تنبأت بثورات الربيع العربي

القاص عبد الملك يعود إلى البدايات :

تنبأت بثورات الربيع العربي

رزاق ابراهيم حسن

كان اللقاء مع القاص عيسى عبد الملك يطرح نفسه علينا باستمرار، وقد تهيأت فرصته في مهرجان المربد الحادي عشر، حيث كان القاص عبد الملك يتابع القراءات الشعرية والمحاور النقدية، وقد طرحنا عليه عددا من الاسئلة وجرى الحوار حسب تسلسل الاجوبة عليها.

{ اين بدأت تجربتك القصصية ومتى؟

– البدايات كانت قصة في باص لمصلحة عام 1965 تحكي قصة خارج من السجن عاطل عن العمل يملك قميصا واحدا يركب باصا لمصلحة نقل الركاب في بغداد في يوم ممطر قرب فتاة. اما البدايات الاكثر عمقا هي اني كنت مولعا في القراءة منذ ايام الدراسة الابتدائية وكنت اقرأ ما اجده في مكتبة مدرسة المعقل ثم مدرسة الرشيد وكان يمدني معلمو اللغة العربية بالكتب يوم كانت في كل مدرسة مكتبة وفي مرحلة المتوسطة والاعدادية كان هناك مدرسون للغة العربية اكفاء شجعوني على القراءة في المتوسطة اطلعت على دواوين بدر شاكر السياب، اساطير وحفار القبور والمومس العمياء وحاولت ان انظم الشعر نشرت قصيدة في نشرة المتوسطة متوسطة المعقل التي اشرفت عليها مع الشاعر حمود الدراجي، لكـــن عدلـــت عــــن الــــشعر.

{ هل تاثرت باحد من الكتاب؟

– اطلعت وقرأت لمعظم الكتاب العرب الكبار مصريين ولبنانيين وسوريين وقرأت كثيرا لشعراء المهجر ناهيك عن الروائيين والقصاصين العراقيين والشعراء، يومها كان الكتاب ضروريا كضرورة الماء ثم اتاحت لي قراءة القصص باللغة الانكليزية ثم الفرنسية باللغة الام حيث ازدهرت الثقافة في مدة السبعينات، معرفتي باللغتين الانكليزية والفرنسية ومستعينا بقاموسين كبيرين وباذلا جهدا فتح لي نافذة على العالم ناهيك عن الكتب والقصص المترجمة لكتاب يساريين ووجوديين كبار.

{ هل للشعر دور في صقل لغتك الادبية؟

– للشعر دور مهم في صقل لغتي وثروة الكلمات وسعة الخيال والتصور فقد قرأت كل انوع الشعر بدءا من الجاهلي والاموي والعباسي والشعر الحديث، للجواهري الكبير والرصافي والبياتي واحمد الصافي النجفي والسياب كما ذكرت والشعراء الذين نطلق عليهم الملتزمين وقد اتلفت مكتبة كبيرة حرقا او حرقها اهلي وانا سجين في عام 63 ومن جديد رحت ارمم بيتا حرق.

{ انت من مدينة البصرة كيف تعكسها في قصصك؟

– كتبت عن البصرة قصصا، عن خرائبها وشوارعها ونخيلها ومائها ونماذج من ناسها ومأساتها في الحروب وعن الاغتيالات والقتل والعبوات الناسفة والتفجيرات وسنين الحرب الثمان، والطريف ان معظم صحف البصرة لم تكن تشر لي وقد تعجب اذا قلت ان بدايتي كانت مع جريدة الشريان الدولية في قصة يحزن على طريقة وردة وتلتها اكثر من عشرين قصة قصيرة وقد نشرت لي جريدة المنارة البصرية الدولية قصة تحت المطر في ذلك اليوم البعيد بعد عشرين عاما من كتابتها كانت هي والحزن على طريقة وردة اللتين كتبتها عام 1988 ونشرتها عام 2008 فتحت باب الشهرة لي فصارت بعض الصحف البصرية وبعض الصحف البغدادية تنشر لي دون علمي وكنت ارضى.

{ كيف تتأكد من جودة البناء القصصي؟

– كما ذكرت بدأت النشر في جريدة الزمان والمنارة والشرق وهذه صحف يقرأوها مثقفون ونقاد ومتخصصون وبالتالي لست انا من يقيم كتاباتي، اكتب القصة وانشرها وتصبح ملك الناس لم يدقق او يراجع احد مجموعة من المجاميع الثلاث التي اصدرتها.

{ هل تخطيت نطاق المحلية؟

– نعم وقد ذكر اسمي في الموسوعة الحرة وانا عضو في الاتحاد العام الكتاب والادباء العراقيين واكثر من اتحاد ادباء عربي  وانشر في اكثر من ثلاثين موسع واتحاد ومنتدى ولي اصدقاء في المهجر ومعظم اقطار العالم العربي.

{ هل جربت كتابة الرواية وما سر تعلقك بكتابة القصة؟

– القاص مصور اللحظة والحدث والقصة القصيرة حدث وزمان ومكان وراو للحدث ومتلق وتشويق وبطل للقصة او بالكثير  ثلاث ابطال ولا تحتمل الاطالة والاطناب وهي القصة تتطور كما تطورت الى الكاميرا ولن تغيب القصة الا اذا غاب الحدث. الرواية تتالف من سلسلة احداث مجموعة ابطال وازمان وامكنة ومدة طويلة.الامر الذي لا تتحمله القصة القصيرة التي اختصرت فصار لها نوع هو القصة القصيرة جدا وقصة الومضة، لدي رواية لم تنشر بعنوان (رجلان وذاكرة) وهي تؤرخ بحقبة زمنية مضطربة في العراق.

{ كيف تعيش المعاناة في القصة؟

– القاص جندي يقاتل بلا سلاح غير القلم والفكرة وليس من يسنده يحتاج الى داعم وناشر وموزع ومردود مادي كي يعيش وهذه مهمة دولة فالادب لا يقل خطورة عن الجيش والاقتصاد.

{ هل لديك موضوع يتكرر؟

– لا يتكرر لدي موضوع فحاجات الناس ومتطلبات الحياة الكريمة لا حصر لها ومنها انهل.

{ هل يمكن تقديم ملخص لتجربتك؟

– لقد عشت المعاناة بمختلف ظروفها وضغوطها واحزانها، وكانت خالدة في قصصي التي كتبت في مراحل مختلفة، وكانت البصرة حاضرة في هذه المعاناة التي تقدمها القصص بجزيئات وتفاصيل قابلة للتعميم وقابلة لان تكون معـــــبرة عن اوضــــــاع العراق ايضا.

قرات لكثير من الكتاب وكنت في مرحلة الدراسة الابتدائية ومازلت وانا تجاوزت السبعين غير اني لم اقلد كاتبا فلي اسلوبي الواقعي والممزوج بالرمز احيانا، القراء وانتقادهم من يزكي قصصي وهو يريد في معرفة نجاح قصصي خصوصا وقد بدأت بنشر قصصي في صحف لها مكانتها فقد نشرت لي جريدة الزمان  الدولية اكثر من عشرين قصة كما نشرت لي صحف اخرى ومجلات وفي القصة ارقب الاحداث واصورها ناحيا منحى النقد المبطن، وقد نشرت ثلاث مجاميع قصصية، الحزن على طريقة وردة كانت في سنين الحرب مع ايران ومعاناة الناس واملهم في حياة جميلة ، الثانية خريف الخوف، دعوة الى التحرر من الخوف الذي يرافقنا منذ الطفولة قماطا ثم بصيصا واشرطيا وبسلطة وتقاليد واعراف ثم الثالثة ضفائر طيبة بعضها يحكي ماساة نخيل البصرة كما تنبأت بثورات الربيع العربي.

والقاص عندي  صاحب رسالة مرشد ومصحح وقدوة ومعارض وناقد وهو ايضا مجدد لا يتكرر موضوع فلكل وصية موضوع وفكرة واكره التكرار، حققت ان قصصي تقرأ خارج العراق في بلاد الغرب العربي والمهجر وبلغت عضوية اتحادات ادباء  غير العراق والوطن البصرة، والهم العراقي رفيقي.