الموصليون منقسمون أزاء إستخدام الألوان بتزيين الأروقة

جدار المركز الطلابي للجامعة يثير الجدل بمواقع التواصل

الموصليون منقسمون أزاء إستخدام الألوان بتزيين الأروقة

الموصل – سامر الياس سعيد

اثارت مواقع التواصل  بين اوساط الموصليين انتقادات واسعة ازاء استخدام الوان  بتزيين جدران المركز الطلابي في جامعة الموصل مشيرين عبر تعليقات لقسم منهم بابقاء الجدار المطعم بالحلان الموصلي المعروف كهوية خالصة للمدينة بدلا من استخدام الالوان التي باتت تظهر بين فترة واخرى من خلال اقدام عدد من الشباب باستخدام فنون الكرافيت في تزيين تلك الجدران ..وقال مؤمن محمود ان (المدينة وبناءا على خروجها من حرب  ضد تنظيم داعش فان كل المتغيرات التي تشهدها ستواجه الكثيرمن الانتقادات والجدال كون اهل المدينة غير متعودين على تغيير واسع ومفاجيء فضلا عن بيئتهم المغلقة التي لاتحبذ مواكبة التطورات والتحديثات المستمرة) فيما اشار فاضل ذنون الى ان  (اهل مدينة الموصل معروفين بانغلاقهم فلذلك لاغرو بان نسمع بين فترة واخرى من انتقادات  وتعليقات تخرج من قبل البعض ازاء اقدام الشباب على استخدام فنون الكرافيت  في تزيين الجدران  فضلا عن ان طلاب معهد الفنون الجميلة  وطلاب الكلية  ايضا يواجهون بنظرة ضيقة من قبل الاهالي كون انهم غير مستوعبين لتوظيف الفن في الحياة اليومية).

واستشهد احمد حازم بالكثير من الامثلة  ازاء التغييرات التي حدثت بمدينة الموصل فقال انه (على سبيل المثال حينما طلي الجسر العتيق  باللون الاخضر اغلب الموصليين لم يستوعبوا مثل هذا التغيير الصارخ وبادروا عبر وسائل الاعلام  بتغيير لونه الذي تحول الى اللون الرصاصي الباهت الذي يمثل اختفاء الحياة  كما ان شباب معهد الفنون الجميلة لايجدون فرصتهم  في ابراز مواهبهم من خلال استخدام فنونهم التي يتقونها  في ابراز جماليات المدينة  كما لفت  حازم الى ان مواقع التواصل  ابرزت صورا لزقاق قديم في المدينة تم طلائها بلون ازرق صارخ مشيرين بان مثل تلك الاعمال قوبلت بالكثير من الانتقادات  والجدال الموسع بصفحات التواصل الاجتماعي) .

من جانبه قال الخبير النفسي  محمود الحاج محمود ان (عقلية اهالي المدينة مرتبطة بحرصهم على التمسك بالتقاليد وبطء انسجامهم مع اية تغييرات نمطية يمكن ان تطرا على واقعهم ومجتمعهم  مبينا بان اهل الموصل يرغبون بالتحديث والتطوير لكن بوتيرة بطيئة للغاية  وهم معذورين كونهم تعودوا على  انماط معينة للحياة حينما كانوا يخضعون لسيطرة داعش التي لم تكون مرهونة بفترة سيطرته المباشرة  خلال صيف عام 2014 وماتلاها حتى انطلاق العمليات العسكرية للتحرير  التي انتهت عام 2018 فقد كان التنظيم يحكم سيطرته ولو بشكل غير علني  لذلك بدات المخاوف منطقية ازاء اي تغيير يمكن ان يطرا ولايواكب عقلية  المسلحين الذين كانوا يستخدمون القتل والترهيب لاخافة المواطنين على اداء اعمالهم  واشار الحاج محمود الى ان (الفئة الاكبر التي تضررت جراء تلك السيطرة هم شريحة الفنانين وطلبة المعاهد والمؤسسات المعنية بالفنون  وكانوا ايضل الشريحة السباقة بالنزوح والهرب خارج المدينة فيما بقي منهم اناس باتوا  يعيشون هواجس الخوف وفقدان النفس في اي لحظة نتيجة  المخبرين المنتشرين والمتعاملين مع التنظيم  الذين كانوا بمثابة عيون للتنظيم في اي منطقة او زقاق).

وقلل رامز جاسم  من شدة التعليقات التي طالت استخدام الوان بتزيين جدران المركز الطلابي  في جامعة الموصل مشيرا الى ان (الجامعة هي من المؤسسات التي من شانها على احداث التغيير المطلوب في عقلية اهالي المدينة في ضوء الدراسات والبحوث التي من الممكن ان تصدر من اروقة الكليات والاقسام العلمية التي تتبع الجامعة  فلذلك يمكن ان نقول ان الامل مرهون بهذه المؤسسة الاكايمية على ادراك نظرة اكثر تقبلا للتغييرات النمطية التي يمكن ان تطرا في المدينة سواء باستخدام النخب العلمية  لانشــــــطة ومبادرات يمكن ان تبدل وتغــــير من التقاليد التي استحكمت  وباتت المسير لسلوك وحياة الموصليين)  وتابع جاسم  ان (الامر ليس مرهون بعدد الاعوام لكنه مرهون بالكثير من المعايير والمحددات التي يمكن ان توظفها العقلية الاكاديمية  في احداث التغييرات المطلوبة على واقع الحياة الموصلية اليومية) .

مشاركة