انشقاق خارج الرئة السرية

فاتح عبدالسلام
هل ينتهي نظام الرئيس بشار الأسد بانشقاق رئيس الوزراء في سوريا؟
الجواب بسيط على العارفين بطبيعية الأنظمة التي تقوم على فرد واحد وحلقة عائلية وهو أن النظام قائم أصلا على التنفس برئة أخرى.. رئة سرية من حيث التجهيز العسكري والأمني والمالي، ولكن الولايات المتحدة ليس بيدها سوى أن تقول إن النظام السوري انهار، وهي سذاجة أمريكية اعتدنا عليها منذ أن شنت حرب احتلال العراق ومن ثم تسليمه محطما إلى دوائر التطرف والفساد والفوضى والعقد التاريخية.
أهمية انشقاق رياض حجاب رئيس الحكومة السورية تأتي من طريقة تنفيذها، حيث إفلات مسؤول كبير من دائرة الرقابة الأمنية دليل على تفوق الجانب الآخر الذي يمثله الجيش الحر في الاختراق والتنفيذ والاستخبارات.
كما أن هذا الانشقاق دليل على ضعف الأجهزة الأمنية وتعرضها للترهل والوهن والصدمة والبعثرة بعد استمرار هذه الحرب الداخلية أكثر من ستة عشر شهراً.
الانشقاق يحمل عنوانا كبيرا وهو دليل على انعزال الأسد في محيط جهازه الوظيفي.
لكن القبضة الأمنية الخاصة به لا تزال على حالها وتقاتل وتقتل حتى آخر طلقة في حوزتها.
وخارج هذه القبضة يكون جميع الوزراء ورئيس الحكومة مجرد موظفين اصحاب عناوين كبيرة لكنها غير حاسمة في الاستقطاب والتغيير لاسيما إذا كانت قيادات غير عسكرية.
هذا الانشقاق يضيف زخما للمعارضة في الخارج خاصة إذا عرفت الإفادة منه، فقد سبق أن تلقت أكثر من زخم معنوي من دون أن تعرف كيف توظفه. غير أن الجيش الحر في الداخل ماض إلى مهماته لا يلتفت سوى إلى جهة رصاص القاتل.
وفي الوقت ذاته فإن هذه الانشقاقات في البنية العليا للحكومة لن تدخل في حسابات الصراع على المناصب القيادية في المعارضة السورية بالخارج، إلا إذا كانت المعارضة على مستوى من الذكاء بحيث تفيد من الكفاءات المنشقة في تدعيم المرحلة الانتقالية المقبلة،
والتي ستكون عسيرة جدا، ذلك ان الدمار الذي كان يأتي إلى العراق عبر المنفذ السوري طوال سنوات جحيمه في الاحتلال الأمريكي سيجد من يوظفه محلياً بعد أن تحترق كل الأوراق وتنعدم فرص النجاة.
/8/2012 Issue 4271 – Date 7 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4271 التاريخ 7»8»2012
AZP20