بعض شباب اليوم

 بعض شباب اليوم

 سألت أبنتي الدكتورة

وانا اناديها بالدكتورة لانها طالبة مرحلة اخيرة طب عام الله يحميها

ولانها أبنتي الكبيرة لها عقل موزون وأفق واسع أعتبرها صديقة وقريبة جدا لي

قلت لها اخبار كلية الطب وعن نشاطات الجامعية قالت لا اموات

بناطير والوان تتحرك بدون اهداف ولا تحدي

انتهى الحديث الى هنا لانها انهت أي سؤال ممكن يلحق سوألي الاول

اردت ان أسألها لماذا ؟؟؟

ولكني توقفت لانني أدركت ان بعض شباب اليوم لم يعد كما في زماننا عندما كنا شباباً

كنا اكثر اتزانا وعقلا وتصرفا ورجوله رغم وجود التطور الهائل الموجود الان

كان الشباب مصدر أمل وعنفوان

متوهجاً يحمل هموم أمه ومجتمع لباسه انيق كلامه موزون

لكل واحد منهم ابداعاته هذا رسام وهذا قاص وهذا شاعر وهذا قائد

كانت مجموعة صغيرة وممكن أن تغير مجتمع

وحرفيين وصناعيين وووووو

اما الان تجدهم  متجمعين حوله بعضهم لماذا لانه يريهم صورة بنت صدقت انه يحبها فيوزع صورها  للجميع

كنا نخرج صباحا نمشط في المشط الصغير مع رشة صغيرة من الماء فيصبح شعرنا جميلاً

والان تجد على المغسلة عشرات العلب دهون وجل وبخاخات وانواع الشامبوات وكانت صابونة الغار كافية لتجعل شعرك جميلاً

وتسريحتنا كانت كلها واحدة وكل الروؤس تتشابه

الان الشعر واقف مثل النخل وشعر من فوق ومن الاسفل حلاقة

ويوجد شباب لديهم  قراصات ويوجد من يعمل ضفائر

وعندما تمشك شعره كأنه ( سيم مواعين من الجل لو يلمع عبالك دشبول سيارة مدهون)

أصبحت كل اهتماماتهم التلفون والتسريحة وبنطرون تحت الورك

واذا انحنى لا اقول ماذا يحدث

(ويلبس جواريب تك وتك لان الله عامي عيونه ميشوف شنو يلبس الصبح)

تقول له روح اشتري طماطة خيار او مسواك لايعرف كيف يشتري خضرة ولا يعرف كيف يتسوق

ولا يمكن ان يعيل بيت ويأسر أمراه

استقليت تكسياً وكان سائقها شاباً وسيماً وعضلات قلت له امتعلم انت

قال نعم خريج ادارة

قال الرصافة مزدحمة كثيرا

الكرخ احسن بكثير

قلت نعم

قلت اتعرف من بنى بغداد قال لا

قلت ابو جعفر المنصور وهو ثاني خليفة عباسي ودام حكمه اكثر من 20 سنة

قلت اتعلم عندما بناها ابو جعفر المنصور

اي بغداد كانت كرخاً ام رصافه ام الاثنين معا؟؟؟؟

سكت وكأني اصبته في مقتل

قلت ياولد اذا صعد معك اجنبي واراد منك معرفة اصول هذه المدينة وانت ابنها ايجهل امرؤ  تاريخ امه واسمها

نظر الي واحسست اني اصبحت مزعجاً

استدركت الحديث وادرت دفته لأتجاه اخر وقلت هسه اتركنه من التاريخ احجيلي على البنات الي يصعدن وياك شلونهن

انطلق كما ينطلق مكوك فضاء

مغامرات وصداقات وافلام وخلاعة وكاني ضغطت على زر انارته فتوهج

في ايامنا كان سائق التكسي اما استاذ او معلم او خريج جامعة مو خريج مزيف

تستمتع بمحاورته اما الان هرج ومرج وسماعه المسجل على اعلى صوت ترسل الى مسمعك كلام بذيء لاتستسيغه

وكنا نسمع

مكتوب اشوفك من بعيد

واصبر على المكتوب

مكتبولك دايم سعيد

ومكتوب الي متعوب

اقول بعض الشباب حتى لااتهم اني اعمم على الكل

يزي قهر

احمد ثامر الجبوري –  بغداد

مشاركة