بورتريه
عِذاب الركابيّ
إلى ولديّ نزار و مسرة .. وفضاء بعطر القلب
. ليْ شوْقيَ المُفضّضُ بالدمعِ ،
يَستحيلُ على الأشجارِ أنْ تُتقنَ
لغتَهُ الدافئةَ ،
وَهيَ توجّهُ دعوةً للنَّدى
للنَّومِ في أحضانِها ،
وتُغازلُ الأطيارَ ،
أوْ تُقيمُ كرنفالاً للرّبيعْ
. ليْ ذاكرتي
الَّتي تُشبهُ النسيانَ ،
وتقوى على فضحِ ألاعيبِ الظَّلامِ ،
وَحماقاتِهِ ..
حينَ لا يستطيعُ قراءةَ النُّورْ
. ليْ خُطوتيَ المُنغمةُ ،
بزفيرِ الصَّباحِ ، وقوافي القصائدِ ،
وَهيّ تُشكّلُ مِنْ ظلالِ الأرضِ الحزينةِ ،
وروحِ الكرستالِ
أملاً نابضاً ،
للّذينَ غادرتهمُ أوطانُهم
في الوقتِ اللّعينْ
. ليْ مُفردةُ عشقٍ مُحايدةٌ ،
خارجَ كلّ قواميسِ الغرامِ المُزخرفِ
تمَرّدتْ على صيغِ البلاغةِ ،
مِنْ أولِّ فجرِ اللغةِ المُمطرِ أحرفاً
ملونةً ،
واستخفّتْ باستعاراتِ القُدماءِ
مِنْ أنبياءِ الفصاحةِ ،
ورُوّادِ عُنفِ اللغةِ المُحدثينْ
. ليْ حُلُمي ..
بعمرِ المدى ، وأزليةِ الكونِ المُموسق ،
تُؤرّخُ لهُ قصائدُ النثرِ ،
بحبرِ المودّةِ النافدةِ مِنْ قلبِ
هذا الزّمانْ
حُلمُ الحُلمِ المتلوِّ بيقظةٍ
بطعمِ القُبَلِ المُؤجّلةِ
نهارُها الفضّيُّ
تُطيلهُ دموعُ عاشقٍ حزينْ
. لكُم ذهبُ الوقتِ ،
وأنتُم تُدفئونَ لطيفي اللازورديِّ
تحياتٍ طازجةً
بنُكهةِ الذكرياتِ الجريحةِ
وأنا إمبراطورُ المعذّبينَ
أُرتّبُ لكُم ،
مأخوذاً بأوركسترا البُعدِ
على سريرِ الذاكرةِ الفستقيِّ
عطراً مِنْ ظَمأي ،
وَنوماً مخملياً
. لحظتَها ..
تنتصرُ الأشواقُ السّجينةُ
كما الفراشاتِ ،
وهيَ تصوغُ دستورَ مملكةِ الضّوءِ
وتُحلّقُ الكلماتُ بفسفورِ عذريتها ،
كسُفنٍ فضائيةٍ خانتْ مستعمرتهَا ،
مُتوّجةً بأخبارِكم الَّتي
حمَلتْها إليَّ صُحفُ الرّيحانِ
والزّهرِ ،
قبلَ أنْ يتزوّدَ الصَّباحُ المُشاكسُ
مِنْ كيمياءِ عطرِها ،
ولمّا تزلِ القصائدُ المُتمرّدةُ
على أوزانِ الخليلِ ،
جنيناً شقيّاً
في رَحمِ رؤايْ
/6/2012 Issue 4225 – Date 13 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4225 التاريخ 13»6»2012
AZP09