القاهرة تطمئن دول الخليج من قرار مرسي زيارة طهران
القاهرة ــ مصطفى عمارة
كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في تصريحات خاصة للزمان ان القاهرة بعثت برسالة طمأنة الى دول الخليج بان علاقات مصر مع ايران لن تكون على حساب علاقتها بدول الخليج والتي تعتبرها مصر علاقات استراتيجية وخطا احمر لا يمكن تجاوزه.
واضاف المصدر ان قرار مرسي بزيارة طهران جاء بعد مشاورات مكثفة اجراها مع مستشاريه وان اتخاذه لهذا القرار جاء لاعادة دور مصر الاقليمي وزيادة قدرته على المناوره أمام أية ضغوط ناتجة عن هذه القمة التي تعقد في طهران وما سيجري من مشاورات مع مكتب تنسيق الحركة في نيويورك واتصالات بين العواصم للتحضير للقمة، لافتا الى ان الرئاسة المصرية كانت الصوت المعبر عن اهتمامات توجهات سياسية لدول الحركة الـ 120 في المحافل الدولية المختلفة سواء بشأن موضوعات نزع السلاح او البيئة او الجانب الاقتصادي او حقوق الانسان وغيرها من موضوعات سياسية مرتبطة ببؤر النزاعات والصراعات بالقارات المختلفة.
بينما قال محمود عزت نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين انه يجب عدم تكرار أخطاء مبارك وانه من الخطا المبالغة في الخوف من ايران. من ناحية اخرى رحب الخبراء والسياسيون بزيارة مرسي لطهران الا انهم في الوقت نفسة حذروا من الانعكاسات السلبية التي يمكن ان تحدثها مع حلفاء مصر وفي هذا الاطار قال د. محمد ابو الغاز رئيس الحزب الديمقراطي ان الزيارة سيكون لها مردود ايجابي سياسيا واقتصاديا.
ويخشى عصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد من التصادم مع المجتمع الدولي مؤكدا انه وارد.
ويقول سعيد كامل رئيس حزب الجبهة الديمقراطية انه يجب عدم المبالغة في العلاقة مع ايران لان علاقات ايران مع المجتمع الدولي عليها علامات استفهام كثيرة.
اما طارق الخولي المتحدث الرسمي باسم حركة 6 ابريل فيقول ان العلاقات بين مصر وايران شهدت تطورا في السنوات الاخيرة لذلك فان زيارة د. محمد مرسي لطهران لمشاركته في قمة عدم الانحياز سوف تقرب وجهات النظر بين البلدين.
ويرى د. محمد البلتاجي امين حزب الحرية والعدالة ضرورة التواصل مع ايران دون النظر للمعتقدات الدينية. وقال نادر بكار المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي ان هناك رفضا تاما لاقامة علاقات مع ايران حاليا بسبب الدور السيئ الذي يلعبه النظام الايراني في دعم النظام السوري والدفاع عن مذابحه بحق الشعب السوري.
وقال الدكتور سعد الدين ابراهيم مدير مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية ان الهدف الخفي من الزيارة يكمن في احتمال التنسيق المصري والايراني في اطار الملف النووي. واضاف اسرائيل ترغب في احتكار السلاح النووي في الشرق الاوسط مقابل رغبة ايران في كسر هذا الاحتكار ومصر ستستفيد حتما من كسر الاحتكار الاسرائيلي للسلاح النووي بالمنطقة مما يساعدها على استعادة مكانتها الاقليمية بين دول المنطقة مشيرا الى مساعي الولايات المتحدة خلال حكم النظام السابق لتحديد سقف العلاقات المصرية ــ الايرانية لافتا الى ان زيارة مرسي لايران ستسهم في ازاحة هذا السقف.
واعتبر الدكتور مصطفى اللباد رئيس مركز الشرق للدراسات الاقليمية والاستراتيجية ان الزيارة مهمة وتستحق التاييد الشعبي لافتا الى ان مشكلة مصر على مدار حكم مبارك تمثلت في فقدان هامش المناورة.
واللباد اشار الى ان سياسة مبارك منحت دول الخليج الفرصة لابتزاز الموقف المصري عبر التلويح بمنحه مكاسب لا يتحقق منها شيء فعليا ومن ثم فإن مرسي ينهي بهذه الزيارة سياسة الابتزاز لانه يوسع هامش المناورة السياسية غير انه شدد على ان الزيارة لا تعني قيام تحالف استراتيجي بين مصر وايران يعيد صياغة الاحلاف والتوازنات في المنطقة لكنها تعني ببساطة ان القطيعة لا تخدم مصالح أي طرف من الاطراف.
ويرى اللباد ان مجرد عودة العلاقات بين مصر وايران لا تعني كسرا لتوازنات المنطقة خصوصا ان الاعلان عن الزيارة المرتقبة للرئيس الى طهران جاء بعد زيارتين قام بهما مرسي للمملكة العربية السعودية يشير بها اللباد الى وجود تنسيق مسبق لهذه الزيارة مشددا على انها اقترنت بمبادة من مرسي حول الازمة في سوريا وتابع لا يمكن لاي من كان القيام بدور حقيقي تجاه الوضع في سوريا الا اذا كان على علاقة مع الاطراف الفاعلة في الشأن السوري والمبادرات السابقة التي لم تتضمن ايران ومنيت بالفشل وهذه طبيعة الامور معتبرا ان توجه مرسي الى ايران يعني ايضا محاولة استعادة مصر دورها الاقليمي يعني ايضا فتح الباب امام حل للمسألة السورية وهو ما قد يعني نهاية المرحلة التي كان الدور المصري فيها ملحقا بالمحور السعودي ومن ثم فهي مبادرة تستحق التأييد والدعم بغض النظر عن تاييد مرسي او معارضته على حد قوله.
بينما ينبه اللباد الى ان مد جسور العلاقات مع ايران لا يعني بالضرورة التسليم بالشروط الايرانية. وقال طهران لها مصالح في المنطقة لا تتطابق بالضرورة مع المصالح الوطنية المصرية وعودة العلاقات لا يعني بالضرورة اقامة تحالف استراتيجي فالعلاقات درجات وقد تكون هناك علاقات متوترة وهو وضع افضل من القطيعة التي كانت موجودة.
/8/2012 Issue 4286 – Date 25 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4286 التاريخ 25»8»2012
AZP02