ثوب من التأويل – نص شعري – علي مولود الطالبي
***
الأبيضُ
عمْ صباحاً أيها الأبيضُ
الذي ينامُ على شفةِ عاشقٍ …
من فتنةِ المعنى إلى عطشِ القصيدة
يُفشي سرَ الفراشاتِ فوقَ النّدى
هو البياضُ حين يمرُ ويتصاعد …
تنبتُ في ضلوعي سلالةَ البهجة
أبيضٌ قبحُ الوضوحِ تحت الطاولة ،
واحتفاء الإستعارات بلونِ الفضة
هو ذاكَ يحملُ في صمتهِ لغةً
وفجراً يأتي مرارا
***
الأسودُ
ألفٌ … واقفةٌ وسطُ الروح
سينٌ …. لسيدةٍ تستعيدُ الذبحَ الحلال
واوٌ …… لأوردتي النائمةِ أتوسدها وتخلفُ وعدها
دالٌ ….. تدورُ حولَ الدليلِ وتختفي معالمُ الجريمة
الأسودُ ……….
خطى العابرين إلى موتهم
واللّيل نافذتهم ……
***
الأحمرُ
أحمرٌ لونُ الماءِ على طاولةِ السلم
ووردةٌ في كفِ الغرامِ تسبِّحُ للشفق
يتوزعُ ما بين لهو العشاقِ بالقمر
ودمُ طفلِ
يركضُ في صوتِ الطائرات
وخرابُ المدن
***
الأزرقُ
هذه السّماءُ تفتحُ قمصانَها على البحر
السنونوةُ العاشقةُ تتعلّقُ بسارية الوقتِ
سيصيرُ الملحُ أزرقاً أكثرَ من العادة
ستصبحُ العادةُ الزرقاءُ ، زورقَ النجاةِ نخبّئها للأجيالِ القادمة
الأزرقُ منارةُ العابرين للحلم القديم ، نافذة تفتح على
قلبينِ عاشقينِ و زهرةُ غردينيا
و بابٌ يُملي آخرَ وصاياهُ لي قبلَ أن يغرقَ في الندى
و قبل أن يفاجأهُ دمعُ أمّي
***
الأخضرُ
أفقُ الأنبياءِ … يستحضرُ الفصولَ في كف الكون
ويعلنُ بيانَه في قاموسِ الشعراء
هذا الثوبُ يناولُكَ ارتعاشة الغصنِ
أخضرٌ خطو عاشقٍ طريحُ قبلةٍ في جمرِ المعاني
يسبّحُ للريحِ ويحتفلُ بدمِ الشهيد
هي نبوءةُ الألوان ؟
نشيدٌ يتفرّعُ منه تأويلَ العشبِ
يُعيدني لبهاءِ النخيل
وصَبيّةٌ أشرقتْ خارجَ الشّمس


















