الصيد يكرّم 6 من رموز العراق
عبد الحميد الرشودي
ابهجنا بقدر ما اسعدنا عزم نادي الصيد العراقي اقامة مهرجان ادبي بمناسبة تكريمه لستة من شعراء العراق البارزين وهم:
1. الدكتور محمد مهدي البصير
2. محمد سعيد الحبوبي
3. علي الشرقي
4. حافظ جميل
5. محمد جواد الغبان
6. بلند الحيدري
وذلك باقامة نصب تذكارية لهم في حديقة الشعراء وقد وجدت بهذه المناسبة السعيدة ان الواجب الادبي يتقاضى ان اقدم تراجم وتعريف موجزة لهؤلاء الشعراء المكرمين املا ان اكون قد ساهمت بهذا العمل المتواضع في تكريم هذه النخبة من شعرائنا الراحلين وان انال بعملي هذا شرف المشاركة بهذا التكريم الذي سيقام عصر يوم السبت 18 تشرين الاول 2014.
(1)
محمد سعيد الحبوبي
ولد محمد سعيد الحبوبي في مدينة النجف الاشرف لاسرة حسينية نزحت من حائل الى النجف وكانت ولادته في الرابع عشر من جمادي الاخرة سنة 1266 هـ – في 20 شباط 1840 ولما شب عن الطوق بدأ يتعلم القراءة والكتابة والخط مبتدئا بالقران الكريم ثم سار في سلم التعليم فبدأ يدرس علوم اللغة العربية من النحو والصرف والبلاغة بفروعها الثلاثة البيان والمعاني والبديع ومقدمتها باشراف خاله عباس الاعسم وكانت هذه المدة من اخصب اعوامه في الطب والفقه في امور الدين وكان للاسرة صلات تجارية مع حائل لم تنقطع فقد كان ابوه وعمه قد سافرا اليها ثم لحقها وانضم اليهما في العمل وقد امتدت اقامته في حائل ثلاث سنوات تدرب خلالها على فنون الفروسية والرماية ولعله الهم في هذه الصحراء الحب العذري كما الهم قبله قيس بن الملوح وقيس لبنى وغيرهما من الشعراء العذريين فلما عاد الى النجف واصل دراسته الفقهية والادبية ثم نظر في كتب المنطق والحكمة.
لقد حرك فراق الاحبة خياله وهز وجدانه فوجد في الشعر بلسما لجراحه وغذاء لروحه فنظم كثيرا من القصائد والموشحات وحين اخذ يتبحر في الفقه وعلوم الشريعة هجر الشعر متمثلا ومتاسيا بقول الامام الشافعي:
ولولا الشعر بالعلماء يزره
كنت اليوم اشعر من لبيد
وهكذا تبوأ منزلة سامقة في الاجتهاد وعزف عن الشعر نهائيا وحين دخل الانكليز العراق عن طريق الفاو سنة 1914 تنادى العلماء والمجتهدون للجهاد فخرج الحبوبي على راس المجاهدين الى الشعيبة وحين اندحر الاتراك قفل راجعا وقد ادركته المنية في الناصرية قي 15/ حزيرات 1915 جثمانه الى النجف حيث دفن في الجهة الجنوبية المقابلة لالوان الذهب طبع ديوان في المطبعة الاهلية بيروت 1331- ثم اعاد ابن اخيه عبد الغفار الحبوبي طبعه طبعة موسعة محققة صدرت عن وزارة الثقافة والاعلام سنة 1980م.
(2)
محمد مهدي البصير
1895-1974
ولد الشيخ محمد مهدي البصير في الحلة الفيحاء سنة (1313 -1895) لاسرة عربية ذات اصول عريقة ترتقي الى قبيلة كلاب.
اصيب في طفولته بالجدري الذي اطفأ نور بصره ولكن الله عوضه عن نور البصر بنور البصيرة فنشأ فطنا لسنا تثقف بثقافة جيله واخذ عن جلة علماء عصره كالسيد ابي المعز مهدي القزويني وغيره من العلماء نشأ البصير وطنيا غيورا وكان قد انتمى الى حزب حرس الاستقلال وصار ممثله في الحلة وكان همزة وصل بين اهل الحلة والشيخ مهدي الخالصي وكان يتردد عليه دائما في مقره في مدينة العلم في الكاظمية ويتلقى منه التوجيهات والارشادات وكان والحق يقال شاعر ثورة العشرين الوطنية وكان هادبها وحاديهما وقد شهدت له ساحة جامع الحيدرخانه قصائده النارية والتي قد اثرا فيها حماس العراقيين وغيرتهم الوطنية يمثل قوله
ان ضاق يا وطني علي قضاكا
فلتتسع بي للامام خطاكا
واحمل وساما فوق صدرك من دمي
وكان احلاه الا حلاكا
نفاه الانكليز الى جزيرة هنجام عند مضيق هرمز مع من نفوا من الوطنيين فلما اطلق سراحه عام 1923 انضم الى صفوف الحركة الوطنية المعارضة وبزعامة جعفر ابو التمن وكان من الهيئة المؤسسة لهذا الحزب.
ارسل عام 1930 الى القاهرة مع بعثة الاوقاف وحضر في كلية الاداب كمستمع ثم واصل طريقه الى فرنسا حيث التحق بجامعة مونبيليه وحاز على درجة الدكتوراه عن الشاعر الفرنسي (كورني) وقد تزوج بفتاة فرنسية وعاد بها فعين مدرسا في دار المعلمين العالية وحاضرهم في موضوع الشعر الجاهلي ثم جمعت محاضرته في كتاب بعنوان (بعث الشعر الجاهلي) اما اثاره فهي: 1. تاريخ القضية العراقية 2-1 بغداد 23-924
2. ديوان الشذرات بغداد 1922
3. النفثات (1-2) 1925
4. بعث الشعر الجاهلي بغداد 1939
5. نهضة العراق الادبية في القرن التاسع عشر بغداد 946 (7) عصر القرآن 1949 و1955
6. في الادب العباسي 1949 و1955
7. الموشح في الاندلس وفي المشرق بغداد (1948)
8. البركان بغداد 1959.
توفي الى رحمة الله سنة 1974.
(3)
علي الشرقي
1892 -1964
ولد الشيخ علي الشرقي في النجف الاشرف سنة 1892 وقد فجع بموت ابيه الشيخ جعفر وهو صبي فكفله جده لامه الشيخ عبد علي بن محمد حسن الجواهري، وخاله عبد الحسين الجواهري وهو ابن عمه محمد مهدي الجواهري.
سلك مسلك طلبة العلم وصار له شأن في العلوم الشرعية واللسانية وبرزت مواهبه حتى استوى شاعرا قديرا وقد نشر بعضا من قصائده في جريدة روضة التي اصدرها عبد الحسين الازري بعد الانقلاب الدستوري العثماني عمل في القضاء الشرعي وتدرج حتى تسنم منصب رئيس محكمة التمييز الشرعي الجعفري واخير وزيرا مشاركا في اكثر من وزارة في خمسينات القرن المنصرم.
كان من بواكير اعماله الاشراف على طبع ديوان ابراهيم الطباطبائي في مدينة صيدا كما اصدر كتابا يحمل عنوان ذكرى السعدون وقد عرف بال السعدون وجمع المراثي التي قبلت في عبد المحسن السعدون بعد انتحاره سنة 1929.
طبع مجموعة من شعره اختار لها عنوان (عواطف وعواصف) سنة 1953 وطبع ديوان شعره (ديوان الشرقي) بتحقيق ابراهيم الوائلي وموسى الكرباسي، صدر عن وزارة الثقافة والفنون سنة 1979.
اما مؤلفاته النثرية الاخرى فقد جمعها موسى الكرباسي وصدرت بمجلدين كبيرين بعنوان موسوعة الشيخ علي الشرقي النثرية احتوى المجلد الاول على :
1.الالواح التاريخية
2. النوادي العراقية
3. بين الامة وطباقتها
اما المجلد الثاني فقد تضمن كتاب الاحلام وكان الشرقي قد نشر في الستينات موجزا منه بعنوان الاحلام.
توفي الشرقي الى رحمه الله في 12/8/1964.
(4)
حافظ جميل
1908-1984
هو ابن الشيخ العلامة عبد الجليل ال جميل. يعد من شعراء الطبقة الاولى وقد اجاد في الغزل والخمريات حتى اعاد الى الاذهان سيرة وشعر ابي نؤاس شاعر العصر العباسي الاول في القرن الثاني الهجري.
ولد في بغداد عام 1908 وانهى دراسته في المراحل الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية ثم التحق بالجامعة الامريكية في بيروت سنة 1925 وتخرج فيها سنة 1929 حائزا على درجة بكالوريوس في العلوم بعد عودته عينت مدرسا لاداب اللغة العربية في الثانوية المركزية وفي دار المعلمين الابتدائية وفي ثانوية البصرة حتى اوائل عام 1932 حين استقال من مهنة التدريس وعين في العام نفسه في وزارة المالية حتى اواسط 1940 حين نقلبت خدماته الى وزارة المواصلات والاشغال لقد تقلد عدة وظائف كان اخرها وظيفة مفتش عام للبريد والبرق والتلفون.
صدر له خمسة دواوين هي على سياقة تاريخ صدورها:
1. الجمليات (بغداد 1923) وكان يومها طالبا في المدرسة الثانوية.
2. نبض الوجدان (بغداد 1957).
3. اللهب المقفى (بغداد 1966).
4. احلام الدوالي (بغداد 1972).
5. اريج الخمائل (بغداد 1977).
توفى الى رحمة الله في 3/5/1984 ودفن في مقبرة الشيخ معروف الكرخي
(5)
محمد جواد الغبّان
1928-2012
هو من اسرة بغدادية عريقة نزح جده (محمود) الى النجف الاشرف في منتصف القرن التاسع عشر طلبا للعلم والعــــمل واتخذها مستقرا له ومقاما.
ولد محمد جواد الغبان في اسرة علمية ادبية في النجف الاشرف سنة 1928 ونشأ في كنف والده الفقيه الشيخ عبد الكاظم الذي تعهده منذ صباه الباكر بالرعاية والعناية ونمى موهبته الادبية ثم تاثر الفتى بما كان في النجف من ندوات ومجالس ادبية تشرب بها وظهر ميله لغرض الشعر فنشر اول قصيدة له في مجلة الدليل 1947 انتمى الى كلية منتدى النشر وتخرج فيها سنة 1952 ثم تولى التدريس في مدارسها وقد سمت به همته فشد الرحال الى القاهرة وانتسب الى معهد الدراسات الاسلامية الذي كان يشرف عليه الشيخ احمد حسن الباقوري فمنح دبلوما عاليا سنة 1974 ثم رجع الى وطنه وزاول التعليم في الثانوية الجعفرية الاهلية وكان خلال هذه المدة ينظم الشعر ويؤلف كما كان يتمتع بعضوية جميعة الرابطة الادبية في النجف وعضوية رابطة الادب بجميع شؤونها الفكرية والادارية والمالية وقد استمرت فــــي الصدور الى ســــنة 1961.
اصدر دواوين شعرية عدة وفاز بواحد منها وهو بعنوان (انت احلى) بجائزة التفوق الشعري من مؤسسة (جائزة عبد العزيز سعود البابطين للابداع الشعري) في سنتها الاولى سنة 1990 وللغبان ندوة ادبية عامرة تعقد في داره في شارع 14 تموز مساء اول احد من كل شهر كما ان له مكتبة خاصة غاصة يندر ان تجد لها مثيلا في المكتبات الخاصة ومن كلفة بها وشغفه بحبها جعل سرير نومه بين رفوفها ليكون قريبا منها صباحا مساء.
لم يقتصر نشاط الغبان على الشعر فحسب، بل كان للنشر منه نصيب موفور فقد اصدر بحوثاً ودراسات نقدية عدة اعد منها ولا اعددها:
1. العروج في ملكوت المتنبي- دار الشؤون الثقافية بغداد 2004.
2. المعارك الادبية حول السفور والحجاب (دار الشؤون الثقافية بغداد 2006).
3. الجواهري: فارس حلبة الادب (دار المدى للثقافة والنشر بغداد 2006).
ولا يفوتنا ان نذكر ان الغبان افاد كثيرا من صحبة خاله الخطيب الشاعر محمد علي اليعقوبي فكان كاتبا وحبه ومستودع سره يصحبه حله وترحاله حتى وفاة اليعقوبي سنة 1965.
توفي الغبان الى رحمة الله يوم السبت 25/12/2012.
(6)
بلند الحيدري
1926 -؟
هو بلند بن اكرم الحيدري ولد في بغداد سنة 1926 من اسرة كردية كان ابوه عسكريا صارما في تربيته شديدا في معاملة اولاده فحدث تصرع في العائلة واظن ان ذلك بسبب زواج والده ثانية مما زاد في الطين بله وادى الى خروج صفاء وبلند من دار ابيهم الى دار امهم (فاطمة) فلما توفيت الام عام 1943 عادا الى دار ابيهم اضطرارا لا اختيارا ولم يهمله القدر حتى لحق ابوه وامه وتوفي سنة 1945 فخرج بشق طريقه بين الصخور والاشواك.
كانت الحرب العالمية الثانية قد احدثت جراحا عميقة في نفوس الشباب في تلك الحقبة ما دفعتهم يفتشون عمن يضمد جراحهم ويطيب خواطرهم فوجئوا في المذاهب الادبية كالسيريانية والرومانسية والوجودة ما يوافق اهواءهم ونزعاتهم وقد تجمع نفر من هؤلاء الشباب الذين هم على شاكلة بلند واخيه صفاء من التشرد والتسكع في المقاهي فاسسوا (جماعة الوقت الضائع).
اتصل بلند في اوائل الاربعينات بالشاعر معروف الرصافي في المقهى الذي كان يرتاده في محلة السفينة بالاعظمية وافاد منه ومن نصائحه في ضرورة دراسة اللغة العربية والاخذ بنصيب وافرض الموروث البلاغي العربي ولكنه عدل بعد ذلك عن النهج الكلاسيكي التقليدي وانطلق مع الموجة الجديدة فاصدر اول ديوان له بعنوان (خفقة الطين) فكان فتحا ادبيا مهد له ان يلج المجالس وان يتردده على مجلس الاب انستانس ماري الكرملي.
وقد نال فيه بدر شاكر السياب : وهناك شعراء عدة اكن لهم كل تقدير واعجاب منهم بلند الحيدري عمل في شبابه في شكرة المنصور وفي التعليم في المدارس الاهلية وتزوج 1951 بالانسة دلال المفتي وهي سورية الاصل وفي عام 1966 تولى سكرتارية (مجلة العلوم) التي كانت تصدر في بيروت ثم تولى الاشراف على مطبوعات بعض دـــور الــــنشر عالمكتـــبة العصــــرية ومـــن مؤلفاته:
1. ديوان حفقة الطين بغداد 1946.
2. اغاني المدينة الميتة 1951.
3. اغاني المدينة الميتة وقصائد اخرى.
4. جئت مع البحر بغداد 1961.
5. خطوات في الغربة بيروت 1965.
6. رحلة الحروف الصفرة دار الاداب بيروت 1969.
7. قصائد جـــديدة – بيـــروت 1968.



















