خبراء لـ الزمان العدوان على سوريا سيؤدي إلى حرب إقليمية

خبراء لـ الزمان العدوان على سوريا سيؤدي إلى حرب إقليمية
دمشق ــ الزمان
يبدو ان طبول الحرب على سوريا بدأت تتعالى وتيرتها، مع تصاعد التصريحات الامريكية وبعض الدول الغربية بامكانية التدخل العسكري ضد سوريا، بعد اتهام الاخيرة بأنها قامت باستخدام السلاح الكيميائي في ريف دمشق، وما زاد من فرص حظوظ هذا التدخل العسكري في سوريا ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأن بلاده لن تخوض حربا مع أحد.
بيد أن الخبراء والباحثين الاستراتيجين في سوريا يؤكدون أن أي عدوا مهاما كان محدودا على بلادهم سيؤدي الى حرب اقليمية ونتائجها ستكون كارثية، معتبرين في الوقت ذاته ان سوريا لن تقف مكتوفة الايدي ازاء اي عدوان عليها وستقوم بالرد.
وأكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان بلاده ستقاوم أي هجمات وسترد على أي من هذه الأفعال الاجرامية، مؤكدا ان اتهام الحكومة السورية باستخدام السلاح الكيميائي أكذوبة كبيرة .
وقال المقداد في لقاء خاص مع مراسل قناة سي ان ان الأمريكية في دمشق وردا حول قيام الولايات المتحدة برسم خيارات للتدخل العسكري في سوريا قال انه بمجرد أن يحضروا لأي أفعال فانهم لن يقتلوا سوى الناس الأبرياء وسيكونون مسؤولين أمام التاريخ وأمام شعوبهم معتبراً أنه في حال أرادت الولايات المتحدة أن تقاتل طوال الوقت يمكنها القيام بذلك ولكن سوريا أيضاً ستقاوم أي هجمات وسترد على أي من هذه الأفعال الاجرامية .
وقال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع صحيفة روسية نشرتها وكالة الانباء السورية سانا يمكنهم بدء أي حرب لكن لا يمكن لهم أن يعرفوا الى أين ستمتد أو كيف لها أن تنتهي، وبالتالي وصلوا لقناعة أن كل السيناريوهات التي وضعوها خرجت عن سيطرتهم في النهاية ، معتبراً أن الصورة الواضحة للجميع الآن بأن ما يجري في سوريا ليس ثورة شعبية ولا مطالبات بالاصلاح بل ارهاب يحاول ضرب الدولة السورية .
واعتبر الرئيس الاسد ان الولايات المتحدة فيما لو فكرت بتدخل عسكري في سوريا فانها ستصطدم بالفشل، لانها ولا مرة تمكنت من تحقيق الهدف السياسي الذي أرادته من وراء حروبها تلك ، مبيناً ان الدول العظمى قادرة على شن الحروب، لكن هل هي قادرة على الانتصار .
ويأتي ذلك بعد تصاعد المواقف الدولية جراء المعلومات عن الهجوم الكيماوي على موقع بريف دمشق ما أدى الى سقوط مئات الضحايا، حيث أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي أجرى اجتماعا مع فريقه الأمني لعرض كافة الاحتمالات للاستجابة لهذه الحادثة، بما فيها العسكرية، كما أشار الى اجراء أوباما اتصالات مع قادة فرنسا وبريطانيا للتشاور حول الرد المحتمل لاستخدام أسلحة كيماوية، دون أن يستبعدوا أي خيار.
ومن جانبه أكد الخبير الاستراتيجي يحيى سليمان ان سوريا دولة معتدى عليها وكل كيان دولي يعتدى عليه يجب ان يرد وبكل الامكانيات على العدوان وهذا ما ستفعله سوريا. وقال الخبير الاستراتيجي السوري والمتخصص في الشؤون العسكرية في تصريحات لـ الزمان ان موازين القوى الاستراتيجية بين القوى الشريرة وامكانيات سوريا غير متكافئة، وبالتالي هذا الحسابات الاستراتيجية ينبغي ان لا تتم لان لسوريا حلفاء اقليميين ودوليين ولن يسمحوا لامريكا بهذا المغامرة في سوريا ، معتبرا ان العمل العسكري من قبل امريكا والدول الغربية على سوريا سيكون له نتائج كارثية . واشار سليمان الى ان تصريح وزير خارجية روسيا حول سوريا جاء لتريد الاجواء، والتخفيف من حدة الضغوط على سوريا. وقال لافروف، ان روسيا لن تشارك في حرب مع احد في حال التدخل العسكري الغربي في سوريا ، فيما أشار الى أن الدول الغربية لا تمتلك أي اثبات أو دليل بخصوص استخدام الحكومة السورية السلاح الكيماوي في سوريا ، لافتا أن نتائج التحقيق حول استخدام هذا السلاح يجب أن تقدم لمجلس الأمن .
وبدوره قال الدكتور سليم حربا الباحث والمحلل الاستراتيجي السوري ان كل هذه الاستعراضات والتهديدات والتصريحات الامريكية تأتي في اطار ما يسمى استراتيجية امريكا باللعب بما يسمى ادارة حافة الهاوية للضغط على الحالة السورية ومحاولة التأثير على انجازات الجيش العربي السوري، والتلويح باستخدام التدخل العسكري خارج مجلس الامن الدولي تحت غمامة اكذوبة ومزاعم اتهام الدولة السورية باستعمال الكيماوي .
وأضاف حربا في تصريحات لـ الزمان ان أي عدوان مهما كان محدودا سيؤدي الى حرب اقليمية، والى حرب عالمية وان الحسابات الاستراتيجية لأي حرب على المنطقة تبدأها أمريكا وفق هذا المنظور تؤكد ان الوزن النوعي لسوريا القادرة على صد ورد اي عدوان، وقد يكون مزلزلا، بامكانيتها الموضوعية لكل هذا الملف على المستوى العسكري او البشري او الاقتصادي تؤكد بديهة تقول ان الغلبة معنا، وليست علينا وان أي مقامرة من قبل أمريكا هي ليست تهديد لمنظومة الأمن السوري، بل تهديد مباشر لمنظومة الأمن الدولي والاقليمي حتى ايران والصين وروسيا وتهديد للامن والسلم الدوليين .
وأعرب الباحث الاستراتيجي عن اعتقاده بأن أمريكا لا تستطيع الان تحمل تداعيات ونتائج هذه الحرب سيما وانها الان في حالة انهيار اخلاقي وقيمي وقانوني بدعمها للارهاب، وايضا بعد انسحابها عسكريا من العراق وانسحابها القادم من افغانستان، مؤكدا أن كل هذه التهديدات الامريكية ـ الاسرائيلية ستبقى أعجز من أن تترجم الى واقع .
وبدورها اعربت المعارضة السورية في الداخل عن رفضها لأي تدخل عسكري، مؤكدة ان سوريا بحاجة الى السلام والحل السياسي.
وقال منذر خدام الناطق الاعلامي باسم هيئة التنسيق الوطنية المعارضة لـ الزمان بدمشق، انني باسم هيئة التنسيق الوطنية أرفض أي تدخل عسكري أمريكي أو غير أمريكي في الشؤون السورية، واعتبره،في حال حصوله، اعتداءا على سوريا وشعبها وتاريخها ومستقبلها مؤكدا سوريا بحاجة الى السلام والحل السياسي وليس الى مزيد من سفك الدماء والدمار.
واعرب خدام عن اسفه لقيام بعض اطياف المعارضة السورية في الخارج بالمطالبة بحصول هكذا تدخل ويستدعونه في تصريحاتهم .
ومن المقرر ان يعقد وزير الخارجية السوري وليد المعلم امس الثلاثاء مؤتمرا صحفيا في مقر وزارة الخارجية ليشرح تطورات الموقف السوري حيال التصعيد الامريكي والاوروبي بتوجيه ضربة عسكرية محتملة على بلاده. وأعلن البيت الأبيض، الاثنين، أن الرئيس باراك أوباما يقيم الرد المناسب على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، لكنه لم يتخذ قراراً بشأن كيفية الرد، في وقت قال فيه وزير الخارجية الامريكي جون كيري استخدام السلاح الكيماوي في سوريا حقيقي وان النظام السوري سوف يسعى الى تزوير الحقائق للتنصل مما اقترفه في الغوطة الشرقية.
AZP02