تخريب كل شيء

الاف المقالات نشرت في الصحف الوطنية وهي تنتقد الاوضاع المزرية التي وصل اليها البلد وتضمنت المقترحات والحلول من اجل وقف الانحدار  حبا بالوطن والشعب غير انه على ما يبدو تعمد مقصود من اجل تخريب كل شيء والاستحواذ على كل شيء وهم في طغيانهم يعمهون لقدد تميز من بيدهم السلطة باللامبالاة والاستهانة بالشعب وحقوقه واتسعت دائرة المزورين والسراق من دون ملاحقة او عقاب بل الاكثر من هذا غض النظر عنهم وتزكيتهم انهم ينتمون للحزب القائد او المسؤول الفلاني ، وشرعوا القوانين والتعليمات التي تبيح لهم استغلال المال العام بلا خجل او وجل فصاحب المقعد الخربان اجلكم الله او صاحب الاسنان الذئبوية او الذي اراد ان يضيف مسحة من الجمال الصناعي الى قرينته او او يتقدم بطلب مشفوع بقائمة من اي خستخانه بملايين الدنانير اجورا لتلك العملية ولا ندري هل ان  السيد النائب ممثل الشعب البائس قد  دخل المستشفى هو وعشيرته حتى تكلف العملية هذه المبالغ الطائلة وعجبي يا عجبي ممن يرتدي العمامة او العقال او الافندي الذي رتب لحيته وشاربيه على اخر صرخه من صرخات الخليجيين وارتدى بدلة بسعر لم يكن يحلم مجرد حلم ان يكون ذلك المبلغ راتبه الشهري لقد تبادلوا المنافع واختلفوا في كل امر الا المنافع مقتدين بالاية الكريمة (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والموءمنون) لقد عملوا بكل الاساليب من اجل تلك المنافع والامتيازات وكلهم في الهوى سوى ولم يهتز طرف لأي منهم  لحدث تناقلته وسائل الاعلام المرئية والمسموعة  بل المظلومين الذين ابتلاهم الله وحدهم من يصرخ ويتألم ويتلوى من حصاد يومي ثمنه مئات القتلى والجرحى والمعوقين وشيوخ وارامل واطفال تبكي من العوز والحرمان  ونادرا ما استلم المواطن اي مادة غذائية صالحة ومئات الصفقات التي عقدها الفاسدون مع المصدرين من رز او عدس ابو القمل الى شاي  فاسد وسكر منتهي الصلاحية او مغشوش وزيت نباتي لم يقبل السيد الوزير المسؤول في حينه دخول اي طن منه الى العراق قبل ان يخصم 500 دولار عن كل طن تستورده التجارة  رسم ( الوظيفة ) وادوية ومعلبات ولحوم وسكائر في القطاع العام والخاص  واصبحنا في بلد كلمن ايدو الو بل اصبح قيمة الانسان  يساوي ثمن الرصاصة التي تطلق عليه من قاتله وينسلت القاتل مثل الشعرة من العجين اللهم الا اصحاب الحظوظ المنكوده الذين لم تخدمهم الصدف في الفرار من فعلهم وظهر بعض الشيوخ ليمارس  الفصل العشائري الذي اصبح عند البعض سمة لتعويض السارق الذي يتعرض الى اذى من المسروق او الطبيب الذي يقوم بواجبه واراد الله امرا فالطبيب يجب ان يدفع الفصل عن ذلك المريض الذي توفاه الله ولم ينجوا حتى القاضي او المحامي او الصحفي الذي ينطق الكلمة الحرة او ينقل صور المعاناة التي تعيشها الناس هنا في بلادنا ولقى مئات الاعلاميين  حتفهم منذ 2003 وحتى الان في عدد فاق مجموع الاعلاميين في العالم خلال المدة نفسها  … الان بدأ الشباب من كل الطبقات الاجتماعية والانتماءات القومية او العقائدية او الفئوية ينفض الغبار عن كل ما حصل للبلاد ويمسك زمام المبادرة ليعيد الامور الى نصابها الان بدأ الاحرار يتنفسون الصعداء وعقدوا العزم على اعادة البناء وانقاذ البلد من الضياع والعمل على استرداد المال الذي سرق في وضح النهار من افواه المحرومين واصلاح ما يمكن اصلاحه وكانت فرصة للاباء والمخلصين ان يشاركوا في هذا الاحتجاج والتعبير  عما يجيش في صدورهم …

ايها المسؤولين الغارقين في المال والملذات والسلطة لقد  دقت ساعة التغيير فافيقوا من احلامكم وواجهوا الواقع بحلول تعيد الحق الى نصابه فالبلد غارق حتى اذنيه في مشاكل ليس لها حدود ومصائب وبلاوي جلبتموها معكم يدفع ثمنها الشعب كله وقد فقد سحركم بريقه ولم تعد الا الجماعات العميلة او المغلقة معكم يا ساده يا غارقين في العسل ابتدأ وقت التغيير افعلوا مايطلب منكم الشعب والشباب ولاتنفع العساكر او القوة لكسر ارادة الشعب استفيدوا من تجارب الاخرين والاحداث التي تجري في الدول الاخرى قبل فوات الاوان والا مصيركم ليس بافضل من مصير من سبقكم هذا شعب العراق يدفع يوميا مئات القتلى والجرحى والمعوقين ضريبة بقائكم بالسلطة فائما ان تفيقوا وتنقذوا ما يمكن انقاذه واما ان يكون مصيركم كمصير من سبقكم ممن استهان بالشعب ورموزه الوطنية وعندها لا يفيد الندم فليست دمائكم اغلى من دماء الشعب ان الشعب يعرف الحقيقة يعرف ان 90 بالمئة من ممثلليه لم يحصل الا على اصوات عائلته وربما البعض من اقاربه وان النسبة الكبرى التي تدير شؤون الملف الامني والملفات الاخرى غير مؤهلة لمثل هذه المناصب ولا يمر يوما الا وعشرات الفضائح والروائح النتنه تزكم الانوف ارحموا شعبكم ان كنتم حقا تحترمونه وتعملون من اجله وارحموا انفسكم وارحامكم من المصير المحتوم  وانتم  ترونه بعيدا ونراه قريبا.

 خالد العاني – القاهرة