ثلاثة شروط لما بعد الإنتخابات – جاسم مراد
على وفق مجمل التقارير الأوروبية ، والتصورات الرسمية العربية ، فأن الانتخابات العراقية الأخيرة ليست كما سبقها ، فهي تدحض التحليلات المحلية السهلة أو تلك التي تميل لهذا الطرف وتخشى من ذاك ، فأن التدخلات الدولية لمخرجات تلك الانتخابات درى بها القائمون والمشاركون بها أو لم يدروا ، فأن امامها خلال السنوات الأربع القادمة ، أولاً تقليم أضافر القوى المؤيدة لإيران وصولاً لتشويه صورتها من إن انتماءاتها لإيران تتفوق على ولاءاتها للعراق وبالتالي يسهل عزلها شعبياً كون المواطن العراقي لايمكن بأي حال من الأحوال أن يرضى أو يقبل أو حتى يستسيغ صورة وحضور الأجنبي فوق الحضور الوطني .
وهذا الامر بالتأكيد هو الشعور العام لدى الشعوب الحرة ، مهما بلغ أوجه التعاون والمساندة من الأطراف الأخرى ، وثبت ذلك على غراررفض للوجود الاحتلالي الأمريكي الأجنبي للعراق ، بالرغم من كل التسويقات التي تدفع بها بعض الأطراف السياسية أو تعمل لتنويع هذا الوجود ثانيا العمل تدريجيا على تقليص أو دمج الحشد الشعبي بمؤسسات مدنية أو عسكرية وصولاً لإنهاء هذا الوجود بذرائع التشابك الذي يمارسه الحشد خارج الإرادة الرسمية للحكومة والقائد ن العام للقوات المسلحة ، وهذا المطلب ليس عراقياً فحسب وإنما مطلب امريكي وبعض الدول الأوروبية والعربية ، لكون الحشد يمثل ضمن محور المقاومة ، وهو المحور الذي تشتغل الكثير من الدول والمنظمات لإضعافه ، ويعتبر حسب التوصيفات الرسمية الدولية محسوب على ايران . القضية الثالثة بعد هذه الإجراءات وإمكانية نجاحها تدريجياً ، سيكون التوجه لاضعاف وانهاء أو دمج اطراف المقاومة العراقية بمؤسسات الجيش ، وإذا لم يتم تحقيق ذلك كون هذا الأمر قد يخلق تصادما مسلحاً ليس من السهل وقف تداعياته على عموم العراق ، فأنه يطلب منه الرحيل ، أو على الأقل قياداته الفاعلة ، ومسألة هذه الأطراف أو المحور هدف مركزي في السياسة الدولية عموما والأمريكية على وجه الخصوص ، كونه يشكل قوة الفعل الميداني والسياسي في مواجهة إسرائيل ودعم المقاومة المسلحة الفلسطينية ، وبما إن توجه بعض الأنظمة العربية للتصالح مع إسرائيل على حساب الاستحقاقات الوطنية والقومية الفلسطينية، فأن وحدة مشتركات التحركات المحلية والعربية والدولية تشتغل لانهاء هذا الوجود إن استطاعت الى ذلك سبيلاً ..
القضية الثالثة ، إن تشكيل محور ثلاثي ، لم يكن خارج المحركات الدولية والإقليمية وإنما هو طرفاً في ذلك ، حتى لو ادعى البعض الاستقلالية ، وبالتالي كان مؤتمر أربيل للتصالح مع إسرائيل الذي اشترك فيه من الشيعه والسنه والكرد ، مقدمة لمؤتمرات قادمة لإجبار العراق للدخول في دائرة الصلح مع الكيان الصهيوني الذي تقوده بعض الأطراف العربية برعاية بعض الدول الامريكية والأوروبية ، وعلى وفق ماتقدم بأن بعض الأطراف وان لم يكن ليس الأساس فيها يرغب ويؤيد ذلك وقد يقف بالضد منه ، لكن التوجه العام يشير الى ذلك ، خاصة بعد اسقاط وجوه سياسية عراقية وتشويه أخرى ، وكأن الأطراف المتفقة ليست بعيدة عن التشوهات المالية والسياسية .
هذه تصورات التقارير الغربية وتشوفات العديد من المحللين والمتابعين العرب ، نأمل أن لاتكون موثوقة ، لكن مايجري يجب أن ينتبه له الجميع لكي لايكون العراق ساحة صراع في خدمة المشاريع الأجنبية ..