السيارات الكهربائية الصينية تجسس ام هيمنة؟ – غيداء العلي
مخاوف التجسس حذر وزراء بريطانيين من أن الصين ستستخدم السيارات الكهربائية المستوردة إلى المملكة المتحدة للتجسس عليها.
من المتوقع أن تهيمن الصين على سوق المملكة المتحدة حيث تتحرك بريطانيا لتحقيق هدفها الصافي (الصفري) المتمثل بفرض حظر على سيارات البنزين والديزل الجديدة في عام 2030.
لكن مصادر حكومية أعربت عن مخاوفها من أن التكنولوجيا المضمنة في المركبات يمكن استخدامها لجمع كميات هائلة من المعلومات بما في ذلك لقطات الفيديو والتسجيلات الصوتية وبيانات المواقع، كما ويخشى أن تستخدم السيارات للتدخل عن بعد وحتى تعطيلها.
يأتي ذلك في الوقت الذي حذرت فيه مجموعة من النواب من مختلف الأحزاب الحكومية من أن المملكة المتحدة تتنازل عن السيطرة على “البنية التحتية الحيوية” لسوق السيارات لبكين “مع كل المخاطر الأمنية المصاحبة”.
لأنه ومن وجهة نظرهم إذا تم تصنيعها في بلد مثل الصين فكيف يمكن التأكد من أنها لن تكون وسيلة لجمع المعلومات والبيانات؟
وحسب رأي المسؤولين البريطانيين ان هذه السيارات هي منتجات عالية الخطورة وأن الصين تفكر دائما على المدى الطويل جداً.
(هذا هو العالم الذي نذهب إليه) هذا ما قاله وزير في الحكومة البريطانية عندما قامت الحكومة عام 2020 بحظر شركة HUAWIE الصينية من شبكات 5G في المملكة المتحدة بسبب مخاوف التجسس، وفي كانون الثاني من هذا العام تم اكتشاف جهاز تتبع صيني مخبأ في سيارة حكومية بريطانية.
من جانب اخر اكدت وزيرة الداخلية السابقة بريتي باتيل إن المراقبة الصينية للسيارات تشكل خطرا واقعيا وقالت: كل ما علينا فعله هو النظر في كيفية ربط الحكومة نفسها بأشياء مثل 5G.
وقد زادت هذه المخاوف بسبب الاختراق السريع للسيارات الصينية في سوق المملكة المتحدة.
في الشهر الماضي أخبر الرئيس التنفيذي للجنة تغير المناخ كريس ستارك أعضاء البرلمان أنه في حين أن المانيا حاليا هي أكبر مورد للسيارات إلى المملكة المتحدة، فإن الصين تتحرك بسرعة إلى المركز الثاني وتتطلع في النهاية إلى احتلال الصدارة.
ويخشى أيضا أن ينتهي الأمر بمصنعي السيارات الذين يتخذون من المملكة المتحدة مقرا لهم إلى دعم الواردات الصينية الأرخص بشكل فعال، إذ فشلوا في تحقيق أهداف التخلص التدريجي من مبيعات محركات البنزين.
بموجب المقترحات التي يتم النظر فيها لتفويض المركبات الخالية من الانبعاثات، يجب أن تكون 22٪ من مبيعات السيارات الجديدة للشركات في عام 2024 نماذج خالية من الانبعاثات، مع زيادة هذه النسبة إلى 80٪بحلول عام 2030.
حذر أعضاء المملكة المتحدة في التحالف البرلماني الدولي بشأن الصين، دون اتخاذ إجراءات عاجلة من أن صناعة السيارات البريطانية تخاطر بأن “تقوض إلى حد الانقراض” من قبل الصين.
وقالت المجموعة، التي تضم النائب المحافظ السير إيان سميث وسارا تشامبيون من حزب العمال في بيان إن المملكة المتحدة (تسير نائمة) إلى تقويض كارثي وبدون اتخاذ اي إجراء فإن المملكة المتحدة ستغمر بالسيارات والبطاريات الصينية إلى جانب كل المخاطر الأمنية المصاحبة.
وأضافت المجموعة أيضا أن الحكومة بحاجة إلى تقديم إجابات حول كيفية تحقيق بريطانيا لصافي الصفر دون (الاعتماد التام على الصين) وما هو التقييم الذي تم إجراؤه للمخاطر الأمنية.
وقال متحدث باسم الحكومة: “لن نساوم أبدا على أمننا القومي ونواصل تعزيز بنيتنا التحتية ومرونة سلسلة التوريد لحماية الأمن الاقتصادي في المملكة المتحدة” مما قاموا باستثمار ملياري جنيه إسترليني في تسريع الانتقال إلى السيارات الكهربائية، وكانت المنح موجودة منذ أكثر من عقد لدعم الانتقال ودعم صناعة السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة.
لقد طُوِرت المتطلبات لجميع مصنعي السيارات للتخفيف من التهديدات الإلكترونية في تصميماتهم ومراقبة المخاطر طوال عمر سياراتهم فضلا عن اكتشاف خيارات لجعلها إلزامية لجميع السيارات والشاحنات الصغيرة والشاحنات الجديدة في بريطانيا العظمى.