ونظرتُ في نفسي وفي صوري وفي الزمن ِالبعيد ِ
وكبتُّ أنفاسا ً مداها كوكبا ً ولضا شظاياها من الجمر ِالعتيد ِ
قلـَّبْتها قلبتُ أيامي التي ماتتْ وأوجاعي التي كانتْ كطعْنات ِالشهيد ِ
وبكيتُ حتى الدمعُ أشفقَ من نحيبي والليالي من هجودي والغمائمُ من رعودي والمعاصمُ من قيودي
وكأنـَّهُ لم يبك ِمن قبلي حزينٌ في سجود ِ
وكتبتُ أشعارا ً على بحر المعذب ِ والمديد ِ
وبعثتُ أعذارا ً مرصَّعة ً بإحزان المراكب ِ والبريد ِ
ونذرتُ أعمارا ً لكي لا ترجعَ الأيامُ يوما ً من صدود ِ
يا من نناجيهُ على مرِّ الليالي كيفَ يفرحُ في الهوى المهمومُ عمرا ً كيف يقتربُ البعيدُ
كيف الجراحُ على شهيدِ الحبِّ تشفى كيف يُعزفُ في الذي فـُقدتْ ظعائنـُهُ النشيدُ
بل كيف يُندبُ ـ وهو حيٌ ـ في الذي نـُصبتْ مآتمهُ القصيدُ
كيف الدموعُ على نحيب ِالقلب ِترضى كيف يلقى نصفـَه الباقي الوحيدُ
كيف السنونُ على بساط ِالدهر ِتركضُ، من مدى الأعمار ِتهربُ كيف مقـتلـُها أكيدُ
يا من تعاتبـُه لياليَّ الخوالي
يا من تدامعُهُ العيونُ هوىً على قدْرِ الرمال ِ
يا من تجاوبُهُ القلوبُ على جراحات ِالسؤال ِ
لا تحسبي الأيام ضاعت باختياري
لا تحسبي الأحلام كانت بانتظاري
أنا ألف حزن ٍ كان يغزلُ معطفي
ألفا حزين ٍ كان يسكن ُ وسط داري
لا تحسبي ما قلتـُهُ كذبا ً صديقُ الصِّدق ِ لا يخشى الهروبَ من السؤال ِ
لا تحسبي ما عشتـُهُ لهوا ًرفيقُ الجرح ِلا يلهو بطعْنات ِالنبال ِ
لو كان لي عمرٌ جديدُ
لو كان لي حقُّ الخيار بأن أعودَ أنا إلى الماضي وأيامي تعودُ
لو كان لي يومٌ اُرقــِّعُ فيه أفكاري وأمطاري تجودُ
ما كنتُ أسمحُ لا لنفسي أن تخونَ غدي و لا وهمي يقودُ يدي وأخطائي تسودُ
ما كنتُ أرفضُ فيه قنديلا ً أنيرُ عليه دربي
ما كنتُ أرجعُ فيه منديلا ً أخفـِّفُ فيه ِكربي
ما كنتُ ما كنتُ
قد كنتُ أبصرُ ما يضرُّ وما يبيدُ
قد كنتُ أدركُ ما يدرُّ وما يفيدُ
قد كنتُ أعرفُ ما أريدُ
أياد محمد الحداد – بغداد