أكرم جرجيس : الصورة جزء مهم من النص البصري والمنجز الكرافيكي

تكوينات الطبيعة وتعابير وجوه الناس تخلق أرضية للإبداع

فائز جواد

بالرغم من اختصاصه الفني بفن التصميم الطباعي وحبه العميق لفن التشكيل وتعامله مع الحرف العربي كطاقة تعبيرية ويقينا هذا مايعكسه بدراسته الاكاديمية وتواصله مع طلبته بحكم عمله كتدريسي باكاديمية الفنون الجميلة ، نعم وبكل مايمتلك الفنان اكرم جرجيس من مواهــــــب يعكس فيها جماليات الفن التشكيلي بمشاهده فانني ارصد جرجيساً في نهارات جمعة المتنبي وهو يحمل معه كاميرته الحديثة والمتطوره ويرصد خلال تجواله اروقة ودهاليز منطقة الميدان مرورا بالقشلة فشارع المتنبي ليوثق بمشاهداته كل ماهو حي وينبض بالحياة بل الاصرار على التواصل والعيش بالرغم من منغصات العيش والتحمل والمشقة والابتسامة والتعب والهموم وغيرها من المشاهد التي تعكسها وجوه المارة ورواد تلك المناطق كلها استهوت بل لفتت نظر الفنان المجتهد اكرم جرجيس ليوثقها بكاميرته الى جانب توثيق الحياة اليومية لمنطقة الميدان الحيوية وشارع الرشيد والمتنبي وايدور من احداث ربما لم توثقها الذاكرة لكن عدسة جرجيس توثقها ..

( الزمان ) حــــــاورت الفنان اكرم جرجيس.

{  اختصاصك التصمصم الطباعي اذن نبذه مختصرة عن اختصاصك وماهو التصميم الطباعي؟

– التصميم بشكله العام هو لغة العصر وهو فن وعلم كونه يخضع يخضع للمقاسات الفيزيائية والمعايير الفنية  وهو الفن الاقرب الى نفسي كونه اختصاصي الاكاديمي

{  كيف ترى واقع التصميم في العراق وهل تاثر بالطباعة الالكترونية والديجتال ؟

– بفعل الانفتاح نحو العالم الرقمي اصبح انتشار التصميم الكرافيكي اوسع من ذي قبل الامر الذي مكن المصمم من التعامل مع البرامج الخاصة بالتصميم مثل الكوريل والفوتوشوب وغيرها لكن يبقى التعامل مع التصميم كمنجز ابداعي ينقصه الخبرة لدى المصممين مما اثر بشكل واضح على تلك التصاميم

{  هل اقمت معارض شخصية او مشتركة باختصاصك ؟

– لدي اهتمامات متعددة في مجال الفن بشتى صنوفه كالخط والرسم والفوتوغراف والتصميم الكرافيكي ،لذا تأتي مشاركاتي في المعارض بشكل واسع فمنها ما هو دولي كمشاركتي في اليونان وتركيا والامارات والمغرب والجزائر وغيرها من المحافل الدولية واما على مستوى المعرض الشخصية فقد اقمت معرضي الشخصي الاخير على قاعة برج بابل في بغداد وكان في الفوتوغراف  فضلا عن المعرض المشترك مع الفنان فؤاد شاكر رحمه الله والفنان غسان ملك والفنان ميثاق نعيم ونخبة من المصورين اليابانيين على قاعة كلية الفنون الجميلة 2012 .

{  بكل تاكيد ان الصورة الفوتغرافية هي جزء مهم ومكمل للتصمصم الطباعي هل مزجت بين الفوتغراف والتصميم الطباعي ومتى يمكن استخدام الاثنين  معا ؟ – الصورة الفوتوغرافية جزء مهم من النص البصري واقصد به المنجز الكرافيكي لذا لا يمكن ان يكون التصميم دون وجود تلك الصورة  الامر الذي يتطلب مني ان  التقط الصور المناسبة للتصميم واختيار الزوايا المناسبة للصورة ومعالجتها رقميا وبالتالي ملائمتها لموضوعة التصميم .

{  ارك ترصد بكاميرتك الفوتغرافية مايدور بشارع المتنبي ودهاليز الميدان . هل تكونت لديك فكرة اقامة معرض خاص يعرض مارصدته ؟

– حياة الناس وهمومهم اليومية هو هاجسي الدائم لذلك اصور ما يدور في الاماكن والازقة القديمة كونها مادة ثرية بموضوعات مختلفة ولا اخفيك فاني اتهيأ لمعرض شخصي يوثق الحياة اليومية في مدينة بغداد.

{  ارك ومن خلال متابعتي ترصد الوجوه للاشخاص وخاصة الوجوه المعبرة والتي فيها تقاطيع وتفاصيل تكشف عن خبايا . ماذا رايت بتلك الوجوه وانت ترصدها بكاميرتك ؟

– بحثي الدائم عن تلك الوجوه هو همي الدائم ، ما ابحث عنه هو التناقض في التعبير ، على سبيل المثال ارصد انفعلات الاطفال المعوزين والذين يعملون في الشارع ارصد حركاتهم ، ابتساماتهم المليئة حزنا احاول يصال ما في دواخلهم للمتلقي من خلال الصورة الفوتوغرافية.

{  هل انصفت الوزارة والجهات المعنية اختصاصكم الفني ؟

– للاسف الشديد لم تنصف وزارة الثقافة الفنان العراقي بشتى صنوفه بسبب القائمين على تلك الوزارة  اتمنى ان يهتم القائمون على الشأن الثقافي والفني بتلك الشريحة المهمة من المجتمع العراقي.

{  عموما كيف تقرا وترى واقع الفن التشكيلي في العراق ؟

– رغم ما سبق ارى بان الفنان العراقي يتمتع بارادة قوية قل نظيرها والدليل على ذلك هو الحضور المتميز والعطاء المستمر والمشاركات الدولية في اغلب المحافل والتي غالبا مايحصد فيها على الجوائز والشهادات التقديرية فضلا عن الاعجاب والتقدير الكبيرين من قبل الجهة المنظمة او المتلقي الذي يتابع اعمال وانجازات الفنان العراقي .

{  منذ متى بدا عشقك لاختصاصك التشكيلي او الفوتغرافي وهل البيئة كانت حافزا لك في الولوج بعالم التشكيل والتصوير؟

– البدايات كانت في مرحلة الابتدائية بتشجيع من الوالد حفظه الله ومخالطة الاصدقاء انذاك الامر الذي زرع في نفسي حب الفن بشتى صنوفه .

الفنان المصور الرائد الراحل فؤاد شاكر كان قد كتب عن اكرم جرجيس قائلا ( يرجح الناظر لأعمال الفوتوغرافي المجد اكرم جرجيس انه يرى بعين متعافية من العلل والأنكسارات الشائعة وهذا التعافي ما يمكنه من الاشتغال بحرية على منهج الاختزال الضوئي ومعاينة الاشياء التي تتوارى في الزوايا المعتمه خلف الظلال الضبابية الكثيفة والهالات التي تحجب في العادة مستوى الرؤيا وبما ان اكرم ينوشها عبر تراسله البصري اللماح فأنه كذلك يتعامل مع هذه الحقائق المرئية بحيادية مطلقة وهذا التراسل يقوده غالباً للاقتراب من المشاهد المثيرة للجدل والصور الحافلة بالضياء الشفاف المتطرف الذي يشد الابصار والاحاسيس معاً.

ان صوره التي تفيض بالسحر تساعد المتلقي ان كان الخبير المختص او المتذوق العام على فهم الطريقة التي يتبعها بالتصوير وهو بهذا المعنى الشاهد على ما يرى ويقترح من متواليات منتزعة من صميم المشهد الحي وانت ان صنفتها وجدتها اقرب الى الريبورتاج الصحفي منه الى الاطلالات العابرة بالاشياء او الانطباعات المباشرة التي تأتي ببرودة دم وفتور احاسيس .

لقد كانت متابعات اكرم واستزادته المعرفية ورغبته بالاطلاع على اهم التجارب الفوتوغرافية العالمية والمحلية وراء اختياراته وكيفية استخدامه للكاميرا استخداماً فعالاً والتعبير من خلالها عن موقفه الشخصي مما يغلف الحياة من تعقيدات وازمات حادة ومحن واذا ما كان العديد من الفوتوغرافيين يجدون ذاتهم في التأكيد على جماليات الطبيعة والمحيط البيئي والواجهات الانيقة فان اكرم يشتغل على النقيض من ذلك ومن ثم يؤكد على الانسان وعذاباته وتراجيدية حياته ليجعله بالوقت ذاته الشعلة التي لا تنطفئ في اطار الصورة الفوتوغرافية الهادفه وبهذا فقد وضع هذا الفوتوغرافي خطواته الواثقة على الطريق الذي سيقوده الى نتائج باهرة ويبقى الشرط ان يظل محافظاً على هذا المستوى الخلاق من الوعي بأهمية المنجز التصويري المشغول بعناية بثراءه التعبيري والجمالي كذلك ولعل الشهادات وان كانت حافزاً يضــــــع الفنان في موقع المسؤولية الا انها لا يمكن وبأي حال من الاحوال ان تصـــــــــنع تجربة رائدة ما لم يسع اليها المبدع بعطائه وجهده فالفنان الذي يشتغل بمســـــــــؤولية تنتهي بمجرد ان يضـــــــع توقيعه على انجازه وذلك بالطبع ما نتوسمه في اكرم جرجيس وغيره من الفوتوغرافيين المبدعيين الذين انظموا الى المسيرة ببداية الألفية الثالثه من بعد .

السيرة الذاتية

اكرم جرجيس نعمة

تولد 1969

ماجستير فن – تصميم كرافيكي.

دكتوراه في التصميم الكرافيكي .

مدرس كلية الفنون الجميلة جامعه بغداد.

عضو نقابة الفنانين العراقيين .

عضو جمعية التشكيليين العراقيين .

نائب رئيس جمعية الخطاطين العراقيين.

عضو نقابة الصحفيين العراقيين .

عضو جمعية المصورين العراقيين .

المشاركات

مهرجانات بغداد العالمية للخط للخط العربي .

مهرجانات دار السلام القطرية .

ملتقى الشارقة للخط العربي 2007 .

معرض القران الكريم – ايران 2009 .

معرض فن الخط – ايطاليا .

معرض جمعية الخطاطين العراقيين .

المهرجان الدولي للفن التشكيلي – اليونان .

حاصل على جوائز وشهادات تقديرية عربية ودولية.