بغداد – الزمان
صدر حديثًا ترجمة لكتاب “تاريخ موجز للتاريخ” للمؤلف البريطاني دانيال وولف، وهو عمل يعيد تشكيل تصورنا عن تطور الكتابة التاريخية منذ نشأتها وحتى يومنا هذا. يأخذنا المؤلف في رحلة ممتدة عبر الحضارات المختلفة، متتبعًا جذور التاريخ وأشكال تدوينه في الشرق الأدنى وآسيا وأوروبا وأفريقيا والأميركتين.
الكتاب الذي ترجمه المترجم حيدر عبد الواحد راشد، ومن اصدارات دار الرفدين للنشر، يقدم نظرة شاملة على كيفية تعامل الإنسان مع مفهوم التاريخ عبر العصور، وكيف تطورت الأدوات والأساليب لفهم وتوثيق الأحداث. يشير وولف إلى الدور الكبير الذي لعبته الحضارات القديمة في تشكيل مفهوم التاريخ، بدءًا من السجلات الملكية في بلاد ما بين النهرين، مرورًا بالكتابات الصينية القديمة، ووصولًا إلى التأريخ الأوروبي والعربي في العصور الوسطى.
العمل يكشف كذلك عن التحولات التي طرأت على عناصر الكتابة التاريخية، بما في ذلك الطريقة التي بدأ فيها المؤرخون يفكرون في الزمن، والسياق الاجتماعي، والعلاقات بين البشر والطبيعة. يبرز الكتاب كيف تأثر التدوين التاريخي بالتطورات الفكرية والسياسية، بدءًا من النزعات الدينية ووصولًا إلى ظهور النزعات القومية والحداثية.
في الوقت الذي يسعى فيه الكتاب إلى تقديم رواية موجزة عن هذه التحولات، فإنه يدعونا أيضًا للتأمل في كيفية استمرار تأثير الماضي على الحاضر، وإلى أي مدى يمكن للتاريخ أن يكون مرآة لما نحن عليه الآن. تعد الترجمة العربية فرصة مثالية للقارئ العربي للتعرف على تطورات مفهوم التاريخ وتوثيقه في سياقات متعددة، مما يعزز فهمنا للتاريخ كعلم وإنجاز ثقافي عالمي.