
(الزمان) تستقصي أجواء المراكز الإنتخابية في بغداد والمحافظات
إغلاق صناديق الإقتراع والسباق نحو البرلمان يبدأ من غرف العدّ
بغداد – قصي منذر
شهدت العاصمة بغداد منذ ساعات الصباح الأولى، أجواء انتخابية هادئة يسودها النظام والانسيابية، حيث فتحت المراكز أبوابها أمام الناخبين، وسط حضور أمني منظم وإجراءات ميسّرة، وبدت الأوضاع خارج المراكز طبيعية دون تسجيل خروق أو ازدحامات تُذكر. وفي الشوارع القريبة من المراكز، رفرفت الأعلام العراقية فوق المركبات الرسمية والمدنية، وارتدى رجال المرور وشاحات العلم تعبيراً عن العرس الديمقراطي، فيما واصل عمال النظافة أعمالهم اليومية وهم يرفعون صور المرشحين التي لا تزال تزيّن الأعمدة والجدران.
أما في المجمعات السكنية، فقد استثمر الأطفال تعطيل المدارس للعب في الحدائق والساحات، في حين تابع الأهالي مجريات العملية الانتخابية عبر شاشات التلفاز ومواقع التواصل. وسجلت منطقة الأعظمية ضعفاً نسبياً في الإقبال خلال الساعات الأولى، إذ بدت مراكزها شبه خالية باستثناء كبار السن والموظفين المكلفين، في المقابل شهدت مناطق الكرادة والزعفرانية والشعب وحي الجهاد حركة نشطة وتدفقاً متزايداً للناخبين مع اقتراب الظهيرة، وسط مشاركة لافتة من الشباب والنساء. وزارت (الزمان) عدداً من المراكز الانتخابية في العاصمة، بينها مركز مدرسة الدراية بالحارثية، وتبيّن أن الاقتراع يجري بسلاسة وفي أجواء آمنة للغاية، حيث استقبلت الأجهزة الأمنية المواطنين بابتسامة ووجّهتهم إلى مداخل المراكز لتسليم الهواتف وإجراء التفتيش الروتيني بانسيابية عالية.
وأشاد الناخبون بـ(سرعة الإجراءات وعدم حصول أي عائق أو طارئ)، في وقت انتشر مندوبو وسائل الإعلام لإجراء المقابلات الميدانية وتغطية سير العملية الانتخابية لحظة بلحظة.
وفي حي الجهاد، بدت الأجواء مفعمة بالحماس والمشاركة، إذ توافد المواطنون منذ الصباح للإدلاء بأصواتهم وسط إجراءات تنظيمية وأمنية مشددة. وأفاد مراسل (الزمان) بإن (القوات الأمنية انتشرت عند مداخل المراكز لتأمين العملية الانتخابية وضمان انسيابية دخول المواطنين، في ما باشرت فرق المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عملها لتسهيل عملية التصويت وضمان شفافيتها).
وسادت أجواء من الترقب والاندفاع الوطني بين الناخبين الذين عبّروا عن رغبتهم في (إحداث التغيير وتحسين الأوضاع العامة، مع حضور واضح للنساء والشباب منذ الساعات الأولى، إلى جانب كبار السن الذين حرصوا على المشاركة رغم تقدمهم في العمر).
واستمرت عملية الاقتراع في العاصمة، بانتظام وهدوء وسط متابعة أمنية وإعلامية واسعة أسهمت في تعزيز المشاركة العامة. وفي المحافظات، أفاد مراسلو (الزمان) بإن (الاقتراع يجري بانسيابية في معظم المراكز، مع استقرار أمني وانتشار متوازن للقوات).
وشهدت بعض الأقضية الجنوبية، حماساً انتخابياً لافتاً ومواكب شعبية تجوب الشوارع تأييداً لمرشحيها. كما لوحظ تراجع نسبي في نسب المشاركة منتصف يوم الاقتراع في ثلاث محافظات، حيث سجلت ميسان 16.63 بالمئة والنجف 18.16 بالمئة وكربلاء 19.53 بالمئة. واستفاق المواطنون صباح أمس، على شوارع نظيفة خالية من صور المرشحين وشعاراتهم، بعدما شرعت فرق التنظيف برفعها بالكامل من الأعمدة والجزرات الوسطية، إيذاناً ببدء مرحلة ما بعد الصمت الانتخابي.
وأغلقت المفوضية، صناديق الاقتراع في الساعة السادسة مساء يوم أمس، والبدء بعملية العد والفرز اليدوي والالكتروني، لمطابقة النتائج التي ستعلن اليوم الأربعاء. وأصدرت مفوضية الانتخابات، تقرير منتصف النهار ليوم الاقتراع العام، الخاص بنسبة المشاركة، وبلغت فيه 23 بالمئة. وكشف التقرير أمس عن (تقارب نسب التصويت بين أغلب المدن، بين 25 الى 30 بالمئة)، وانطلقت، عمليات الاقتراع العام للدورة البرلمانية السادسة، ضمن ممارسة ديمقراطية في العملية السياسية التي نشأت بعد العام 2003. ويحق لنحو 21 مليون ناخب من أصل 46 مليون مواطن، انتخاب 329 نائباً لتمثيلهم في الدورة المقبلة لمجلس النواب، ويتنافس أكثر من سبعة آلاف مرشح من كلا الجنسين، يتوزعون بين 37 تحالفا وائتلافا انتخابيا سياسيا في مناطق ومدن العراق كافة.



















