العوينات

 العوينات

 في عام 1976  قررت ان أتزوج وكنت اصغر مندوب صحفي في جريدة مرموقه وعمري 21  سنة ..تفكيري بالمرأة متواصل شريطة ان تكون موظفة ..واخبرتني شقيقتي ان احدى قريباتناموظفة وتناسبني عمرا وتواصلت في زيارتهم الى ان جاء الوقت المناسب لأفاتحها ..وفي ذلك المساء طرقت بابهم واستقبلني شقيقها الذي هو الاخر يريد التقدم لخطوبة شقيقتي الموظفة في قطاع النفط ..وبينما انا اجلس على (القنفة ) كسرت شيئا تحتي واذا بها العوينات الطبية للفتاة التي جئت من اجلها (اليوم)..ولكن ما ان عرفت ان عويناتها كسرت قالت على الفور (انت أعمى ماتشوف) ولم اصدق ما سمعت بل شعرت بالاهانة والاحراج وسحبت نفسي لأخرج وشقيقها يتشاجر معها ولا يعرف كيف يعتذر . وعدت الى دارنا سيرا على الاقدام وانا اكرر مع نفسي ذلك المشهد غير المتوقع وما حسبته مع نفسي اني سأعود فرحا.

واستقبلني والدي وشقيقتي وانا مصدوم ماذا سأقول لهم ..ولما حكيت لهم ذلك ..قرروا بعدم اللقاء بهم من الان ..ولن تقبل شقيقتي بخطوبة شقيق الفتاة التي أهانتني ..ومرت سنوات العمر وتوفيت والدتها ولم نذهب او نعزي بالتلفون ..وتزوج شقيقها ولم نحضر او نبارك وهي تزوجت من نائب مفوض قالوا عنه خوش ولد ولكنه سلمها العصمة بيدها لتكون كل امور اسرة زوجها بيدها وكان والد زوجها يشكر حاله لوالدي ..ومات شقيقها ولم نذهب للعزاء ..والفتاة انجبت اربع بنات خريجات جامعة واربعتهن تزوجن وانجبن واربعتهن تم طلاقهن تباعا ..وبعد مرور30  سنة .. يقولون انها قالت (انا غبية لاني بسبب العوينات غلطت في حق شاكر وضيعت زواجي منه لكان اليوم انا اكثر سعادة وافضل حالة اجتماعية بين الناس مثل زوجته المصرية اليوم التي انجبت له بنت حلوة وهي دكتورة في القاهرة ).وتريد ان تأتي أم العوينات الى دارنا ..بعد هذه السنوات .لتعتذروتتعرف على زوجتي .ولما تم اللقاء كنت انا في الجريدة وانا بالنسبة لي هي ميتة .

شاكر عباس  – بغداد

مشاركة