القاموس العراقي
فاتح عبدالسلام
اغتيال.. كاتم صوت.. مداهمات عشوائية.. تهجير.. نزوح الى الداخل. نزوح الى الخارج.. قصف بالهاون.. اعتقالات .. قتل على الهوية.. مليشيات.. مجاميع إرهابية.. اقتحام بلدة.. عبوات ناسفة.. حزام ناسف.. سيارات مفخخة.. سيارات وهمية.. حزام ناسف.. منطقة خضراء.. محافظات حاضنة للإرهاب.. تصفية صحافيين.. أحزاب دينية.. تزوير شهادات مسؤولين ونواب.. امتيازات النواب.. ملفات فساد.. مشاريع ناقصة.. مشاريع ملغية مشاريع وهمية.. نائب إرهابي.. العلاسة.. عمليات بغداد.. عمليات كذا وكذا.. أزمة كهرباء.. شحة وقود.. استيراد البنزين والغاز. . ماننطيها.. هروب وزير.. هروب نائب .. اختطاف..
كلها مفردات تسود الحياة السياسية وإلاجتماعية في العراق منذ عقد من الزمان، وهي مفردات تؤدي الى معانٍ واضحة لا لبس فيها، ولا تحتمل المرادفات اللغوية لان فيها من المعنى المكتنزه ما يجعلها مفردات قادرة وحدها على الوصول الى أهدافها بما يجعل أية ألفاظ منافسة لها أمرا هامشيا ولا قيمة له بما في ذلك الألفاظ المائعة التي تروجها السلطات وحواشيها دائماً لتجميل مناظر القتل ورمي الكرة الدموية في مرمى الآخرين .
في حين ان المفردات الجديدة الأخرى ظلت شاحبة هشة مقصوصة الجناح منها مفردة الديمقراطية نفسها، فهي لا تقال إلا ويقترن بها مشهد الدم الواسع، وهي لا تقال إلا وتذكر العراقيون الدستور المسلوق على عجل أصحاب المآرب في داخل العراق وخارجه. مفردة الديمقراطية لا تحتمل معناها الحقيقي المتداول في أية دولة أخرى، ذلك أنها مفردة تحيل الى حالات تسلط السلطة التنفيذية على التشريعية والقضائية عبر برامج وقرارات سياسية بامتياز. وتحيل الى ان الفائز ليس بالضرورة سيكون فائزاً.
الديمقراطية في العراق تحيل الى المراوغة وأكل القوي الضعفاء وباتت تختصر بالانتخابات التي تجرى منذ سنوات بلا قانون. كما تغيب قوانين استكمال العملية الديمقراطية نفسها كقانون الأحزاب وتنظيم العمل السياسي وقانون الصحافة.
FASL
