براءة أب

براءة أب

فى الصباح يحلق الابن ذقن ابيه ويتحدثان بود كما اعتاد الاب مصادقة الابن فهو صديقه ورفيق دربه.

الاب..من تلك السيدة التى كنت تحادثها بالامس؟؟

الابن بابتسامة خفيفة ونظرات ملؤها التعجب وكأنه يستشف مايدور بداخل الاب..وكيف عرفت!!؟؟

الاب ببراءته المعهودة وهو يرسم ابتسامة رغما عنه..رأيت الرسائل على هاتفك….يضحك الابن بهدوء ويرسم ابتسامة عذبة على شفتيه وينظر تجاه الاب بحنان جارف وهو يقوم بتنظيف ألة الحلاقه الكهربائية حتى لا يصيبها العطب قائلا لقد قمت بمسح الرسائل قبل ان انام.. فكيف عرفت؟؟

لم يستطيع الاب الكذب على ابنه الذكى فتلعثم قائلا اول شيء جال بخاطره..لقد كنت انا من يحادثك .

.فرد الابن بطريقته المعهوده انا احفظ ارقامك كلها وانت لاتملك ذلك الرقم وقد بحثت عنه فلم اجد له اصل فكيف يكون لك!!؟وصمت قليلا ثم حدثه قائلا …هاعديهالك المرادى لانك بابا…

كان الاب بذلك يريد ان يعرف رقم تلك السيدة التي سلبته عقله قليلا فهي لاتريد الافصاح عن نفسها او رقمها كم تمنى ان يخبره الابن بذلك. ولكن هل لي ان احاول !!

فسأل الاب بقليل من الحذر واين هذا الرقم؟اعطنى اياه؟فرد الابن..لقد حظرته ومسحت الرسائل. .فسكت الاب تحسرا قائلا في نفسه خسارة من اين لى ان اعرف الان !! صمتا قليلا فعاود الابن السؤال..من تكون تلك السيدة؟ فرد الاب بتلقائية وسذاجة الكبار في عينيه انها سيدة ارادت ان تنصحك وقد اعطيتها رقمك..

ضحك الابن وهو ينظر بعين ابيه قائلا …تروح تنصح نفسها. وضحك الاب سرا ولم يتمالك نفسه فلم يكن هذا ما أراده فقد اراد ان يعرف من تكون تلك السيدة ويسمع صوتها عبر الهاتف وهي التي لاتريد الافصاح عن ذلك بالرغم مابينهما من ود فقد تحدثا سويا على صفحات الانترنت فهي رقيقة الحس تتحدث بلباقه وحنان جارف وحب لم يعهده في سيدة  قبلها عندما يتحدث اليها يجد قلبه يدق سريعا..

كلماتها تفوح عطرا ينتشر حوله…

يتذكر الان اجمل اللحظات كم كان جميلا ذلك الحديث الذى دار بينهما منذ بضعة ايام..تطلب منه ان لايصرخ بوجهها..انتظر قليلا فرفيق دربى يحدثنى..ماهذا؟؟

لماذا هذه التفرقة ؟؟ تتحدثين اليه برفق دوني !!!؟؟

ما ارق عباراتها حين اجابت. انت حبييبي وهاتفهمني…ياله من رد جميل وعبارات تفوح بالصدق عندها ابتسم الاب لتذكره تلك اللحظات وتأسف كثيرا على تلك الفرصه التى ضاعت في معرفة الرقم..ويمضي الوقت ويخرج الابن مرتديا زي الصلاة ويتبعه الاب الى ذلك الجامع الكبير قرب المنزل ليؤديا معا صلاة الجمعه..كم هو رقيق المشاعر ذلك الاب الذى يصادق ابنه ويتخذه رفيقا لدربه وكم هو جميل ذلك الابن الذى يحمل صفات امه في ذكائها ورقة وعذوبة ابيه..

 زينب عفيفي – القاهرة

مشاركة