
القاهرة – مصطفى عمارة
في خطوة مصرية مفاجئة، قام رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد بزيارة لبنان، حيث قابل رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وتعليقًا على تلك الزيارة، أشاد خبراء بالدور المصري الضروري في لبنان في هذه المرحلة ، فقد قال أشرف الريفي، وزير العدل اللبناني والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللبناني السابق للزمان ، إن الدور المصري في لبنان مرحّب به، خاصة بعد نجاح مصر في إدارة قمة شرم الشيخ التي تُوّجت بالموافقة على خطة ترامب، كما أنها جاءت بعد زيارة حسن رشاد لإسرائيل، وهو ما يؤهل مصر للعب دور الوساطة في الأزمة الخاصة بتوتر الأوضاع بسبب قضية سلاح حزب الله واحتمالات عدوان إسرائيلي واسع النطاق ضد لبنان.
أما بالنسبة للدور الإيراني، بحسب الريفي، فإنه غير مرحّب به من كل الأطراف، لأنه ورّط لبنان في حرب لتحقيق أجندته الخاصة وأدّى إلى تدمير لبنان. وفي السياق ذاته، قال اللواء أحمد إبراهيم كامل، نائب رئيس المخابرات العسكرية الأسبق، للزمان إن زيارة اللواء حسن رشاد للبنان جاءت بعد نجاح مصر في إدارة قمة شرم الشيخ، وهو ما دفع مصر إلى توسيع دورها في المنطقة، خاصة بالنسبة للمناطق التي تشكّل تهديدًا للأمن القومي المصري. وبالتالي، فإن هذا التحرك ليس تحركًا تكتيكيًا، بل على العكس هو استراتيجية مصرية لإعادة دورها كقوة فاعلة للوصول إلى الاستقرار في الشرق الأوسط. وأضاف أن زيارة رشاد جاءت بتكليف من القيادة السياسية بهدف تثبيت وقف إطلاق النار في لبنان، وهو الأمر الذي تطلّب زيارة إسرائيل أولًا لاستطلاع رأي الجانب الإسرائيلي في قيام مصر بدور الوساطة لمنع انفجار الموقف، واعتقد أنه حمل رسالة من الجانب الإسرائيلي إلى نبيه بري باعتباره المفاوض الرئيسي لحزب الله في لبنان. كما أكّد رشاد دعمه لموقف الحكومة اللبنانية في نزع سلاح حزب الله وتسليمه للجيش اللبناني، لأن لبنان في موقف لا يُحسد عليه ولم يستبعد اللواء إبراهيم كامل أن يمتد الدور المصري إلى إيران باعتبارها الطرف المؤثر على حزب الله. واتفق معه في الرأي الدكتور سمير غطاس، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، مؤكدًا أن مصر تمتلك الآن علاقات جيدة مع إيران، حيث زار وزير خارجيتها مصر، كما لعبت مصر دورًا في مفاوضات إيران مع مدير الهيئة الدولية للطاقة الذرية، وهي تتطلع الآن لتوسيع دورها الإقليمي بعد نجاحها في شرم الشيخ وبالتالي فهي الآن تقوم بدورها التاريخي في السودان ولبنان لعدم انزلاق المنطقة إلى حرب واسعة تهدّد الأمن القومي المصري والعربي.



















