الرّمادي البعيدة

الرّمادي البعيدة

نامق عبد ذيب

ما لها تتوزّعُ في الغيوم

وتنسى الفرات ؟

أقولُ لها صباح الخير أيتها المدينة

ولكنّها تلمُّ عباءتَها وتلتفتُ باتجاهِ

الشمس

تأخذُ معها الشارعَ العامَّ

فأراها مثلَ غيمةٍ في قبضةِ الساحر

يأخذها بعيداً فيعصرُ مطرَها في انقلابِ

الفصول

وها أنذا أكادُ لا أرى سوى الظلال

واضحةً كخطوطٍ على كفِّ الأسى

أرتبكُ في النخيلِ البعيد

وأرجفُ في الصدى يتردّدُ في الدروبِ

آه الدروبُ كانتِ الليالي البعيدةُ

تأخذها للمشاعلِ

وحينَ أضاءَ النخيلُ في زحمةِ السديم

ركنتُ قلبي على شفا سعفةٍ فوقعَ في

الشرارات

أنادي (العزيزية)

وأعرفُ إنّها لا تجيب

كانتِ الأمهاتُ يُ

غرقْنَها بالدموع

أخذني السوقُ

إلى سلال العنبِ فتلطّختُ

بسوادِ داليةٍ بعيدة

آه الدوالي كان الأغنياءُ

سوّرون بها

البيوت

فتعصرني العناقيدُ

آه الرُّمّان

أحدّقُ بهِ ولا يراني

بحثتُ في الزمن

الدائريِّ عن زهرتي

الضائعة

كان النهرُ

يدفعني باتجاهِ الغرق

فتعلّقتُ بالكلماتِ التي قالتها

السّعلاة

وخرجتُ مُبلّلاً

أنا لا أنا

والرّمادي مثلُ سَحابةٍ في كتاب

أقمتُ في الصدى أنادي العزيزيةَ

ولكنّها لا تجيب

كم من الكلمات

التي عليَّ أنْ أقولَها

حتى أرى عباءاتِها

السّودَ مرّةً أخرى

كم من العصور عليها أنْ ترى

حتى تعودَ سيرتُها الأولى

أيها السَّحَرة !؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

{ الرمادي : مدينة عراقية. مركز محافظة الأنبار

{ العزيزية : حي من أحيائها

مشاركة