حاورها: كاظم بهية
شاركت الفنانة المغربية خولة بنزيان، سفيرة الفن والسلام، في فعاليات الدورة الـ31 لمهرجان الطرب الغرناطي التي أقيمت في الفترة من 16 إلى 19 مايو 2024. وتميزت مشاركتها بحضور متميز صوتًا وأداءً، حيث فاجأت متابعيها وجمهورها بإطلالة تقليدية رفيعة المستوى أضفت رونقًا وبهاءً على الخشبة.
وتعتبر بنزيان، البالغة من العمر 45 عامًا، عضوًا في الجوق الجهوي للطرب الغرناطي الذي حظي بشرف افتتاح فعاليات المهرجان، وهو الجوق الذي يضم نخبة من الفنانين المرموقين في هذا الفن تحت رئاسة الفنان محمد شعبان.
وفي حوار خاص، تحدثت بنزيان عن تجربتها في المهرجان قائلةً: “لأول مرة في تاريخ مهرجان الطرب الغرناطي، تحتضن مدينة دبدو أمسية فنية نالت إعجاب الجمهور، حيث قدمت فرقتنا التابعة لجمعية وجدة الألفية للثقافة والتنمية نوبة المزموم كاملة في احترام لقواعدها وضوابطها الفنية، الأمر الذي شكل فرصة لتوثيق هذا الفن والحفاظ عليه وتمريره للأجيال”.
وأضافت: “تضم الفرقة الفنية لجمعية وجدة الألفية فنانات وفنانين مشهود لهم بالاحترافية في هذا المجال، وسبق للجمعية المشاركة في عدة بلدان عربية ومغاربية مما أكسبها صيتًا وانتشارًا واسعًا”.
ونشأت بنزيان في عائلة فنية، حيث كان والدها الراحل الفنان أحمد بنزيان رسامًا وعازفًا لآلة المندولين، وورثت عنه ولعها بالفن. وتحدثت عن بدايتها قائلةً: “منذ طفولتي أحببت الغناء، وتتلمذت على يد أساتذة فن الطرب الغرناطي في أقدم جمعية في المغرب تأسست في العشرينات من القرن الماضي، حيث تعلمت العزف على آلة المندولين والكمان والجيتار ثم العود، وشاركت في فعاليات محلية ووطنية ودولية منذ الصغر”.
وعن الطرب الغرناطي، قالت بنزيان: “هي موسيقى من التراث الأندلسي العريق لها مقامات خاصة تعرف بالنوبات الغرناطية، موسيقى كلها أشجان وحنين إلى الأندلس، غزل ورثاء، أبياتها من الزجل الأندلسي القديم وإيقاعها مميز. فهو موروث مشترك بين البلدان المغاربية، حتى لقبت بسفيرة الطرب الغرناطي لكوني من السباقين للمشاركات الدولية في مهرجانات الموسيقى الأندلسية منذ عمر 10 سنوات”.
وحول ملامح الأغنية التي تقدمها، ذكرت بنزيان: “في البداية عشقت الطرب الغرناطي لأنه موروث أندلسي جميل يرقى بالفن، واهتم بالطرب العربي الأصيل والمغاربي أيضًا، فالموسيقى عابرة للحدود ولا يمكنني ألا أنفتح على ألوانها، لأنني أحب دائمًا تطوير موهبتي وأجد متعة في اكتشاف موسيقى العالم، وقد قدمت لونًا جديدًا من الإبداع”.
وأشارت إلى تأثرها بعدد من الفنانين العرب والعالميين قائلةً: “أحب كثيرًا الاستماع إلى أم كلثوم وأسمهان وفيروز وصباح فخري ونجوى كرم ونعيمة سميح وسميرة سعيد وعزيزة جلال وماجدة الرومي، إضافة إلى الأصوات الرجالية مثل محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ووديع الصافي وصباح فخري وعبد الوهاب الدكالي وجورج وسوف وفضل شاكر ووائل كفوري ومروان الخوري وكاظم الساهر. كما تأثرت بفرقة جيبسي كينجز العالمية ومطربيها نيكولا وأندري رييس، وأحب أيضًا داليدا وخوليو إغليسياس ومايكل جاكسون”.
واختتمت حديثها قائلةً: “أطمح للاستمرارية في التجديد بروح المحافظة على هويتنا الفنية، وحلمي أن أواصل المشاركات في المهرجانات لأواصل رسالة الفن الهادف الراقي، لأن الفنان هو سفير للمحبة والسلام”.