رئيسة الراصد الوطني للنشر والقراءة بالمغرب لـ (الزمان)

رئيسة الراصد الوطني للنشر والقراءة بالمغرب لـ (الزمان):

أحلامنا التنقيب على الأقلام المهمشة والمغمورة

حاورها: عبدالحق بن رحمون

الرباط

هذه هي الأديبة المغربية فاطمة الزهراء المرابط، كالنملة لا تكل ولا تمل، تشتغل ليل نهار على حاسوبها الشخصي، بصمت ومن غير بهرجة. تسافر كثيرا إلى عدد من المدن المغربية ومن غير دعم مادي من أي جهة، من أجل المشاركة ومواكبة تظاهرات ثقافية، هدفها تقديم الاشعاع للثقافة المغربية. إذن بذلك تكون فاطمة الزهراء المرابط نموذجا للمثقفة والفاعلة الجمعوية المناضلة.

تكتب فاطمة الزهراء المرابط، القصة القصيرة، وتنشر ما تكتبه هنا وهناك، من غير أي ادعاء أو غرور، لأنه ليس في حسبانها أن الأدب هو طريق للجلوس على كرسي النجومية الزائفة.

وفي براءة عينيها التي تشبه حقيقة الأطفال، أسست رفقة عدد من المولعين بالكتابة والقراءة بمدينة طنجة عاصمة البوغاز،إطارا ثقافيا، أطلقوا عليه: ” الراصد الوطني للنشر والقراءة”، وفي تدبيرها للشؤون الثقافية والأنشطة التي نظموها تعرف فاطمة الزهراء المرابط علم اليقين أن الممارسة الثقافية بالمغرب ما هي إلا تطوع، ولا يمكن أن تجنى منها الأرباح، بقدر ما يمكن أن تضيف للممارسة الثقافية خسارات وعداوات،وقليل من التضامن والمحبة. لكن فاطمة الزهراء المرابط بصبرها وعنادها ونشاطها الذي لايكل ولايمل، استطاعت أن تخلق تجربة مغايرة من خلال الانفتاح على المؤسسسات التعليمية، وتنظيم ورشات في الكتابة الأدبية، وأيضا جعل الجمعية التي ترأسها فضاءً لأجل الانفتاح على الأقلام الأدبية الناشئة التي لم تعط إليها فرصة للبروز والنشر.

إذن حول أهداف وبرامج الراصد الوطني للنشر والقراءة بالمغرب، الذي لم تلتفت إليه بعد الدوائر الرسمية في الشؤون الثقافية المغربية لدعمه، ومساندته، باعتبار أن الراصد يقوم بدور النهوض بالقراءة وتشجيعها والتعريف بالكتاب الأدبي المغربي في أوساط متعددة وبإمكانيات محدودة ومتواضعة جدا.

وفيما يلي إليكم الحوار الذي أجرته (الزمان) مع فاطمة الزهراء المرابط، رئيسة الراصد الوطني للنشر والقراءة بالمغرب:

الأقلام المهمشة

{ لديكم إصرار أكيد في تنشيط الفعل الثقافي الجاد بالرغم من غياب دعم مادي ومعنوي ما سبب هذا الحماس؟

– غياب الدعم المادي لم يشكل يوما عائقا في وجه أهدافنا وطموحنا وأحلامنا الإبداعية والثقافية اللامحدودة، لأن القلوب البيض التي شجعت خطواتنا الأولى، والمبدعين الذين آمنوا بنا، وبأهمية أهدافنا، وطبيعة أنشطتنا، الطاقات الإبداعية التي تنتظرنا لنعبر بها إلى عوالم الإبداع المتشعبة، الأحلام التي رسمناها لرونق، التحدي، الرغبة في تكريس ثقافة جادة وهادفة، والتنقيب على الأقلام المهمشة والمغمورة والناشئة، هي أسباب تدفعنا إلى الاستمرار والمزيد من العطاء.

الطموحات والإمكانيات

{ ما هو طموحكم لو توفرت لديكم الامكانيات؟

– طموحات كثيرة نصْبُوا إليها، على رأسها تبني أعمال الأقلام المهمشة والمغمورة، ودعمها إعلاميا، وتقريب العمل من القراء، تزويد المؤسسات التعليمية بالكتب الإبداعية، الانفتاح على مختلف المبدعين المغاربة، القضاء على مشكل التوزيع الهاجس الذي يشغل كل المبدعين، دراسات ميدانية لرصد  حركتي القراءة والنشر بالمغرب، وهي طموحات تتطلب إمكانيات مادية ضخمة، في انتظار ذلك نتلمس خطواتنا بالإمكانيات الذاتية المتواضعة.

عائق آخر

{ هل واجهتكم بعض الاحباطات… وكيف تمت مواجهتها؟

– كأي إطار حديث التأسيس، واجهتنا عدة صعوبات حول سبب اتخاذنا مدينة طنجة مكتبا وطنيا للراصد، عكس الاطارات الوطنية الاخرى بالمدن المركزية، هذا العامل بدأ منذ الحصول على الإيداع القانوني المؤقت، في انتظار الحصول على الإيداع النهائي وهذا عائق آخر، حرمنا من تأسيس فروع لنا بمدن مغربية أخرى، كما أن الراصد كثيرا ما يعاني من الاقصاء والتهميش وغياب الفضاءات المناسبة لتنظيم أنشطته الإشعاعية، وأيضا هناك عدة حروب نفسية تمارس ضدنا من طرف الآخرين، غياب الدعم الذي نعاني منه بشكل كبير،ولاسيما مع أنشطتنا. كما أن هناك صعوبة للتنشيط الثقافي بمدينة طنجة، التي تراجعت كثيرا من الناحية الثقافية وبنيتها التحتية لا تساعد على الاشتغال والممارسة الثقافية.

ورشات الكتابة

{ ما هي مشاريعكم الثقافية المقبلة؟

– هناك مشاريع كثيرة نحاول تنفيذها، على رأسها تأطير ورشات الكتابة الموجهة للتلاميذ وتأسيس الأندية الثقافية بالمؤسسات التعليمية، وذلك وفق الاتفاقية المبرمة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين طنجة – تطوان، كما سنحاول الانفتاح على مدن جديدة بعد انفتاحنا على القنيطرة وأصيلة، وكذلك نحن بصدد التحضير لملتقى وطني ومعرض وطني للكتاب، إن تمكنا من الحصول على الدعم المناسب لتنظيم مثل هذه التظاهرة التي ستشكل انعطاف في رصيدنا الثقافي، أيضا سندخل في مرحلة نشر بعض الإصدارات الإبداعية التي ستنطلق مع مطلع العام 2014، وهي إصدارات يلعب فيها الراصد دور الوسيط بين الكاتب والمطبعة وبين الكاتب والقارئ، وأيضا بصدد التفكير في إصدار جماعي للفائزين بـ”جائزة رونق المغرب” العربية.

التشجيع المعنوي

{ كيف رحب بإطاركم الجديد الوسط الثقافي والاعلامي؟

– قبل أن نؤسس الراصد الوطني، حاولنا نشر الفكرة بين مختلف المبدعين والمهتمين، وذلك من أجل تجهيز بنية تحتية مناسبة لتأسيس رونق المغرب، وحظينا بالاهتمام والتشجيع المعنوي، الذي دفعنا إلى تحويل الحلم إلى حقيقة مجسد في إطار ثقافي يحمل اسم رونق المغرب، كما أن الإعلام هو عامل آخر لنجاحنا، يفتح لنا أبوابه الدافئة، ليحتضمن أنشطتنا وأخبارنا، سواء إلكترونيا أو ورقيا، أو إذاعيا، هذا الاهتمام الاعلامي يشجعنا ويحفزنا.

تحديات ورهانات

{ هل تعتقدين أن أعضاء الراصد الوطني للنشر والقراءة لديهم الخبرة الكافية لمنافسة الاطارات الثقافية الأخرى.. ومن أين استمدتم تجاربكم على مستوى التنظيم والبرمجة؟

– أولا، نحن لا ننافس أي إطار ثقافي آخر، وإنما نشتغل وفق أهدافنا وأحلامنا وقناعتنا الخاصة، وتنتهي علاقتنا بالإطارات الأخرى في تنظيم أنشطة مشتركة، أو دعوتهم للمساهمة في أنشطتنا كالندوة السابقة التي نظمناها حول: “الكتاب المغربي: تحديات ورهانات” التي انفتحنا خلالها على مختلف الفعاليات الثقافية المهتمة بالموضوع، أما بالنسبة للخبرة، فأعضاء المكتب لديهم خبرة جمعوية استمدوها من تجارب جمعية سابقة، وننظم بشكل دوري عدة تكوينات لكل الأعضاء المتعاونين معنا على مختلف المستويات، وبالنسبة للتنظيم والبرمجة، فإن توزيع الأدوار كل حسب تخصصه واهتمامه يجعلنا ننفذ أنشطة ناجحة بشهادة الجميع.