بوق لمن لا تنقصه الأبواق

بوق لمن لا تنقصه الأبواق
فاتح عبدالسلام
حتى عندما تتعددت الفضائيات وأجهزة الإعلام وخرجت عن أطر الحكومات فإنها ظلت تدور في فلكها إلا من رحم ربي وهي ندرة ليس بيدها القدرة على جعل المعلومة متاحة للإنسان العربي في مشرق البلاد العربية أو مغاربها.
لا توجد معلومة دقيقة في كل سنة أو سنتين تخرج خارج السرب الحكومي، فالإنسان العربي لا يزال بامتياز مغيباً عن المعلومات التي تخص مستقبل بلده السياسي أو الإقتصادي. وليس متاحاً أمام المواطن سوى تلقى الأخبار الحكومية والحزبية بصياغات مختلفة كأقصى حد بلغته الحريات العربية. وأكرر هنا أنّ الإستثناءات وهي شحيحة لا تستطيع احتواء هذا المشهد الملاييني العربي المرتمي أو الأصح المرتهن بيد حكومات دأبت على تغييب كل شيء الحقائق والإحصاءات الدقيقة التي تخص ثروات الأجيال وما يخص مشكلات المستقبل النابعة من سوء إدارة واقع الحال الآن، وصولاً لتغييب الأشخاص قسراً في السجون والمعتقلات أو عبر النفي والنزوح والتهجير الفردي والجماعي.
يزور ملك رئيساً ويجتمع أمير مع ملك فجأة من دون أن يتاح للشعوب العربية معرفة ما دار ،ليس هناك أكثر من جملة بحث العلاقات المشتركة والتطورات في الشرق الأوسط.
لاعبون كثر على حبل السيرك السياسي ،جميعهم يتفننون من أجل تضليل الناس عن حقائق لو ظهرت لنسفت وجودهم ، وانّ استمرار إخفائها يعني حتماً إستمرار وجودهم.
أجهزة الإعلام استمرأت لعبة تناول الخبر الجاهز الخارج من مطابخ الحكومات ومروجيها ووكلائها النفعيون، حتى صارت أبواقاً لمن لا تنقصه الأبواق أصلاً.
نحتاج الى قوانين حقيقية تتيح حصول أجهزة الإعلام الرصينة في الدول العربية على المعلومات متى تشاء وكيف تشاء شرطَ حسن استخدامها بما لا يؤذي السلم الإجتماعي ولا يثير النعرات والأحقاد والإنقسامات.
في النهاية الحكومات زائلة والمواطن يتوارث التضليل من الحكومات الجديدة ولا جديد يحدث ، ويبدو أنّ هذا هو المطلوب عربياً الآن.
AZP20

مشاركة