الطاغوت والشعب .. تلازم تام

الطاغوت والشعب .. تلازم تام

من المواضيع الشائكة وابرز القضايا العالقة في دول العالم بشكل عام والوطن العربي خاصة والعراق اخص يكمن سببها وتبرز علتها في الطاغوتية وصناعة الدكتاتور في الدولة والمدينة وفي المؤسسة والمجتمع وحتى المؤسسة الدينية علاوة على الاحزاب فالعراق حاله حال باقي دول المنطقة يعاني من هذه المفردة التي لا طالما دفعنا ثمن وجودها اضعافا باهظة من الدم ومن التضحيات في مقدرات البلد اذ ان هذه الفئات تنظر لعوامل وجودها كهدف اساسي وتدافع عنه بكل ما اوتيت من قوة تركن مصلحة البلد جانبا لانها قد لا تعني شيئا ازاء مصالح واطماع الحواشي والاذناب فترى الاموال سلبا والارواح نهبا. ومما لا شك فيه ان وزر هذا الطاغوت يشترك به الناس كونهم سكتوا عن ذلك وبالتالي اضفوا مشروعية على وجوده فهم لم يكترثوا لوجوده وسلموا له مطلق اليدين واكثر من ذلك يمكن القول ان الشعب هو من يصنع الطاغوت فمثلا فرعون-ذو الملكوت والسلطان- صاحب قول (انا ربكم الأعلى) وكافور الاخشيدي-الذي قتل شاعرنا المتنبي- اللذان حكم كل منهما مصر لفترة من السنين ومارس فيها ما مارس، ما هما الا خادمان بل كانا عبدين كل منهما في عصره فاكيدا هما من نتاج تغافل المجتمع وتهاونه وبحكم المنطق ان الشعب هنالك كان ضمن دائرة الاتهام لان من رضي بعمل قوم حشر معهم.

وكتحصيل حاصل دائرة الاتهام هذه ذاتها تسور الشعب العراقي الذي سمح لحفنة من الحفاة الذين جفت جباههم من الغيرة وايديهم سخية في السرقة والتدليس فهم احترفوا الضحك على الذقون ايما احتراف. فيبيت الشعب بين نارين نار من يرى بعين واحدة ويكيل بمكيالين ونار فساد نخر جسد البلد وأعيى قواه واصبحوا داه..

مشتاق الجليحاوي

مشاركة