الصاروخ الصيني والباصات العراقية – عبد الستار رمضان
من غير المعلوم أين ومتى سيسقط الصاروخ الصيني التائه الخارج عن السيطرة، والذي أثار الكثير من القلق والترقب لما يمكن ان يحدثه هذا السقوط وآثاره ونتائجه، لاسيما وان العالم مازال يعاني ويدفع الكثير من جراء انتشار جائحة كورونا من مدينة يوهان الصينية.
خروج الصاروخ الصيني عن السيطرة بعد اطلاقه في الفضاء قبل عدة ايام وعودته بالاتجاه العكسي نحو الارض، واحتمال سقوطه في منطقة مأهولة بالسكان، اثار اهتماما كبيراً وتفاعلاً وسخرية في مختلف أنحاء العالم، الذي ينتظر الكثير من المفاجآت الصينية في عوالم الصناعة والتجارة وتقليد كل شئ حتى وصل الى عالم الفضاء.
كما ان هذا الصاروخ المسمى (لونغ مارش 5 ب) لم يتم رصده الّا في العراق ماراً بأجوائه يوم الثلاثاء الماضي، كما تراقبه قيادة الفضاء الأمريكية بقلق من أجل اعتراض حطامه قبل سقوطه، بينما ما زالت الصين تقلل من شأن خطر سقوط صاروخها المنفلت وترجح سقوط حطامه في المياه الدولية وتقول: لا داعي للقلق الذي هو مجرد ضجيج غربي!.
في مقابل الصاروخ الصيني التائه المنفلت والغير معروف مكان وزمان سقوطه سواء في مناطق آهلة بالسكان ام مناطق خالية او في المحيطات، تناقلت الاخبار عن توجه باصات عراقية الى الاراضي السورية من اجل نقل عوائل الموجودين في مخيم الهول السوري الى محافظة نينوى، وهو ما دعا مسؤولين وبرلمانيين الى الطلب بالتريث في نقل النازحين.
ان وجود الرفض الشعبي الواسع لعودة أُسر تنظيم داعش ومن عدة محافظات الى المنطقة المقترحة في محافظة نينوى لنقل النازحين اليها، التي فيها كثافة سكانية عالية من منتسبي القوات المسلحة او ذويهم ممن قدموا الضحايا على يد العناصر الإرهابية، مما قد يؤدي الى خروج الامور عن السيطرة وتأزم الامور وتعقيدها.
كما ان الارقام التي تم تداولها عن مخيم الهول الذي يضم أكثر من 60 ألف شخص من مواطنين سوريين وجنسيات مختلفة من ضمنهم( 8256) عائلة عراقية يصل عدد افرادها الى(30738) شخصاً، يتطلب جهوداً وعملاً منظماً من اجل معالجة الوضع القانوني والانساني والمعيشي لهذه العوائل العراقية واجراءات حكومية تستند على الدستور والقانون العراقي ومشاركة المجتمع والمنظمات والعشائر والامم المتحدة في سبيل معالجة هذا الملف الشائك والمعقد.
الصاروخ الصيني الضائع سيسقط خلال الايام القادمة وتنتهي آثاره او يتم معالجتها، لكن الباصات العراقية المتجهة الى الحدود ربما سوف تكون سبباً لدخول العديد من الصوايخ والقنابل البشرية القابلة للانفجار في أية لحظة، مالم يتم النقل وفق خطة واستراتيجية علمية وعملية تأخذ بالجانب الانساني لهؤلاء العوائل والنساء والاطفال الذين لا حول لهم ولا قوة وهم كانوا تبعاً ووقوداً في حروب لم يكن لهم القرار او الاختيار في المشاركة او الهروب منها، وبين ضحايا هذه الحروب والعمليات الارهابية والذين يجدون ويعيشون كل يوم بل كل لحظة مرارة فقدان اهلهم ودمار بيوتهم ومدنهم بسبب جرائم الارهاب.