ترامب والقدس
تترقب الاوساط السياسية في كافة الاقطار الاسلامية والعربية يوم الاربعاء المصادف يوم 6 كانون الاول خطابا سوف يلقيه الرئيس الامويكي دونالد ترامب يعلن فيه اتخاذ الاجراءات من قبل وزارة الخارجية الامريكية بنقل السفارة الامريكية الى مدينة القدس المحتلة ان هذا القرار اثار حفيظة المسؤولين العرب والمسلمين لان هذا القرار يمس مشاعر تلك الدول بل يتعلق بالامور الدينة المؤثرة في الديانات السماوية الثلاث اليهود والمسيحيين والاسلام لان تلك الديانات لها مواقف واثار تقدس تلك الاماكن في المدينة المذكورة وان اتخاذ مثل هذا القرار يجعل الاعتراف امرا واقعا بسيطرة الكيان الصهيوني المتمثل بدولة اسرائيل اعترافا” قانونيا” يلحق بواقع الحال ولا نستغرب مثل هذا الاجراء لان امريكا تنظر الى مصالحها في اسرائيل ولا تنظر الى مصالحها مع الدول العربية ان موضوع نقل السفارة الامريكية الى مدينة القدس الشرقية يعني ان اكبر دولة في العالم من الناحية السياسية اقرت سياسيا” ان القدس هي جزء من الدولة الاسرائيلية علما” ان المتتبع للقضايا في المنطقة عندما كانت القدس جزءا من ادارة المملكة الاردنية كانت هناك فيها عدد من السفارات الدول الاجنبية ثلاث عشرة سفارة وان هذه السفارات اغلقت عندما اعلنت اسرائيل ظم القدس الشرقية الى الدولة الاسرائيلية لان نقل السفارة مسألة رمزية تعني ان الدولة بحجم امريكا اتخذت قرارا” بالاعتراف بان القدس هي في كل الاحوال لاسرائيل وعلى الجانب الاخر سواء الفلسطينيين او الدول الاسلامية والعربية ان هذا الموضوع اصبح في حالة اي تسوية فتكون القدس لاسرائيل ولا مجال للنقاش في هذا الموضوع انني كسياسي متتبع واعلامي ان هذا الامر ليس غريبا على الادارة الامريكية لان اسرائيل ومن ورائها المتنفذين في الادارة الامريكية ورجال الاعلام ورجال الاقتصاد ومنظمة ايباك كلهم يعملون داخل الادارة الامريكية ووسط المجتمع الامريكي لتنفيذ مطالب اسرائيل بل اوامر اسرائيل الغريب بان وزير الخارجية الامريكي ووزير الدفاع الامريكي يقولون اننا نتحفظ على هذا القرار وان مسوؤلي في ادارة الرئيس الامريكي يقولون ان هذا القرار قرار شعبي في حين ان اخر استطلاعات من راي العام الامريكي ان هناك 65 بالمئة من الشعب الامريكي ضد هذا القرار ان مشروع قانون نقل السفارة الى مدينة القدس اقـــــــــر من قبل الكونغـــرس الامريكي عام عام 1995 على ان ينفذ القرار بعد ستة اشهر فترة الرؤساء الامريكيين السابقين من بل كلنتون و جورج بوش الابن واوباما يقومون بتمديد فترات تطبيق هذا القرار كل ستة اشهر ولا يقومون بتنفيذ هذا القرار ان الغريب ان الادارة الامريكية تدلي بتصريحات تقول انها بصدد حل قضية الشرق الاوسط في حين انها تكون باتخاذ هذا القرار خرجت عن الحيادية واصبحت في صف اسرائيل وبذلك تكون في هذه الخطوة نزعت عن نفسها قناع الحياد علما” ان بريطانيا على لسان وزير خارجيتها رفضوا هذه الخطوه كذلك كاميرون الرئيس الفرنسي بل ان حتى الحبر الاعظم بابا الفاتكان قد رفض واعترض على هذا الاجراء في الوقت الذي تجري فيه مباحثات تحت اشراف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والمخابرات المصرية لغرض ايجاد وحدة بين حركة حماس ومنظــــمة التحرير الفلسطينية وتفيد الاخبار بان تلك المباحـــــــــثات متعثرة بسبب كل من الطرفـــين يريد نفسه هو القائد.
صلاح الحسن