دوشة الطيور لا تعبأ لصوت المجنزرات‮ ‬- نصوص – نعيم عبد مهلهل

رواية نَجم واليّ في مدينة طينية  (2-2)

دوشة الطيور لا تعبأ لصوت المجنزرات – نصوص – نعيم عبد مهلهل

(( هؤلاء الذين يتقاسمون ذكرياتهم،تستبد بهم العزلة ثانية، كلما ساد الصمت.والعشب الذي يداعبهم، قد نبت من وفائهم.ماذا كنت تقولين؟ كنت تحدثينني عن حب سحيق البعد،

حتى إنه يعود إلى طفولتك.حيلٌ كثيرة تعتمل في الذاكرة ..))

الشاعر الفرنسي رينيه شار

(((ولكن في داخله يعني يعرف ماذا تعني هذه المدينة الصغيرة له ، ألم يخترها هو بالذات ؟ لقد ارتبطت في ذهنه بصور بعيدة ، عبثا يحاول أستحضار كُميتْ القديمة ، التي زارها مراتٍ عديدة في طفولته )))

نجم والي / رواية مكان أسمه كميت

أرسم المدينة وأبتعد عن إشكاليه صالح في تعامله معها وبشرها وأغلبهم من هم قريبون الى طبيعة عمله ، غير أن المدن التي تبدو هادئة في طبيعتها تخفي تحت آجر بيوتها خفايا وأسراراً المكان .

وهكذا يتحرك في المدن المنسية هاجس واحد ويكاد يلقي ظلاله على الجميع ، هو الخوف من شاخص يتحرك بظله وبدلته السفاري في الشوارع والازقة والبساتين ، وربما يكون عصام ماهود في رواية نجم هو صانع الخوف والبطش في حياة المدينة ، يفعل كل شيء من أجل أن يبقى ومصالحة وأملاكه التي تتسع كل يوم فيطيح بكل منافسيه ، حتى أصدقائه من الذين يشعر أنهم يتفوقون عليه في علمهم وثقافتهم ونزهاتهم يرسلهم عبر التهم الكيدية الى غياهب السجون والزنازين ولم يبق حوله سوى التابعين من المتزلفين والضعفاء والوصولين والانتهازيين وربما يمثل مدير المدرسة التي نقل اليها واحدا منهم.

أعترف وأنا أعيش هوس قراءاتي السرية إن شخوص نجم هم شخوص من حياتنا في المتشابه العجيب الذي يرقد في ذكرياتنا وحياتنا . عبر وجوه تُشعرك أنكَ تجدها في تشابه الامكنة التي عاشت معنا منذ أزمنة آدم وبيوت الحجر القيري وحتى بيوت الدبل فاليوم.

تلك الفاصلة التي يشعر نجم أن هوايته السباحة في اعماق انهرها تمثل مغامرة الرجل في تعامله الفنتازي مع موهبته وهاجسه واحساسه ورسالته في الحياة.

هو ليس غابريل ماركيز بنسخته العراقية كما وصفه أحدهم ، بل هو سارد له خصوصية تناول الاشياء الخطرة والعميقة في واحدة من اهم وأحرج محطات التأريخ العراقي التي امتدت من عام 1968 الى عام 2003.

سرد يشعرني وأنا في فضاء الأخيلة بخوف فوق سطوح حيث لهيب تموز وتلك الاحواء التي تفتقد الى الرومانسية التي تطير بك الى عذوبة القصائد . لكن هذه الرواية هي المدينة التي تمثل جحيم هاجسها الذي يحاول أم يمزق الكفن ليشم هواء الحرية والخروج من الفكرة الى نقلها خليل المخبل الى صالح : أن كُميتْ مقبرة . وقتها شعر أنها حقا مقبرة لأحياء هذا العالم المنسي.!

قصتي مع كُميتْ كمدينة في مفترق طرق الحرب ، هي نقطة الولوج الى جبهات الشيب والطيب ومخافر الحرب وعويرج وجلات والفكة والشهابي ، وحجابات اهوار الكحلاء وقلعة صالح والعزيز . لم انتبه للمدينة التي كانت تمرُ عليها حافلات الجنود المجازين ، لكن رواية نجم تأتي بعد أعوام على اندثار السفر بحافلات الريم والنيسان لأستعيد ملامح مدينة التي خلدها روائي من أهل العمارة كما يفعل أدباء سومر القدماء في تخليد مدنهم :أور ، أريدو ، لكش ، لارسا ، تل العبيد ، تلو ) ومدن أخرى تعيش بدون أسماء تحت التلول ومعاول اللصوص وأيشنات الهور.

صورة المجتمع الجنوبي المنسي يخرجه نجم والي الى الضوء ، يتحدث عن الاستلاب والمسؤول الصغير الذي يقلد مسؤوله الاكبر وعبر تلك العلاقات المتشابكة المدينة ، الفقراء ، والحاكم ( مدير الناحية ، المسؤول الحزبي ، مدير الأمن ) .

حبكة روائية

كل هؤلاء يتشكلون في حبكة الرواية بفطنة وتحفيز ليُرينا شكل البؤرة العميقة لحالات إنسانية ومركبة وأهمها ما تعيشه ماجدة في علاقتها مع صالح وعصام ماهود.

وهنا ينسج نجم صورة مثيرة للخفي في حياة مراهقة السبعينات ، ينجح تماما ليكون الأمين في نقل هذه الاثارة والممنوع الذي كان يسكننا ونحن نمارسه فيما يوفره لنا القدر والخوف والصدفة والمغامرة مع البنت ــ الصديقة.

الجانب من الرواية الذي يأسرك في هذا الليل التموزي الملتهب هذا السرد الطويل عن قصة الطالبة ماجدة عبد الحميد ومشاعرها المركبة والجريئة والمجنونة ، فيستفيق معي عالم من الغرام والشهوات السرية في افلام السينما والروايات الاباحية وثقافة كولن ويسلن وجان بول سارتر . أعيش النشوة وأنا انسجم بمودة ولذة مع ايروتيكا القصص والصور التي يرسمها الروائي على لسان صالح وماجدة أو مما مارسه عصام ماهود معها .

أتخيل سامية اخت عصام وأفترض من خلال خفايا السرد التي لم يُفصح عنها ، ولكن القارئ حتما سيتخيل ما كانت تمارسه مع من تعشقه ويقال انه مدير شرطة كُميتْ.

نجم والي في الجانب الايروتيكي والاباحي من  هذه الرواية  يُريكَ ما تتخيله أنت لا ما يتخيله هو من خلال قراءتكَ للرواية.

هذه المقبرة التي اسمها كُميتْ يحرك ليلها الروائي نجم والي بأصابع خفية ليضيء مع الحدث المسكون في داخلنا ، وهي ذات الحركة الايحائية التي يقربها سارتر مع الرغبة الانسانية بدون أن يكون هناك التابوه المقدس. فأتخيل مشاعر صالح وماجدة عبد الحميد تنمو في حديقة تلك الاثارة الوجودية التي اشعلها الفيلسوف الفرنسي مع زوجته سيمون دي بوفار بقوله: لنجعل الحضن الجنة التي نحن من يصنعها ولا أحد غيرنا. ولذهبها في هذا الحوار الوجودي الذي عاشت عليه الثورات الداخلية والروحية لجيل السبعينيات والستينيات من القرن الماضي :

ــ عندما يعوقنا هاجس عن التحرر الذي نشعره في فترة ما من اعمارنا ، ماذا سنفعل ؟

ترد عليه بوفار : في الشرق كانوا يقفون أمام المرايا ويمزقون ملابسهم من خلال افكار مجنونة تذهب اغلبها الى فكرة الاقدام على الانتحار وخاصة فيما يخص قطعة القماش التي يطلق عليها العلم اسم غشاء البكارة ويسفيها شرفاء العذرية ونسميها نحن الوجوديون قطعة الاختبار التي لانعرف لها دور وفعل.

ــ وفي الغرب؟

ــ في الغرب الهاجس لا يعوقك ، وأن اعاقك بإمكانك الذهاب الى الطبيب النفسي .

ــ ولكن البعض هنا ينتحرون بسبب التشوش في هذه الهواجس؟

ــ أولئكَ أما قديسون أو مجانين.

إذن ماجدة عبد الجميد في مكان أسمه كُميتْ تقع بين افتراضين ، أما قديسة او مجنونة ولأن الجنوب يمنح القداسة فقط لبعض من ذرية الرسول وعلي وفاطمة ، فلا يصح سوى أن نقول انها مجنونة بعقلٍ مغامر . لهذا تستفزها الافكار الغريبة وتجعلها تخطو بشجاعةٍ الى قدر تكرههُ وتمقته أسمه (عصام ماهود).

أعترف أني مع هذا السرد في العلاقة بين ماجدة وعصام قد تهت في نشوة أستعادة تلك الجماليات الشهية من الرغبة والارتعاشة والانتصاب مثل ذلك الذي كان يصيبنا يوم نجلس على الارائك الخشبية الطويلة في قاعة السينما ونتسمر عليها في انتظار الفيلم اليوناني الذي ستتعرى في نساء الإغريق فيما نحن مع خيالتنا وعاداتنا السرية ننتظر الوصول الى الذروة لننسى معها عشقنا للأفلام الهندية والصدر الرخامي لهند رستم وقبلات نادية لطفي والعيون الخضر لزبيدة ثروتوالسيقان العارية للراقصة نجوى فؤاد.

مع ماجدة اعيش ذهول شجاعة هذا السارد السومري وأتساءل : عاش في ألمانيا وأسبانيا ولم يؤثر عليه ماكان توماس مان يستخدمه من أجل جعل الروي قوة متماسكة من بلاغة الشخوص في طروحاتهم .

لم يؤثر عليه سرفانتس في رسم طواحين الهواء ومحاربتها في فراغ بهلواني ، ولم يذهب مأخوذا بتقليد حسية الكسندر بثينته ، ولم يقف عند أجفان غونتر كراس ويدمع مع قصته الشهيرة قبو البصل ، ولم تثيره اعترافه الفاتنة الالمانية انستاسياكانيسكي في اعترافاتها أن والدها الممثل الالماني الشهير كان يحاول ممارسة الجنس معها في صباها . وحتى تلك الشقروات المنتشرات على ارصفة المتعة في شوارع ليل هامبورغ عندما يكون سعر الجسد 30 ماركا لسلعة واحدة ، لم يتأثر بهن.

بقيَّ وفيا لتلك اللذة السومرية التي تسكن اعماقنا والتي حملت اجيالا كثيرة على اكتافها وعبرت بهم عصر السريالية والوجودية والشيوعية والرأسمالية وانتهت بهم الى تلك المذبحة الطويلة لسنوات ثمان والتي تسمى القادسية الثانية. حيث جعلها نجم شاهدة لنهاية عصر وبداية عصر من الكتابة الجديدة دونها على قراطيس ورق البردي في مدن المعدان وعلى ألواح الطين المرصوفة تحت شمس أور ..والمدن الاخرى.

مثلت ماجدة عبد الحميد الصورة الجنسية لحرية الانوثة في مجابهتها لثقافة الطاغية التي يشتهيها . تذله فيعشقها أكثر ، تشتمه فيصر على امتلاكها ، وحتى تثبت أنها تعيش التحدي المقيت ترضى به خطيبا بالرغم انها تشعر أن صورته وتصرفاته تفتقد الى الرجولة والرومانسية ، وبالرغم من هذا فهي ترضخ له في صدفة ما ليفض بكارتها حتى قبل ان يتزوجا رسمياً ، وربما هذا المشهد في الرواية يرينا تماما فكرة سقوط المقاومة الثقافية في المدن المستلبة وهو ما انتهجه الشيوعيون مع البعثيين اثناء شهر العسل المصطنع في الجبهة الوطنية حيث يخسر صالح الشيوعي والعاشق الحقيقي لأنوثة ماجدة ، يخسرهنا مع زوال غشاء البكارة معركته الروحية مع السلطة ليبحث عن طريقة للانتقام اشد قسوة من المشاعر الخفية والإيماءة.

صناعة لحظة

صورة عصام ماهود وهو يفترس ماجدة وهي تأتي على غير موعد الى بيته لمقابلة اخته ماجدة التي كانت عند الخياطة ، وربما هي قاصدة صناعة تلك اللحظة ، فلا تجد سوى عصام الذي يقرر لحظتها أثبات سلطته والقضاء على أغراء ماجدة بشعاع أنوثتها الممانعة بالرغم من انها خطيبته ، وهذا المشهد الذي اتخيله الآن هو النضوج الحسي والجنسي في جوهر ولب الرواية الذي جعلنا نتهامس في الوسط الثقافي على ارائك المقاهي ونقول : أن نجم والي صنع جرأته في منفاه ، وصدر لنا هذه الجرأة لنمقت واقعنا الذي كنا ننتظر فيه موعد توزيع مواد البطاقة التموينية وخلق الاعذار المرضية حتى لا نلتحق متطوعين في جيش القدس.

اتخيل المشهد هو يشبه تماما مشهدا اباحيا في فيلم يوناني بالأسود والابيض عنوانه غريب في جزيرة المراهقات ، وبالرغم من ان حكاية المشهدين مختلفتين لكن طريقة تمزيق الملابس الانثوية الداخلية واحدة. غير ان تصوير نجم للمشهد بالنسبة لي أكثر واقعية لأنه ينقل وبأمنة المشاهد الجنسية التي تتكرر في حياتنا الاجتماعية من خلال العلاقات البريئة وغير البريئة ، لهذا أعدت قراءة المشهد عدة مرات في الصفحة 78 من الرواية وأنا اتخيل أسى صالح عندما يشعر أن رواية الليالي البيضاء التي اهداها لماجدة في ذات خلسةٍ لم تفعل شيئاً:

((( صرخت به أن يتركها ، لكن عصام لم يمهلها ،من ذراعيها.  إنما باغتها ساحبا إياها وملقيا بها الى الكنبة .صرخت به أن يتركها ، كما أنها لن تصبح زوجته أبداً ، وأياً كان ما تقوله فسيذهب وسط غمغمته وهجومه العنيف ، إذ بدا في تلك اللحظة خفيفا كريشه ، وبسرعة غير عادية جردها من ثيابها ، ومزق لباسها الداخلي الذي صعب عليه فتحه ، أما بيجامته فقد أنتهت قبل ذلك الى الأرض ، وماجدة التي فوجئت بهجومه وأخذت به غير متوقعة حدوثه ، لم تستطع الدفاع عن نفسها ، فقد كانت ضعيفة خائرة القوى ، حتى عندما حاولت رفسه لم تساعدها قدماها اللتان شعرت بثقلهما . لقد ركبتها المفاجأة مثل الموجة .شعرت به يسكنها ، لم يحدث شرخا في جسدها ، أنما احدث شرخا في روحها لن تنساه طالما بقيت على قيد الحياة . مع حركتهما تحركَ ألم يسري في دمها .كانت مجهضة بالفعل .لم تترك فخذيها يستقران فوق الكنبة فقط ، بل اسبلت ذراعيها أيضا .كان بإمكانه التجول بفمه على شفتيها المغلقتين ، رقبتها ، حلمتيها ، كان يعتقد أنها سمحت له عن لذة ، حتى راح يهمس في أذنها :

حبيبتي ، لايهمك ، راح نتزوج يوم 17 او 30 تموز .)))

أنتهت هذه اللذة الفاحشة بكامل قسوتها وساديتها ومشاعرها الغامضة لدى ماجدة وهي تزداد كراهية لعصام بالرغم من انتصار هذا الوحش وتمكنه من النيل من عذريتها ليطلق عبارته المقصودة ليشعرها ان الحزب معه حتى في رغباته الجنسية : حبيبتي ، لايهمك ، راح نتزوج يوم 17 او 30 تــــــــموز )).

بعد هذا الفصل المجنون بشهيته وساديته وبانتصار عصام على أرادة المرأة الضعيفة تنتهي الرواية بالنسبة لي .

لقد فهمتها حتى من دون الحاجة لإكمالها والمضي مع مأساة صالح وخيبته في غرامه وانصياعه لرغبة عصام بالذهاب الى بيت الدعارة ليتحسس كوميديا العلاقة بين عصام وماجدة بعد هذه المعاشرة القسرية والمحسوبة بقدر قد تعتقده ماجدة أنه حتمي الحدوث بسبب ما يشعره فقراء ومستلبي هذه المجتمعات أنَ ما يرده الملك لابد أن يناله.

لكن تبقى هناك فتحات من الضوء هي بصيص الأمل للتخلص من هكذا فجيعة من خلال العمل المضاد الذي ربما يزعزع أركان هذا الطاغية ( عصام ماهود ) وربما انتحار سامية أخته لايكفي لانهياره ولكن حرق  منتجعه المسمى دوشة الطيور قد فعل فعلته. ودوشة الطيور هو واحة المتعة لنزوات هذا الجشع من خلال ممارسته لرغباته الجنسية وكذلك تعذيب من يعتقد أنه خطر على الحزب ومصالحه الشخصية.

رواية ( مكان أسمه كُميتْ ) تختلف تماما عن رؤى الرواية الاولى لنجم ، متعتها أنها تسبر أغوار روح المدينة التي كنا نتخيلها معاً في تبادر خواطر الجنود أيام جبهات الحرب بالرغم من عدم تعارفنا ، ولكن ربما كنا نلتقي في مثابة للتحشد أو في واحد من مطاعم الطرق التي تقف عندها الحافلات التي تنقل الجنود المجازين والملتحقين الى الجبهة .

هذه كُميتْ ، رسمها نجم وانهى فصولها مع بداية عصر اسمه الحرب الاتي مع صوت مجنزرات الدبابات وصخبها غير عابئة بتلك النيران التي كانت تشتعل في (دوشة الطيور ) .

هذه كُميتْ .المدينة الصدى والأثر والإحساس المستكين والمستلب والرواية التي لن تشبه ابدا توقعي لها قبل قراءتها .عندما كنت امتع دهشتي بقرى المعدان النازحة التي تحيط في المدينة ، وانتشي مع السير الهادئ لقطعان الجواميس .

رأيت كُميتْ على حقيقتها مع نجم ، ولكنني لم أرَ انفاس ايتاليو كالفينو الذي نعشقه معا وهو يصور لنا مدنا تلامس عري ضوء سطوح الكريستال والفيروز اليماني والبيوت التي سقوفها من اللازورد والقرميد الازرق وشهية الفراشات.

أنما وجدت مدينة يصف ماركيز واحدة من مثيلاتها في بلده كولمبيا :تأخذها الرطوبة وروث الابقار والرغبة للتخلص من جسدها.

مدينة تعبانة ومستلبة وهامشية . لكن نجم والي أستطاع أن يخلدها كمن يخلد دموع الفقراء على مسلات الحرية والنصر.

لقد وضعها في دائرة الضوء كأنموذج للمدن التي تحصي فينا شهوات ليلنا وعاداتنا السرية.

وحتما سأبدأ من الغد بإعارة الرواية الى قارئ سري ومغامر آخر

 وأشك أنه سيستمتع كما أنا في قراءتها ولن يهمس لفهرست الرواية كما فعلتها انا : شكرا نجم على هذه الرواية الرائعة.