دور النشر تقدم أوسع صورة للكتاب العراقي – نصوص – رزاق ابراهيم حسن
يحصل احياناً ان تقام فعاليات ثقافية ذات اهمية كبيرة ومتميزة، وذات موسم سنوي خاص، وهي اضافة الى ذلك فعاليات تهم اكبر عدد من الناس، ويراد لها ذلك ثم تظهر هذه الفعاليات بغير حجمها ومكانتها، وقد يصفها البعض بالفاشلة، وغير الناجحة لاسباب لا تتطلب الكثير من الاموال والاعداد والجهود، فقد اشتكى الكثير من اصحاب دور النشر المشاركة في المعرض الدولي الثالث للكتاب الذي اقيم على ارض معرض بغداد الدولي من افتقار المعرض الى الدعاية والاعلان، وهذا ليس افتراضاً، فهم محقون في ذلك، اذ انني خلال الايام التي اقيم فيها المعرض الدولي الثالث للكتاب مررت بمنطقة الباب الشرقي وساحة التحرير ذهاباً الى منطقة العلاوي والكاظمية ومنطقة المنصور والحارثية والكرادة ولم المح اية ورقة، واية لافتة تشير الى قرب او اقامة هذا المعرض الذي يعد من المعارض الفريدة التي يترقبها الناس كل عام، وكنت خلال ايام اقامة المعرض قد سافرت الى النجف الاشرف وكانت خالية من اية اشارة الى ذلك، وكانت محافظة بابل مثل النجف خالية من هذه الاشارة التي لا تكلف الكثير من الاموال، ثم وان الجهات المشرفة على المعرض ذات صفة اعلامية، ويفترض ان تكون هي نفسها ذات منتجات اعلامية، ان تكون مؤهلة اعلامياً لمواكبة اية مناسبة تتطلب ذلك.
ملاحظات اخرى
واضافة الى افتقار المعرض للاعلام، فان سمير ابراهيم مسؤول احدى دور النشر يلاحظ عدم اهتمام مديرية المعارض باقامة المعرض، وهي قد فرضت على دور النشر اسعاراً عالية لتأجير المتر المربع، وقد لا تستطيع بعض الدور، وجميعها توفير المبالغ المطلوبة من مبيعات المعرض، والمعرض مقبول من الناحية التنظيمية، ولكن الاقبال عليه كان ضعيفاً.
ويلاحظ ان الاعلام في هذا المعرض يتدنى الى درجة الصفر، ولكن رغم ذلك كان الاقبال جيدا، وهذا يدل ان الجهة المشرفة عليه لم تأخذ بالحسبان مستلزمات نجاح المعرض، وما ينبغي توفيره لاصحاب دور النشر من المتطلبات يمكنهم بها استعادة ما انفقوه من اموال وجهود على اقامة معارضهم.
ويضيف ان المعارض الدولية تقتصر على دور النشر فقط، ولكن هذا المعرض يخصص اجنحة للمكتبات وهذا غير صحيح. ويصف محمد العبيدي وهو صاحب دار نشر المعرض بالخطوة الرائعة والمفيدة والمهمة، خاصة وان مثل هذه المعارض تظهر لنا اهمية الكتاب العارقي الذي تقوم بطباعته ونشره اغلب دور النشر المشاركة في المعرض، الامر الذي يتطلب من الجهات العراقية وضع الخطط اللازمة لاستقباله واحتضانه والقيام بنشره، والعلماء العراقيون يشكلون غالبية العلماء العرب وينبغي العمل.على عودتهم لبلدهم، وتوفير فرص اسهامهم في بنائه وتقدمه.
وتثني زهراء صالح المشرفة على جناح حمورابي على المعرض مؤكدة انه جيد من جميع النواحي التنظيمية، وانه يستجيب بمطبوعاته لاحتياجات مختلف القراء والمثقفين والباحثين العراقيين.
ونرجع الى محمد العبيدي الذي يطالب بجهة عراقية ذات اختصاص في توزيع وتسويق الكتاب العراقي، إذ ليس من الجائز ان يظل هذا الكتاب المعروف بجودته وجديته وسعة موضوعه، واحتيازه المؤهلات العلمية دون جهة تقوم بتوزيعه وتسويقه ومكافأة مؤلفه بما يستحق من حقوق وتقدير.
وجاء في حديث امجد ابو الشيخ المشرف على جناح دار مناهج للطباعة والنشر والتوزيع ان المعرض جيد ويقدم الكثير من العناوين المهمة للقارئ العراقي، ويقدم صورة موسعة عن اهتمام دور النشر العربية بالكتاب العراقي، لكن افتقار المؤسسات والجامعات الحكومية للموازنات المالية، واعتماد سياسة التقشف ادى الى ضعف الاقبال على المعرض، وخسارة الكثير من الذين يتعاملون معه على انه فرصة لا يمكن تركها دون اقتناء عدد من المطبوعات. ويقول مؤيد كاظم وهو مشرف على احد الاجنحة إن المعرض جيد ولكنه اقيم على ارض بعيدة نسبياً وهذا ما يلاحظه ماهر هاشم مؤكداً ضرورة الاهتمام بهذا المعرض للتواصل مع المثقفين العراقيين الذين عرفوا بالقراءة والاقبال على اقتناء الكتب، وتكوين مكتبات شخصية عامرة بالكتب الجيدة.ومن المطالب التي طرحها اصحاب دور النشر العراقية ان يتاح التصدير للكتاب العراقي، اذ انه ممنوع من التصدير حسب توجيهات الدولة خلال سنوات الحصار وقد ذهب وانتهى الحصار وما زال الكتاب ممنوعاً من التصدير، وليس باستطاعة الناشر العراقي حمله الى المعارض، وتقديمه للقراء العرب والاجانب، وقد وافقه في ذلك محمد سليم وعلي سماوي مؤكدين اهمية المعرض وجودة معروضاته، وتوفره على اغلب عناصر النجاح.