تنهدات النخيل

تنهدات النخيل
منع قلع الأشجار مهمة وطنية
ذكرت في القرآن الكريم وهي من ثمار الجنة، وجاءت في اكثر من حديث للرسول الاعظم محمد (ص) وهي عمتنا تغنى بها كثير من الشعراء كالسياب والجواهري و احمد شوقي. وآخر ما قرأت في رثائية الاستاذ الفاضل عزيز خيون للفنان الراحل الخالد مؤيد نعمة…
أي صاحبي…
ايها المؤيد يا ابن النعمة
ناحت النخلة، انكسر ظهر الجسر
فهي الام المرضع والحنون التي تحتضن الاشجار التي لا تتحمل الشمس الحارقة مثل الخوخ(ربيتك ابين النخل) وهي مصد للرياح وهي الخضرة والنظرة ضد الجفاف والتصحر….ألخ.
ان الظروف التي عاشتها سيدة الشجر هي نفسها التي عاشها سيد المخلوقات في عراقنا الجريح على مر العصور. حيث كان عدد نفوس العراق قبل هجوم التتر بقيادة هولاكو حوالي(30) مليون نسمة فقتل من قتل وتوفى عدد كبير بسبب الامراض الوبائية التي انتشرت من كثرت الجثث الملقات في شوارع بغداد وهرب من هرب ولم يبق منها الا (5) ملايين نسمة آنذاك، ثم حدث انتعاش وقتي في السبعينات من القرن المنصرم بتألف القوى الوطنية والقومية التقدمية رافقه تطورات في المجالات الزراعية والصناعية والثقافية العمرانية الى ان حدث التفكك السياسي على يد القائد الضرورة!!! وبدأت السجون والمقابر الجماعية والحروب الرعناء فشاهدت بأم عيني ماحدث للنخيل في مدينة الفاو من مجازر جماعية فمنها مقطوع الرأس(جذع بدون سعف) ومنها المنخور بالشظايا واصبح مرتعاً خصباً لحشرة الارض ومنها الممتد على الارض بعد ان عقرتها القنابل من الاسفل او من منتصفها ولم يتوقف القتل الجماعي عند هذا الحد بل راح ازلام النظام البائد بقلع الانواع الجيدة مثل (الاشرسي والشويثي والخستاوي والخضراوي …الخ) من المحافظات الى مزارعهم الشخصية فمات كثير من الشجر المثمر ونجحت زراعة الفسائل فقط، فبقى من النخيل (5) ملايين نخلة بعد ان كان تعدادها (30) مليون نخلة قبل حرب نظامنا مع النظام الايراني .
ولم تنتهي المقابر الجماعي للنخيل عند هذا الحد فقام النظام الحالي بعمل يشبه ذلك الشخص الذي اعمى العين التي اراد تكحيلها فعند التحضير لمؤتمر القمة العربية في بغداد ولغرض التباهي ببلد النخيل قام بقلع (300) الف نخلة مثمرة من المحافظات وزرعها في شارع تنهدات النخيل (شارع المطار).
(الاستعارة من رواية جسر التنهدات للروائي (ميشال زيفاكو) كما جاء ذكر المقابر الجماعية للنخيل في صورة فوتوغرافية للاستاذ فلاح المشعل .
وجاء المزج بين قتل الانسان والنخيل في مقالة اخي وزميلي الاستاذ الكريم حميد حران السعيدي في (الحوار المتمدن) فبعد ان وضعوا كيس الاعدام في رأس كل نخلة تحولت الى جثة واقفة وتحول الشارع الى مقبرة جماعية للنخيل.
اما الان وبمناسبة اليوم العربي للنخيل ومن اجل الاهتمام بهذه الشجرة المباركة وتعزيز علاقة الانسان بها وابعاد يد جهلاء الزراعة الذين حرموا الزراعيين من مخصصاتهم المهنية والهندسية وقتلوا النخيل والزراعة في البلد علينا اتباع ما يلي:-
1. زراعة فسائل النخيل وترك المثمر في مكانه.
2. الزام العوائل بزراعة نخلتين وزيتونة واحدة في الحدائق المنزلية كالسابق.
3. منع قلع النخيل المثمر الا في الحالات القصوى وبموافقة جهة مخولة من وزارة الزراعة بعد فرض غرامة مالية للتعويض عنها.
4. مكافحة امراض النخيل (الدوباس والحميرة والعنكبوت).
5. تبادل الخبرة مع الدول المتطورة في الزراعة وجلب الانواع المحسنة وراثياً مثل النخلة القزمية التي تنتج اضعاف النخلة الاعتيادية.
جدير بالذكر شروع وزراة الزراعة بحملة وطنية لزراعة (10) آلاف فسيلة نخيل سنوياً في المحافظات (بغداد والبصرة وذي قار وميسان والسماوة وبابل والنجف الاشرف وكربلاء المقدسة والديوانية والانبار وصلاح الدين وديالى) بناءً على مقترح دائرة شؤون المواطنين والعلاقات العامة في امانة مجلس الوزراء وان تخصيصات الحملة سوف تكون من المحافظات المذكورة بالتعاون مع الهيئة العامة للنخيل احدى تشكيلات الوزارة وبنسبة دعم (50) بالمئة.
عارف السيد- بغداد
AZPPPL