بيت من مكون آخر

بيت من مكون آخر
لا يوجد أي بلد في العالم يتناول سياسيوه تقسيمه إلى (بيوتات) سياسية أو عرقية عدا سياسيو المنطقة(الخضراء)،حيث التصريحات التي تفوح منها روائح الانقسامات وتأجيج الشارع أو الأصح إرسال رسائل إلى الشارع العراقي لإخافته من الطرف (الآخر).كان أول من تشكل هو البيت الكردي بعد حوادث عام 1991اي بعد انسحاب القوات العراقية من الكويت، واستغلال الظرف الذي مر به العراق وقيام ميليشيات البيشمركة الكردية بمهاجمة القوات العراقية المنتشرة في شمال العراق ،حيث توحدت القوى الكردية ،وبعد تحرير الشمال من هيمنة البيشمركة في آذار 1991 بدأ كل من جلال الطالباني ومسعود البارزاني مفاوضاتهما مع الحكومة العراقية في ذلك الوقت ونتيجة للضغوط الأمريكية والإيرانية عليهما، فشلت المفاوضات ثم بدأت عملية الترتيبات الأمريكية في مجلس ألأمن حول التحضيرات بإقامة المنطقة العازلة في خط عرض(36)i،وما أن بدأ الصراع على مناطق النفوذ بين الطالباني ومسعود سرعان ما أستنجد مسعود بالقيادة العراقية لإخراج ميليشيات جلال من أربيل ،فتم تحريرها في 31آب 1996 في عمليات سميت آب (المتوكل على الله) ،وتم الوصول إلى الكثير من أوكار التجسس الصهيونية والإيرانية، حيث كانت ميليشيا جلال تستعين بالحرس الثوري الإيراني والخبراء الصهاينة والأمريكان، ولأول مرة اجتمعت خبرة الملالي مع خبرات الشيطان الأكبر والموساد على أرض العراق. بدأت عمليات التنسيق بين الأكراد وعملاء إيران والموساد بإشراف زلماي خليل زاد وآخر اجتماع عقدوه في لندن قبل شن العدوان الأمريكي على العراق،وكان هناك حضور متميز لأعداء الشيطان الأكبر واتفق المؤتمرون والمتآمرون على أن يكون الحكم لعملاء إيران والفيدرالية لكردستان والفتات للطوائف الأخرى وكأن العراق عبارة عن رجل مات وقسمت تركته على أعضاء مؤتمر لندن .
وقبل ذلك أيضا طلبت الأحزاب المرتبطة بإيران إقامة منطقة عازلة أسوة بالشمال، وتم ذلك أيضا بقرار من مجلس الأمن الدولي حيث يمنع تواجد الحرس الجمهوري والطيران في هذه المناطق منطقة خط عرض(36 ).وبعد الاحتلال الأمريكي ولغرض قطع الطريق أمام القوى الوطنية من توحيد صفوفها سارع احمد ألجلبي العراب الأول للاحتلال مع عبد العزيز الحكيم وموفق(الربيعي)المعروف محليا ب(كريم شاه بوري)،إلى تأسيس البيت السياسي الشيعي، وهكذا أصبح في العراق بيتان يعملان على تقويض الدولة العراقية،,ثم انضم لهذين البيتين بعض الشخصيات التي تعتبر نفســها (مستقلة)لإضفاء أهمية لهذا التجمع كبحر العلوم ثم توالى استغلال المرجعيات الدينية وتوظــيف الفتاوى لدعمهم في الانتخابات التي جرت أواخر عام 2005 والتي فاز بها الائتلاف الشيعي بالأغلبية .
أما البيت (السني)فلم يظهر للوجود بشكل علني للأسباب الاتية:
1.ظهور الجماعات المسلحة بإيديولوجيات مختلفة وجميعها اتفقت على تحريم العمل السياسي في ظل الاحتلال ،على العكس تماما من توجهات المراجع الشيعية التي كانت تنادي بالمشاركة الفعالة بالانتخابات بل حرمت على الناس عدم المشاركة بل يؤثم من لا يشارك فيها وينتخب قائمة معينة وأسماء معينة.
2.ظهور الحزب الإسلامي في المناطق السنية ودخوله العملية السياسية ومشاركته بانتخابات 2005 وحصوله على مقاعد برلمانية نتيجة عاملين رئيسيين هما:
أ.لم يكن هناك تنظيم منافس له في هذه المناطق مما جعله اللاعب الأوحد إذا ما أخذنا بنظر ألاعتبار نتائج معركة الفلوجة الأولى ،وتأثيراتها المباشرة على ألانتخابات ونتائجها ،,إضافة إلى دعم من بعض الشخصيات التي لها تأثير في المجتمع لدعمه بوصفه جهة شرعية يجب دعمها وان الحزب الإسلامي أصبح تحصيل حاصل مفروض في هذا الظرف .
ب.استغلاله حاجة الناس للوظائف فاستغل ذلك بمقايضة دعمه في الانتخابات مقابل توظيف داعميه ولهذا حصل على مواقع متقدمة قياسا إلى القوائم الأخرى في نفس المناطق,وبهذا توهم الشارع العراقي والاحتلال على أن الحزب الإسلامي هو الممثل الحقيقي للبيت (السني) ،وافاد الاحتلال من الحزب الإسلامي في تمرير الدستور وإنقاذ الرئيس الأمريكي جورج بوش من خسارة مؤكدة من الفوز في الانتخابات التي جرت في شهر أكتوبر2004،حيث لم يحصل توافق على الدستور، وتم إضافة مادة دستورية لتعديل الدستور بعد التصويت عليه بمدة(4) أشهر، وبقي الدستور بدون تعديل حتى هذه اللحظة,،وخلال هذه المدة بدأ نجم الحزب الإسلامي بالأفول حتى استقال أمينه العام محسن عبدا لحميد بعد أن اعتقلته القوات الأمريكية ، وأصبح أمينه العام طارق الهاشمي، ثم استقال فيما بعد ليؤسس حركة تجديد وأصبح أمينه العام أسامة التكريتي الذي استقال هو الآخر وأصبح أمينه العام أياد السامرائي .
3.لاتوجد مرجعية دينية- سياسية في المجتمع السني بل هناك أكثر من مرجعية دينية واقصد هنا ألأئمة الأربعة وجميعهم لم يعملوا بالسياسة في ذلك الوقت، وان مقلديهم ساروا على نهجهم في هذا المجال.
إن نظام(البيوت) السياسية لا تخدم العراق مطلقا ،وفي هذه البيوت نرى تمزيقا لوحدة العراق وهدرا لموارده وتدميرا لكفاءاته العلمية والأكاديمية وتحطيما لحضارته الإنسانية ،وحسنا فعل (السنة) في عدم الانجرار وراء اللاهثين لإقامة البيوتات الطائفية والعنصرية والقومية.
إن العودة بالعراق كدولة لها تاريخها الحضاري والإنساني، يتطلب العودة إلى العمل بالمشروع الوطني الحقيقي الذي يتطلب الخروج من التخندق الطائفي والقومي ،واتخاذ قرارات صعبة وجريئة في إلغاء القرارات التعسفية التي قررها الحاكم المدني الأمريكي للعراق بول بريمر ،بعد الاحتلال كقرار الاجتثاث وحل الجيش والقرارات الأخرى التي شرعت فيما بعد كالمخبر السري ،وقانون مكافحة الإرهاب واستقلال القضاء والهيئات المستقلة الأخرى وغيرها الكثير وقبل كل هذا العمل لمصلحة العراق وأهله والحفاظ على وحدته وموارده وتسخيرها لبناء البلد لا لبناء جيوب الأحزاب والمرتبطين بها عن طريق المرتبات العالية والمشاريع الوهمية والسرقات المنظمة .
عبد العظيم الجبوري – بغداد
/6/2012 Issue 4226 – Date 14 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4226 التاريخ 14»6»2012
AZPPPL

مشاركة