الـله بالخير رياضة
جماهير الأسود – اكرام زين العابدين
شكلت الجماهير العراقية المتواجدة في العاصمة القطرية الدوحة لحضور مباريات كاس اسيا ظاهرة جديدة في الكرة الاسيوية ، لانها تحدث لاول مرة في تاريخ هذه البطولة التي نظمتها دول عربية كبيرة لكنها لم تشهد زخما جماهيريا كما حصل بالنسخة الحالية قطر 2023.
وكانت لمبادرة السيد رئيس مجلس الوزراء المحترم المهندس محمد شياع السوداني بتخصيص رحلات جوية من خلال اسطول الخطوط الجوية العراقية وباسعار جيدة صدى جيد لدى هذه الجماهير والتي استجابت لها وباتت تتشوق للحضور الى العرس الاسيوي في الدوحة لتشجيع اسود الرافدين في مبارياته المقبلة .
واسهمت نتائج منتخبنا الوطني الايجابية في استمرار الاعراس العراقية في مدرجات الملاعب وسوق واكف وغيرها من الاماكن السياحية في الدوحة ، وتفاعلت جماهير المنتخبات الاخرى مع جماهيرنا وشكلت لوحة اسيوية جميلة كان عنوانها الفرح العراقي بانتصارات (ولد الملحة) على الكومبيوتر الياباني الذي ارعب العالم منذ مونديال قطر 2022 وحقق انتصارات على منتخبات عالمية وبات في مركز متقدم في تصنيف الفيفا لكن الاسود التهموهم .
ونجح تلاميذ كاساس المجتهدين في تعطيل هذا الكومبيوتر ، وارسلو رسالى مفادها باننا قادمون لتحقيق افضل النتائج بالبطولة الحالية ، ونسعى الى زرع الفرح والبسمة في نفوس كل العراقيين الموجودين في العراق والدوحة وفي كل مدن العالم.
ان الدعم الكبير الذي قدمته الجماهير العراقية لمنتخبنا الوطني كان له الاثر الفعال في استمرار النتائج الايجابية ، وان هذه الجماهير ابتعدت عن السلبيات وبدات تقدم صورة ايجابية عن عراقنا الجديد ، وبات الجميع يفتخر بانه حامل للعلم العراقي الجميل الذي كان رمزا لعنوان التحدي الجديد بالقارة الاسيوية .
وعانت الجماهير العراقية من صعوبة الحصول على تذاكر مباراتنا امام فيتنام في الجولة الثالثة من المنافسات نظراً لسعة ملعب نادي السد المحدودة والتي اختارتها اللجنة المنظمة للبطولة على اساس انها ستكون كافية لاستيعاب الجماهير العراقية في مباراته امام فيتنام ، ولم يخطر في بالها ان الجماهير ستزحف من بغداد الى الدوحة وترسم لوحة جميلة من اجل مساندة اسود الرافدين الذي تصدر مجموعته بجدارة وبات يبحث عن الفوز بالدور الـ 16 والعبور الى دور الـ 8 واكمال مشواره الاسيوي بنجاح .
اجواء البطولة الاسيوية الحالية وحضور الجماهير العراقية الى الدوحة اعطت رسالة ايجابية للاتحاد الاسيوي لكرة القدم ، وهذه فرصة لاتحادنا الوطني من اجل استغلال هذا الحدث الكروي المهم ومفاتحة الاتحاد الاسيوي من اجل رفع الحظر عن الملاعب العراقية في كل المدن وليس كما هو الان (في البصرة وكربلاء واربيل) لان جماهير العراق في كل المدن تستحق منا كل التحية والتقدير لجهودها في دعم المنتخب الوطني في هذه البطولة.
ان الاتحاد الاسيوي ما زال ينظر الى العراق على انه من الدول غير المؤثرة بالقارة ، لكن البطولة الحالية قلبت المعادلة وجعلت العراق واحدة من اهم دول القارة وجاء ذلك من خلال النتائج والحضور الجماهيري ، وعلى الجهات المسؤولة عن الكرة العراقية عدم تفويت هذه الفرصة واستغلالها لصالحنا وذلك من خلال الاجواء الايجابية الموجودة بالدوحة .
سننتظر تواصل افراح العراقيين في الدوحة ، لانهم فعلا اصبحوا من اهم اسباب نجاح البطولة ، وهذا ليس بجديد عليهم لانهم سبق وان اسهموا في انجاح خليجي (25) بالبصرة خلال العام الماضي ، ورسالتهم الايجابية متواصلة لانجاح المنافسات الرياضية اينما تكون.