رسالة إلى الناقد ياسين النصير

رسالة إلى الناقد ياسين النصير
المرواة ابتكاري الشخصي وليس لها ذكر في أي كتاب قديم أو حديث
المرواتي عمار أحمد
لطالما نظرت إليك على أنك ناقد حافظٌ للحقوق، وأن جهدك النقدي وثقافتك لا يسمحان لك بأن تكون موضع شك، لأن المفروض هو عدم حاجتك لذلك، ولم أكن اتخيل يوما أن يُلوى عنقُ حقيقة كما حصل معك عزيزي الناقد العراقي ياسين النصير.. فهذه هي المرة الثالثة أو أكثر… فقد نشرت هذا الكلام في جريدة الصباح العراقية، وفي حوار أجرته معك مجلة موصلية محلية التي تتحدث فيها عن المرواة على أنها فن سردي موجود في التاريخ ومتأصل. وانه ليس جديدا.. وتؤكد أن صديقي القاص حامد فاضل هو من ينطبق عليه تماما توصيف المرواتي.
وأقول لقد تحدثت حديثا مفتعلا لا أساسَ علميا له، وحاولتَ جاهدا أن تزرع النخيل في القطب، وكنت مدفوعا بسعي محموم، وبكل ما أوتيت من معلومات عامة أن تنفي تنتزع الريادة والابتكار مني.. وتنسب التسمية والتفكير والتنظير لك، ولستُ بصدد مناقشة معلوماتك تلك إلا إذا أصريت على موقفك، نعم كان سعيك وموقفك مثيرين لاستغرابي، وما يؤكد طرحي هذا هو تجاهلك لي على طول مقالك في جريدة الصباح، وكررت تجاهلك في حوار أجرته معك مجلة موصلية فأنت لم تذكرني حتى على سبيل النموذج الفاشل مرواتيا مثلا وأنا من اطلق المصطلح ونظّر له بعد عدد من المراوي على مدى عشرين سنة وأكثر.. ولم يسبقني إليه أحد، وكل هذا موثق وقد أطلعتك عليه بتواريخه، وآراء النقاد العراقيين والعرب، واضحة ولا تحتاج إلى إثبات أكثر؛ لأنها منشورة في الصحف والمواقع الإلكترونية، ولا سيما دراسة الناقد العربي المغربي د. أحمد المديني المنشورة في الملف الخاص عني في جريدة الأديب الثقافية التي كنت أنت أحد محرريها عام 2011.. ورفضتَ أن تشترك بالملف ناقدا للمرواة؛ لأنك لم تكن تعترف بفن سردي اسمه مرواة.. عجييييب.. وإلا ما سبب امتناعك ؟ وقد قرأت رأي د. حسين سرمك مثبتا على الغلاف الخلفي لأحد كتبي لأني أهديتك إياه منذ زمن.. ودراسة الناقد عبد الكريم الزيباري المنشورة على موقع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين منذ سنوات.
جهد مهدور
الأستاذ ياسين النصير أنا الآن أطالبك مطالبة الباحث العلمي الدقيق أن تذكر لي كتابا واحد في التاريخ الأدبي العراقي والعربي والعالمي قديما وحديثا وردت فيه كلمة مَرواة في سياق التسريد والتحديث الحكائي ذكر التسمية فقط دون التنظير والنصوص ..أتحداك.. أما أن تأخذ آرائي المنشورة التي قلت لي في مهرجان بغداد في النقد في فندق الميريديان أيضا أنك اطلعت عليها، وتابعتها على محرك البحث غوغل لأنك بصدد قول رأي بحقي وحق المرواة.. لتجعلها أساسا لحديثك عنها، وتتبنى المصطلح لتفتح لوجودك النقدي أفقا اقول أما هذا فلا يليق باسم أحترمه مثلك..
ليس بصالحك البحث عن المرواة في التاريخ فهو جهد مهدور، إلا إذا كنت مدفوعا برغبة ضيقة لا أريد التصريح بها الآن، وكانت محاولتك بالتأصيل لها فارغة من الصدق والدقة، إن رغبتك بإفراغ جهدي من محتواه ليس بصالح الحركة الأدبية العراقية فأنا استغرب أيما استغراب من رغبتك بتجاهلي، إلى هذا الحد.. هل من مواصفات الناقد الأمين يا أبا أمين أن يتجاهل اسما مؤسسا وفاتحا حاضرا بقوة في منطقة هي محور حديثك، وانت تعرف أنني ركزت في تنظيري على فضائية المرواة لتخليصها من تابوت التجنيس، ولاحظ كم مرة أكدت انت أن المرواة فضاء وجعلته محور حديثك.. وحديثي موثق قبل حديثك بسنتين في جريدة الأديب كما ذكرت المرواة وفن التسريد ..وكان المانشيت الرئيس للعدد هو ملف العدد المرواتي د. عمار أحمد أما تنظيري الأولي فهو منشور عام 2005 في جريدة الزمان الدولية بجزأين ؟؟ ومنشور قبل هذا في نهاية كتاب بي آبون نان.. والجوائح الذي جمعت فيه المرواتين عليّ بالقوس إذا أيتها الجوائح 1994 1995 المنشورة في سلسلة نون الصادرة عن اتحاد أدباء نينوى آنذاك.. وبيبونا 2003 وقد طبعت الكتاب على نفقتي 2003 وكتبت عنه الناقدة الدكتورة سوسن البياتي دراسة مهمة وتفصيلية رابطةً بين العنوان والغلاف والمتن… فضلا عن دراسات أخرى مثل دراسة الناقد عبد الكريم الزيباري.
تراكب النقيضين
إلى متى سيظل النقد العراقي الذي هو بالأساس عاجز جدا عن أداء دوره استثني القلة القليلة طبعا إلى متى سيظل أسيرَ رغبة ماسوشية من ناحية وسادية من ناحية.. تراكب عجيب بين نقيضين حوّلا النقد إلى منطقة قتل بعد جلد للذات الساكنة، وجلد للآخر المتحرك.. من من المثقفين العراقيين سمع منك هذا المصطلح قبل حضوره بقوة بفعل نشاطي الأدبي في كل المحافظات العراقية، ولا سيما ملتقى الرواية الأول في البصرة 2011 ومداخلتي التي أثارت انتباه النخبة، ودليلي هو مداخلة القاص العراقي الكبير جمعة اللامي ببدلته الأنيقة البيضاء الذي قال آن للأكاديمية أن تشكل وُرشا ثقافية بالتعاون مع اتحاد الأدباء للتصدي لهذه الاجتراحات الجديدة المرواة والمرواتي وغيرها من المصطلحات الجديدة الواعية. وأكد هذا أيضا الناقد المثقف علي الفواز بتعقيبه على مداخلتي عندما قال متى يتبنى النقاد هذا المصطلح ويدخلونه في قاموسهم النقدي؟ وطلبت أنت حينها مداخلتي مكتوبة، ونشرتها في جريدة طريق الشعب هل في كلامي هذا كذب أو تأليف أو تحوير؟ فمن أشهدهم أحياء يرزقون أطال الله أعمارهم وكان الملتقى ذاك نقطة تعميق العلاقة مع الروائي الكبير جهاد مجيد والإعلامي البارع حسن عبد الحميد.
والآن لابد من إعلامك بأن هويتي هوية الانتماء للاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين هي أول هوية تخرج عن الصفات الأدبية التقليدية.. مَرواتي وأنت كنت أحد أعضاء المجلس المركزي..أذكر هذه المعلومة لأهميتها القصوى فاتحاد عتيد وعريق كاتحادنا اتحاد الجواهري العظيم ليس من السهل أن يعترف اعترافا كهذا بفضاء سردي إبداعي استطاع أن يوازي الفنون السائدة كالرواية والقصة القصيرة.. و.. إلخ.
تهرب واضح
استاذ ياسين النصير أنت سيد العارفين بأني للآن لم أدخل بالتفاصيل العميقة للمَرواة وفرادة تشكلها ومحاورها الخاصة.. فأنت تعرفها جيدا.. وللحديث بقيّات إن أردت، لأن ثمة خلطا عجيبا بين المرويات والأخبار والحكي والقص، وكان كل همك أن تكون من وجد المرواة، فرحت تلصق التسمية جزافا، والارتباك مهيمن عليك دون أن تدري، وكان همك الأكبر أن تجد متكأ أي متكأ، وعدت تستخدم كل مصطلحات الرواية وعناصرها بما يثير الاستغراب حقا.. وانت تعرف أن المرواة التي أتحدث عنها هي مشغلي، وقد رصدتُ لها بعد سنين طوال آليات تشكل، ولن أفصل القول بالموسيقا.. لأني أعرف أنك تهربت منها تهربا عظيما، مثلما أعرف عدم قدرتك على الحديث فيها بوصفها علما وفنا ساميين وأنا استطيع جدا جدا..ولكن لابد من مطالبتك بإيراد نص تراثي وظف الموسيقا نوتة وتجريدا على المستويين الآتيين التلقي البصري.. والتجريدي، وتذكّر أيضا أنني أنا من كتب النوتة وأنا من ألف العملين الموسيقيين.. والموسيقيون يعرفون ماذا فعلت..
.. سأسعد بإثباتك أخطائي أو تلفيقي.. وسأسعد أكثر بتراجعك لأتفاءل ويخف حزني من تجاهلك المقصود.. وأرجو أن تُراجع آراءك، ولا سيما فهم المَرواة مصطلحا فقد قرأت لك في الحوار الذي ذكرته في أعلاه أنك جمعتها مراوات وهذا خطأ فليس مفردها مراواة ولكي اسهل عليك المعلومة سأقول هي مرواة بفتح الميم وتسكين الراء، وجمعها مراوٍ مثل مأساة مآسٍ وملهاة ملاهٍ وإذا عُرّفت بالـ ستكون المراوي طبعا..
لقد رثيت لحال محاورك، ولا سيما وهو يسألك عن المرواة ورغبته المريضة بوجودها في التاريخ وأنها ليست جديدة كانت تتفصد كان سؤالا يدل على جهل عميم بالسرد والسردية معا. فكيف حاله بـ التسريد ؟
سأنهي كلامي هذا ببيت للمتنبي
وليس يَصحُّ في الأَفهام شيء… إذا احتاج النهار إلى دليل
وأعود فأقول أتمنى أن يكون لحواري هذا بقيّات تترتب على ردك..
ملاحظة واجبة الذكر قال لي أخي الأستاذ القاص المبدع حامد فاضل عندما التقينا في اثناء إجراء انتخابات اتحاد الأدباء والكتاب بُعيد نشر المقال أنا لست مرواتيا ولم أسمع بهذا التوصيف قبلك ومنذ سنين نناديك به ولم يسبقك به أحد.. وانا لست مسؤولا عن تصريح النصير.. وقد التقينا بعد أن أعلمك الأستاذ حامد باحتجاجي بعد استغرابي وقلت لي بابتسامة رضا نعم أشهد بأنك أول من كتبها وسأثبت هذا الحق لك.. لا عليك ربما حصل سهو ودار هذا الكلام بحضور الأستاذ حامد نفسه.
AZP09