تعدّد الولاءات .. يضيّع هوية الإنتماء للوطن – احسان باشي العتابي

تعدّد الولاءات .. يضيّع هوية الإنتماء للوطن – احسان باشي العتابي

في بلد توالت عليه الازمات منذ دخول قوى الاحتلال اليه وحتى اللحظة،وكانها قدر يسعى لعدم مفارقته! يطرح سؤال يبدو للوهلة الاولى بسيطا، لكنه يحمل في جوهره عمق المأساة:هل يمكن ان يجتمع العراقيون تحت عنوان الوطن وظل رايته؟

للاسف، الجواب الواقعي لا العاطفي هو: هذا المستحيل بعينه !!!ليس تشاؤما، بل شهادة يرويها المشهد العراقي نفسه، حيث تتغذى الجماهير على الانتماءات الضيقة، وتتراشق بالمواقف حتى في احلك الظروف واشد الكوارث!!!

وخير مثال على ذلك ما جرى في مدينة الكوت مؤخرا، حين اندلع حريق مروع اودى بحياة العشرات من الابرياء، ضحايا فساد طال كل زاوية من زوايا هذا الوطن المنكوب!!! وفي هذه اللحظة، التي كان يفترض فيها ان تتوحد القلوب، وتنصهر الخلافات تحت وهج ذلك الالم، راينا العكس تماما.اذ انبرى البعض للدفاع عن الجهة التي ينتمي اليها، متغاضيا عن المسؤولية والدماء، بينما سارع اخرون الى الطعن والتشفي، وكأن الضحايا ينتمون الى فئة لا تستحق الرثاء. امل القلة القليلة التي ما زالت تؤمن بالعراق وطنا لا حزبا، وراية لا شعارا طائفيا، فقد وقفوا مذهولين، عاجزين عن تصديق ما تراه اعينهم من انحدار في القيم، وتحول الوطن الى ساحة فرز وانتماء لا الى خيمة يجتمع تحتها الجميع بهدف ان يقيهم كل شر ومكروه!!!

اذا وفي ظل ذلك التمزق النفسي والاجتماعي والسياسي، فان حدوث معجزة سماوية اليوم كما ارى لايسر بكثير من ان يجتمع العراقيون تحت راية الوطن!!! فما دام الولاء للاشخاص والمذاهب والطوائف مقدما على الولاء للوطن، فستبقى الوحدة حلما موجلا، ومعجزة تنتظر امرا من السماء ،لتكون واقعا في بلاد ما بين النهرين_العراق_وطني الحبيب.

للاسف هذه هي صورة الواقع بلا رتوش.

مشاركة