السر المكنون

السر المكنون
هذا ما صنعهُ الله .. فمن يصنع مثله ؟
جلست على الافق
لبست اثواباً برتقالية
خلعت اثوابها الدموية
هربت تجر اذيالاً نرجسية
واقفاً كأنه نجمة الصبح
بأبتسامته الذهبية
كالورد رائق الخدين
محمر الثغر والوجنتين
بعيونه النرجسية
تحت سماء بهية
اقمارها ونجومها
راقصة كالزيزفون
عبقرية الجمال
تحتار فيها العيون
حديقة من عسجد ٍ منثور
والودق الرهيب
شعلة كالدرر
على صدر الحبيب
والموج يقذف الموج
يتكسر النور فوقه
لجة ً بعد لجة
والغنج عليه يسبح كالنجمة
هذا ما صنعه الله
فمن يصنع مثله ؟
شلال يتفجر
رعب ٌ فيه وجمال
كحسنها القاتل
قلوب العاشقين
والسيل المريع
يجرف الدرن ويختال
ومن الخشب الميت
يطلع التمر والرمان
والتين والزيتون
شفاء ٌ للعليل
ولذة الانثى
بين المغيب
ورقدت الاقمار
تسلب القلب
وينهار الجدار
وفي البحور قناديل
لا تعرف المشيب
ولا مرارة الاموات
هي ومضة ٌ تنتهي فيها
كل الحكايات
الموت حق ٌ
فلا ريب في الحياة
هذا ما صنعه الله
فمن يصنع مثله ؟
والطائر الذي تحمله الريح
جناحان يمرقان كالشهب
اي محرك ٍ فيهما ؟
واي افتراس فيهما يتخاصمان ؟
واذا الليل جثم
وربك والانسان وما علم
انه الخفاش
له من العيون
فيها قدر ٌ مسكون
حيث يبتغي لا يصدهما الظلام
ولا حين تولد .. تنزوي
فينشق لها المهيضان
كأنهم الذكر والانثى
والطير الوان
راقص ٌ وغريد
وفي الانثى غرائب
والذكر له سحرٌ وتجديد
والثور يصير قاتلاً كالوحش
اذا لمح امه ُ تحته تميد
اي سر ٍ فيهم ؟
ولا عقل لمن دب وطار
اهو الملك الذي لا تدركه الابصار ؟
يدير الكون ليل نهـــــــــار
هذا ما صنعه الله
فمن يصنع مثله ؟
عذب ٌ هو الماء .. دفاق
ومن القطر يراق
وفي الاعماق حيث يساق
والعسل يخرج
من بين الفلقتين
من يابس ٍ قداح
والورد كلون الجراح
تحيا به النفوس
ويموت من به علة الهذيان
ولكل نفس ٍ مقدارها
وكل فم ٍ له لقمة
تختارها المقادير
كالاسماك نأكلها
وتأكل بعضها البعض
حتى ياتي أجلها
فتفنى في البطون
كلذة الفجر عند المجنون
كتلك العيون
التي شاخت من الفتنة
ترمى على الرصيف
وكأنها شيء ٌ مجهول
لا يرتعش لها القلب
تارة اخرى
والافلاك تجري
حيث مستقرها
والنجوم تنهار
اذا اختل صاحبها
ومن يريد ان يبيعها جهرا
والقلب يعشق
ويموت من الذكرى
ويعيش مئات السنين
شيء ق يتحرك
في الصدر ولا يستكين
هو لحمة من طين مسنون
تنهشك وانت .. يقظان
شرهة لا تشبع
والزاد منه لا تقنع
وكل فجر اليه ترجع
يصير دماً في الشريان
مما خلق رب الاكوان
كي تعيش في دورة النسيان
ثم يزحف اليك المشيب
فتهلك ساعة ما يشاء الديان
اتكأت تلسب العقول
وهي من طين مسلول
تصب لك الاقداح
من كل لون ٍ عذول
والكون ذو الفروج
والبؤر السوداء
تبتلع كل قرب ٍ
انه سر النداء
فأين يستقرون ؟
ذلك السر ُعند الله
وهذا البعد المحال
كواكب ق واذيال
ياترى هل من يدرك الزلزال ؟
ام نحن الهابطون
وكل شيء ٍ في الكون يفنى
ونحن الصامتون
يهتف سبحان الله
رب العزة عما يصفون
وتختبئ من صوت الرعود
فلا تحميل السقوف
والموت ياتيك
من حيث لا تشعرون
والحيوان الصغير
يصير انساناً
والحبة تنثر الملايين
فتنتفخ مثل شاة ميتة
والتخمة تعمي العيون
واه ٍ من جهلك الملعون !
اتراها تستيقظ من التراب
وتتلوا عليك حلو الخطاب
أم انها ستعود
كاول مرة من طين وتراب
والعود يفنى والحديد
وكلما دب يعود
ثم يعود بلا وجود
ومن جديد يخلق في البطون
تارة اخرى يكون
والسماء انزلت غيثها
تغسل العقول والقلوب
انزوى الانسان ينكرها
ويصنع الموت بين الجلود
ولم يسأل العقل يوماً
اي بابٍ يفتح
وفيه ملايين الابواب
ينحدر نحو ظلمة الظل
حتى يدنو من وحش الغاب
واي خيط ٍ ناعم الملمس
فيه طلاس الالوان
يخرج من طينة زاحفة
من على شجر ريان
تصير حلة
تعجز العين من سر جمالها
حتى تنساب مهفهفة
على بضيض الكتفين
والشمس تلد الاعاصير
والارض تسبح في بركة من عجين
تنزف كل السنين
في ومضة من القدير
فمن يجر الماء جرا
ويدفعه نحو الجرف
أحبال ٌ في القمر ؟
ام هي لغة الاسرار
عند رب القوارير
وتشرق الفجر
من عيون التراب
فتصير بساطاً اخضر
وفي الاجساد دم ٌ يفور
والعود يلبس حلة زاهية من جديد
ثم يزحف نحوها المشيب ُ
ويطلع الوهج يلسع الجلود ثم تصطك الاسنان
فتنكمش الجلود
مطرٌ هطول
والماء يفور بين الشقوق
عارم غير كسول
هذا ما صنعه الله
فمن يصنع مثله ؟
والرمل يقشعر من نسمة عابرة
خلف ذرة براقة
فيها نعمة ومنها يتدفق الاكسير
قوارير وزهر وعبير
كأن الذئب فيها
يعشق أنة المستجير
رجوت الله
كيف ادرك الســــــر
ورجوته ان اكون
بين يديه يرحمني ويفك قيدي
وأليه كل شيء ٍ يعـــــود
عبد صبري ابو ربيع – بغداد
AZPPPL

مشاركة