المالكي يعلن عن أوامر قبض ضدّ وزراء والعشائر تحذر من اقتحام الحويجة
لندن ــ نضال الليثي
بغداد ــ كريم عبد زاير
كشفت مصادر سياسية من داخل العراق لـ الزمان في لندن ان شخصيات عشائرية التقت مساء امس الاول بعزت الدوري النائب السابق للرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي قالت السلطات العراقية انها طاردته وقبضت عليه. فيما كشفت مصادر أمنية لـ الزمان إنه تبين ان الشخص الذي تم القبض عليه شبيه بعزت الدوري وليس نائب صدام وهذه ليست المرة الأولى التي يتم الاعلان فيها عن القبض على شبيه للدوري.
وأضافت المصادر ذاتها في تصريحها لـ الزمان ان لقاء الدوري المطارد منذ 2003 بالشخصيات العشائرية تم داخل العراق وفي منطقة بعيدة عن المناطق التي تحدثت الحكومة عن اجراء مطاردات عسكرية فيها.
وقالت المصادر ان الاجتماع المذكور تناول محورين، الاول هو كيفية التعامل مع محاولات محاصرة الاعتصامات في الحويجة وكركوك والموصل والانبار. والمحور الثاني ناقش طريقة الرد على شائعات القبض على الدوري.
وقالت المصادر ان بعض الشخصيات عرضت على الدوري فكرة إلقاء خطاب لدحض الانباء التي قالت انه تم القبض عليه، ولكن آراء أخرى رفضت فكرة الخطاب تحت ذريعة ان لا يكون رد فعل مباشر لاجراءات الحكومة ولضمان عدم رصد تحركات الدوري. ولفتت المصادر الى ان الدوري ابلغ مساعديه بتعميم معلومات تشير الى انه مازال حياً وحراً على التنظيمات المرتبطة به داخل العراق وخارجه. لكن المصادر قالت ايضا ان الخناق يشتد على انصار الدوري والاوساط التي تدعمه وانه شكا من ضعف الامكانات المالية لتمويل البعث وعملياته ونشاطه. وفي ضوء ذلك وردت معلومات اشارت الى ان خلافا في الرأي نشب بين عزت الدوري وقائد الجناح العسكري المسمى جيش رجال الطريقة النقشبندية حول اسلوب التعامل مع القوات الحكومية التي تمارس ضغوطاً على المعتصمين وصلت الى حد اطلاق النار عليهم في الموصل والحويجة حيث مال الدوري الى عدم استخدام السلاح في حين ان الجناج العسكري كان متحمساً لخوض معركة عسكرية واسعة في شمال بغداد حتى الحويجة وكركوك.
وقالت المصادر ان الاجتماع انتهى من دون ان يتم اتخاذ قرار نهائي في التعامل مع الازمة وتركت القرارات لتصرف القيادات الميدانية والظروف الآنية. ونوهت الى ان الجناح العسكري لديه القوى في التأثير على القرار السياسي لحزب البعث.
وتحدثت المصادر عن تذمر لدى الكوادر القيادية الوسطية للبعث من محاولة المنسوبين الى بلدة الدور التي يتحدر منها الدوري لتبؤ مواقع في القيادة العليا المشتركة التي تعادل القيادة القطرية للبعث.
وقالت المصادر ان الدوري برر ذلك بالضرورات الامنية. وقد ردت عليه الكوادر لا سيما الجناح العسكري بأنها اعذار استند إليها صدام سابقا وهي السبب في سقوطه المفاجئ والمريع. من جانبها قالت مصادر امنية لـ الزمان وانّ الشخص الذي تم القبض عليه في ضواحي الموصل ليس الدوري وانما شخص آخر على وفق تحليل الحمض النووي.
وكانت السلطات قد اجرت مداهمات واسعة في ضواحي تكريت والحويجة في كركوك واحياء في الموصل وصفتها بأنها تتبع أثر عزت الدوري بعد ان قالت انها قبضت على خلية تابعة له في تكريت. ويدور لغط كبير داخل تنظيمات حزب البعث داخل العراق وخارجه ازاء تصريحات طارق عزيز عضو قيادة البعث السابق التي وصف فيها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بانه قليل الحكمة ازاء تصرفه في موضوع غزو الكويت. وقال انها غلطة. وقال عزيز في مقابلة بثتها قناة العربية اجراها المتحدث السابق باسم الحكومة العراقية علي الدباع ايضا ان عزة الدوري وطه ياسين رمضان تافهان لكنه استدرك وقال انهما ضعيفان وقليلا الثقافة وان بعض قيادة البعث والمساعدين حول صدام لا سيما شقيقه وطبان وعلي حسن المجيد ومحمد حمزة الزبيدي كانوا تافهين. على صعيد آخر قال نشطاء لـ الزمان ان قوات دجلة التابعة للقائد العام وقوات اخرى جرى استقدامها من تكريت وبغداد مزودة بالمصفحات تحاصر ساحة الاعتصام في الحويجة وتمنع عنها الماء والغذاء ملوحة بشن عملية لاقتحام الساحة وطرد المعتصمين فيها. فيما يصر المعتصمون على مواصلة اعتصامهم حتى الموت.
وتلقى المعتصمون رسالة دعم من معتصمي الموصل والانبار وبغداد والفلوجة ومدن اخرى في وقت تحركت عشائر العبيد والجبور وشمر والنعيم وهددت باقتحام نقاط التفتيش والمعسكرات في المنطقة إذا ما اقتحمت قوات دجلة ساحة الاعتصام في الحويجة. من جهة اخرى، كشف نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي امس عن وجود أوامر بالقبض على وزراء.
وقال المالكي في تصريح صحفي امس ان هناك وزراء عليهم أوامر قبض الآن، وهم هاربون ولكن هناك بعض الأمور التي تستحق منا مزيداً من الحرص لحماية العملية السياسية والا فلا مجاملة مع أحد حينما يتورط . وأضاف إن اثارة الأوضاع الأمنية هو الحديث السياسي الطائفي السيئ وهذا لا يحتاج الى عملية كشف أوراق وان النواب الذين يتحدثون بالطائفية يحتاجون الى علاج لا يمكن ان يكون الا من خلال صناديق الانتخابات وما لم يدرك المواطن ضرورة هزيمة هؤلاء الذين يثيرون المشاكل والمشاكسات لا يمكن السيطرة على العملية الأمنية ابداً .
من جانبه اعرب رئيس مجلس النواب العراقي، اسامة النجيفي، عن قلقه البالغ مما يحصل في قضاء الحويجة بجنوب غرب كركوك، على خلفية مقتل جندي وجرح ضابطين بهجوم شنه متظاهرون على نقطة تفتيش امنية بحسب رواية الجيش العراقي.
AZP01