واشنطن, (أ ف ب) – تستعد بريطانيا لاستقبال دونالد ترامب الأربعاء والخميس، ليصبح بذلك أول رئيس أميركي يجري زيارة دولة ثانية إلى المملكة المتحدة، بعد زيارته الأولى إلى لندن في 2019، عندما التقى الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكنغهام.
وبانتظار قدومه، تبذل الملكية كلّ ما في وسعها لإرضاء المعجب الكبير بالعائلة المالكة وعاشق البذخ، وذلك عبر تنظيم موكب عربات يرافق الملك تشارلز الثالث وعرض جوي وعشاء ملكي في قلعة وندسور.
أما الهدف من كل ذلك، فيتمثل في استمالة الرئيس الأميركي قبل لقائه رئيس الوزراء كير ستارمر في مقر إقامته في الريف، لإجراء محادثات بشأن التجارة والتعريفات الجمركية والحرب في أوكرانيا.
بموازاة ذلك، سيبقى ترامب بعيدا عن الحشود والمحتجّين، في وقت دُعي إلى تنظيم تظاهرة كبيرة ضدّه.
ورغم أنّ زعيم حزب العمال كير ستارمر لا يعدّ من المعجبين بترامب اليميني المتطرّف، إلا أنه عمل بجد لكسب ودّه منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير.
وفي شباط/فبراير، وصف ستارمر إمكانية قيام ترامب بزيارة دولة ثانية إلى بريطانيا بأنّها “أمر غير مسبوق”. وأثناء تسليمه رسالة من الملك تدعوه لإجراء هذه الزيارة، قال ستارمر “هذا أمر خاص جدا، لم يحدث هذا من قبل، هذا أمر غير مسبوق”.
ولدى قبوله الدعوة، قال ترامب لستارمر إنّ تشارلز الثالث، الذي يخضع حاليا للعلاج من مرض السرطان، “رجل عظيم”.
– فخامة ملكية –
وتهدف هذه الخطوة إلى استغلال حب ترامب الموثّق للعائلة المالكة البريطانية – خصوصا أنّ والدته كانت اسكتلندية – فضلا عن شغفه بالمظاهر.
ولطالما أشاد ترامب بزيارة الدولة السابقة التي أجراها إلى المملكة المتحدة خلال ولايته الأولى في العام 2019، والتي التقى خلالها بالملكة إليزابيث الثانية.
وتحمل زيارة ترامب الثانية أهمية أكبر بالنسبة إلى لندن التي تعتز بعلاقتها الخاصة بواشنطن، وذلك في ظلّ التطورات التي رافقت ولاية ترامب الثانية منذ بدايتها والقرارات التي اتخذها على المستوى الدولي.
وستبدأ الزيارة باستقبال الرئيس الأميركي وزوجته ميلانيا من قبل ولي العهد البريطاني الأمير وليام وزوجته الأميرة كاثرين في قصر وندسور الأربعاء، على بعد نحو 40 كيلومترا جنوب لندن.
بعد ذلك، سيدعو الملك تشارلز والملكة كاميلا عائلة ترامب لحضور موكب ملكي وتحليق لطائرات عسكرية خلال النهار، على أن يُتوّج ذلك بمأدبة رسمية في المساء.
كذلك، سيزور ترامب في وندسور قبر الملكة إليزابيث، التي توفيت في أيلول/سبتمبر 2022.
ويُخصّص يوم الخميس للمواضيع السياسية، في وقت يسعى كير ستارمر إلى الاستفادة من كون بريطانيا واحدة من أوائل الدول التي توصلت إلى صفقة تجارية مع الولايات المتحدة وتجنّبت الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها ترامب.
وسيتوجه ترامب برفقة وفد من قادة الأعمال الأميركيين إلى مقر إقامة ستارمر الريفي، حيث من المتوقع أن يوقعوا على ما يطلق عليه مسؤولون بريطانيون “شراكة تكنولوجية رائدة عالميا” و”صفقة نووية مدنية كبرى”.
كذلك، سيتم بحث الحرب في أوكرانيا، خصوصا أنّ ستارمر واحد من عدد كبير من القادة الأوروبيين الذين سعوا إلى إقناع ترامب بمواصلة دعم كييف، رغم ميل الجمهوري الواضح نحو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
– “حرية التعبير” –
في الأثناء، سيكون لدى السيدة الأولى ميلانيا ترامب، التي تقوم بظهور علني نادر، برنامجها الخاص الخميس.
ورغم كل هذه الفخامة، إلا أن التوترات ستظل كامنة في العلاقة بين واشنطن ولندن.
وقال البيت الأبيض إنّ الرئيس الأميركي سيتطرّق إلى “أهمية أن يحمي رئيس الوزراء حرية التعبير في المملكة المتحدة”، وهو موضوع رئيسي أثاره إيلون ماسك حليف ترامب السابق في خطاب أمام تجمّع لليمين المتطرّف في بريطانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
كذلك، تأتي الزيارة بعد إقالة كير ستارمر السفير البريطاني في واشنطن بيتر ماندلسون بسبب صلته برجل الأعمال الراحل جيفري إبستين المتهم بالاتجار الجنسي.
وترامب من قدامى أصدقاء إبستين. ونشر مشرّعون ديموقراطيون مؤخرا رسالة يُفترض أنّه أرسلها في العام 2003 إلى إبستين في عيد ميلاده الخمسين، بعدما نفى وجودها في تموز/يوليو.