فاتح عبدالسلام
ما طبيعة الحكومة العراقية التي بات يرحب بقيامها العالم كله والأمريكان أولهم، قبل تشكيلها، و أصبحوا يعربون عن فرحتهم العارمة من مجرد تسمية رأس لها، على نحو غير مصدق لإزاحة حكم ثقيل، بما يشبه الفرحة الدولية العارمة التي طغت على سطح كل شيء في اليوم الأول لسقوط حكم صدام حسين.
كلمة الدعم الامريكي التي يتوهم بعضهم انها مفتاح سري للخروج من الظلمات الى النور ، غير مطمئنة بتاتاً للشعب العراقي بل لعلها مصدر قلقه، لأن واشنطن كانت عبر رئيسين في البيت الأبيض قدمت دعماً للحكم في العراق لو كانت منحته لجيبوتي لأصبحت تنافس فرنسا… جيوش تقاتل بالنيابة وتدريب للقوات وتسليح يتناسب مع مهمات أية دولة خارجة من حرب. فماذا كانت النتيجة سوى حكم مليشيات ونزعات تفريق المجتمع والسلم الأهلي وسياسات خاطئة ورؤوس يابسة استقوت بالأجنبي على أبناء العراق ، حتى أصبح هناك دولة اخرى في العراق تحكم بسلطة المليشيات فتولدت أزاءها دولة ثالثة مستوردة من سوريا عبر مائتي سيارة بيك أب محملة بالسلاح والأجانب فقامت دولة الخلافة القسرية على أرض الفراغ والإحباط والخوف من المجهول بعد انهزام أو انسحاب لا فرق، ما يقرب من ست فرق عسكرية في ساعات.
اذا كانت أولويات الحكومة هي مشكلة النازحين والمساعدات الانسانية لإبقائهم على قيد الحياة فهي مشكلى عرضية أصبحت اساية الان بعد العجز في حل ما هو اساسي. ذلك انه هناك مشكلة سياسية وامنية كبرى منذ سنتين ترتب عنها هذه الحرب الجارية اليوم والتي بات ضحيتها الشعب العراقي الذي ببساطة لم يعد امام القسم الأكبر منه مكان يلجأ اليه أو يفر لضيق مساحات الأمان وانعدامها أحياناً.
الدعم الأمريكي خرافة، ذلك أن الحقيقة القائمة هي الدعم الإيراني والنفوذ الذي تفرضه ايران متى تشاء وأين ما تشاء.
الحكومة الجديدة أمام مأزق لا تستطيع التغلب عليه من دون طفرة نوعية لا سابق لها، لأن ما يبدو من مقدمات يدور في عملية سياسية أفرزت الفساد وجرائم الحرب ضد الانسانية وتشريد الملايين . فلا أحد يضحك على العراقيين بكلمات جوفاء بسبب المأزق الذي وقعت فيه امريكا وايران والمرجعية والاحزاب الدينية الطائفية واقطاب العملية السياسية من كل الطوائف بسبب مشاكل لا حصر لها صنعها جاهلون طائفيون قتلة وسماسرة رخيصون.
Azzaman Arabic Daily Newspaper Vo1/17. UK. Issue 4880 Thursday 14/8/2014
الزمان السنة السابعة عشرة العدد 4880 الخميس 18 من شوال 35 هـ 14 من آب اغسطس 2014م
AZP20
FASL
رئيس التحرير- لندن