القادة ..ماذا قدموا للمواطنين ؟

القادة ..ماذا قدموا للمواطنين ؟

 سؤال لطالما ترددت أصداؤه في الشارع العراقي  حيث أرهق وجدان يتماه وعقول رشداة .. ماذا قدموا لنا (القادة الحكام المسؤولين ) إلى شعبهم الذي ضحى بدمه وأدلى بصوته ونأى بنفسه ..ليكون جسرا يعبروا من خلاله إلى دفة الحكم وليعتلوا تلك المناصب حتى فاضوا بالمال من سلب حقوق العيال, فما الذي قدموه لنا غير مزيد من المعاناة المستمرة من الجور والحرمان ونزف الدماء…

ما يجري في العراق الآن من تغيير كتلوي سلطوي ما هو إلا وجه من أوجه الاستعمار الغربي , الذي يهدف لزعزعة الأمن والاستقرار في مناطق الشرق الأوسط وتقسيم خرائطه وتغيير مناخه بهدف تهيئة الأجواء والظروف المناسبة لتقسيم شرق أوسط جديد مبني وفق ستراتجيات اقتصادية وجيوسياسية مدروسة أبعد بكثير من أن يفقها منطق هؤلاء الذين نصبتهم أمريكا على رقابنا ليلعقوا ثروات البلاد ويكدسوها في أواني الغرب ..

فمن غير المنطقي أبدا ..أن تتجشم أمريكا عناء الحرب لوحدها وبهذه الخسائر البشرية والمادية لتكفر عن ذنوبها وتعلن التوبة من سياستها المزدوجة .. وتترك للشعب حرية الاختيار بالقدر الذي يمكنه من أن ينعم بالخير والأمن والاستقرار .. بل ما حدث العكس تماما فقد جاءت أمريكا بكل قواتها وحلفائها وعملائها وانتشروا في جميع أنحاء العراق ليستلم السياسيون زمام السلطة ويمشوا وفق المرسوم الكتلوي الذي أسسه السيد بريمر الحاكم المدني الأميركي آنذاك وبالفعل تمت المباركة

وبالفعل فقد حققت هذه القائمــة السوداء نجاحا باهرا في الحصيلة الانتخابية  للبرلمان قوت وكبرت زعامات الكتل وأرست نظام المحاصصة الحزبي ليتكتل على السطح السياسي العراقي أودت الشعب إلى الفقر بسياستهم التقشفية التعسفية العنصرية ضده .

.مزيد من الحروب المستمرة بسبب الفوضى وعدم تنظيم العلاقات والحدود مع دول الجوار .. فقر بطالة ..الكثير من مآتم العزاء اللطم ..وتشيد الآلاف من القبور لدرجة ستطمر النجف كلها …

السؤال هنا إذن ماذا قدموا عندما استبيحت الرمادي وتكريت الموصل كركوك .. ماذا فعل هؤلاء جميعا لشعبهم غير البؤس والخيانة وكتم الأفواه قاطعين حتى طرق الثورة التي نهض بها المثقفون المستقلون لمجابهة الظلم وحرق وجهه …( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون ) …

علا زهير الزبيدي

مشاركة