في المرمى
المونديال مسؤولية.. لا وعود ولا شعارات – حسين الذكر
لو اعددنا دراسة مبسطة للفرق الاسيوية المتاهلة لكاس العالم خلال سنوات قريبة خلت ، سنجد انها الاجدر والاقدر والأكثر حضورا.. والخارطة تدور في فلك (اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية وايران).. تلك مسألة تنسجم مع الواقع بل وتعبر عنه من خلال ملفات تدل على ذلك فالتاريخ والإمكانات والبيئة التي تتمتع بالمركزية وقوة النظام والدعم الحكومي للرياضة وحسن التخطيط والمنهجية المراقبة والمسؤولة قائمة على قدم وساق وبصورة تتسق مع أهمية ملف كرة القدم في عالم اليوم..
من جهة أخرى هناك دول أخرى تمتلك الطموح والرغبة لكنها لم تحقق التاهل مثل الصين والهند واوزبكستان وعمان وتايلند.. اذ ان الفوارق كبيرة بينها وبين الخط الأول من دول عرفت وخبرت بولغ المونديال كتعبير عن خطط معدة سلفا بدا من النشيء الجديد ودوري الفئات العمرية والمدارس الكروي والقضاء على التزوير ودعم المنتخبات الوطنية وتهيئة ملاكات فنية وإدارية مسؤولة وكذا إقامة دوري احترافي متقدم يمتلك لقوة والحضور وقدرة اكتشاف الطاقات وتهيئتها بشكل مناسب لرفد المنتخبات التي تتجلى بحسن نتائج الفرق في دوري الابطال الاسيوي والعربي والدولي..
في العراق وقبل كل بطولة تكون هناك امال كبيرة .. لكن المنتخب الرحلة تبقى مجرد رقما للمشاركة برغم كل ما نمتلكه من تاريخ وقوة ولاعبين موهبين .. ثم نعلن خروجا مبكرا يدل على سوء وضعف المشاركة وعدم قدرة مجاراة الاخرين ممن سبقونا بحسن الاعداد وتهيئة الملاكات القيادية المسؤولة امام الدولة والهيئة العامة والفرق والجماهير والاعلام.
اليوم تعاد ذات القصة المحبطة .. فالجماهير تتطلع والاعلام متحفز ويقف بقوة خلف منتخبه ولاعبيه الا ان الامنيات والدعوات وحدها لا تكفي .. كما ان شعارات الاتحاد وطموحات اللاعبين واموال الدولة لا تعد طريق امثل لتحقيق الأهداف المرسومة.. فالعراق لا دوري منتظم فيه ولا احتراف يعتد به ولا مستويات فنية تسر المتابعين. وهذا ما يثبته أداء اغلب مباريات الدوري التي تنتهي بالتعادل او بالفوز بهدف يتيم دون ان تكون هناك لمحة او هجمة خطرة او أي من مفردات فن الكرة في زمن العولمة..
مشاركتنا بلا خجل وبلا وجل وبتجرد تام وبعد خمس مباريات فقدنا فيها 11 نقطة وتبقت لنا 15 نقطة مهمة وتكفي لاعادة الامل.. لكن الأدوات والظروف والعطاء الفني والإداري… وغير ذلك مما لا يدل على تغيير جوهري في قادم مباريات المنتخب.. فما نراه مجرد اداء روتيني باهت لا ملح ولا طعم فيه.. من هنا فان القراءة العلمية المستفيضة وفقا للإحصاءات والعطاءات والمنافسين تدل على ان الحظوظ قائمة على الورق فقط.. لكن الواقع لا معجزات فيه.. ولا دعوات ولا دبكات ولا دعم اعلاميين ولا زيارات مسؤولين.. كل الامر يتوقف على مركزية القرار وعقلية التخطيط ومسؤولية الإحساس.. عند ذاك فقط يمكن لنا ان نتلمس تاهل يعد له منذ سنوات طويلة… وليست بشعارات ارتجالية فضفاضة والسنة طويلة..