنين . ولكن لم تكن هناك خطط للحكومات المتعاقبة وخاصة من الميزانيات الانفجارية والاموال الطائلة التي هربت بطريقة او بأخرى ولا يسعنى الخوض في ذلك . وبعد اسبوعين من خطاب المرجعية الدينية الاخير التي عللت تركها مظمون الخطاب السياسي والتوجيهي بأنه قريح صوتها من كثرة ما نصحت ولكن لم يسمع لها صوت . جاء هنا السيد مقتدى الصدر ليعلن انه سيصلي صلاة الجمعة في ساحة التحرير وحدث ما حدث كما سبق ونوهنا به. فهل نستطيع القول بأن هناك رسالة أراد احد ان يوصلها الى السيد مقتدى الصدر أم أن هذه الاحداث كانت مجرد مصادفة ام أن هناك قولها اخر وانا اترك لكم الاجابة عليها ؟
فارس الفتلاوي