الرهان الخاسر – طالب سعدون

نبض القلم

الرهان الخاسر – طالب سعدون

نصر لغزة .. واندحار للصهاينة ..

وبعد هذا الفشل المريع ..  لم يبق امام ( اسرائيل ) غير النووي الذي دعا الى استخدامه أحد وزرائها وهو وزير الاثار في حربها ضد غزة  لازالتها من الوجود ، وهذا محال .. فصمود غزة كل هذه المدة الطويلة  التي تجاوزت الاربعين  يوما دليل فشل وعنوان نصر.

فشلت كل اسلحة الدمار الاخرى دون النووي  ولو كان  النووي يحقق لها ما تريد بابادة شعب غزة لما ترددت في استخدامه لكنه يرتد عليها ويدمرها قبل أن يدمر غزة ..

قتلت المدنيين بصنوف الاسلحة المختلفة ومنها الغازات السامة والاسلحة المحرمة وحاصرتهم ومنعت  الطعام والماء والكهرباء والحليب والدواء والاوكسجين عن الاطفال وتسبب ذلك في موت ( أطفال خدج ) ظهروا أمام العالم على شاشات التلفزة يصارعون الموت على الارض دون حاضنات واجهزة الانعاش بعد تدمير المستشفيات وخروجها من الخدمة .. فكانت الهزيمة مركبة للاعداء ..على الارض ..  أمام العالم الذي شجب جرائمها وفي السماء  بفضح جرائمها وبنصرالله لغزة   .. وامد ها باسباب القوة والصمود ..  تقاتل العدوان باطفالها ونسائها وارضها وكل ما عليها ..

إقدام ( اسرائيل ) على قتل المدنيين وفي المقدمة الاطفال وهم الحلقة الاضعف دليل  ضعف ( اسرائيل )  وفشلها وعجزها في مواجهة قوى المقاومة وهي بهذه الامكانيات والاسلحة الفتاكة والدعم من حلفائها وامريكا  تتقدمهم ، وهي التي زودتها بمختلف أنواع الدعم ابتداء من خبرتها في الحروب التي خاضتها في المنطقة والعالم وصنوف الاسلحة والدعم المالي وتحريك البوارج والاساطيل  والحاملات   والغواصات في مواجهة أطفال ومقاومة تقاتل بشعبها وحده وهو سبب تميزها ونصرها في هذه المعركة  ..

هزيمة نكراء ( لاسرائيل )  وامريكا وهما بهذه القوة العسكرية والمادية أمام شعب أعزل ومقاومة بامكانات مادية لا يمكن مقارنتها  بالدولة  التي تدعي أنها الاعظم في العالم وربيبتها التي كانت تفخر بقوتها في المنطقة والعالم ايضا ..

الاعمال الهمجية والمتخلفة لا تحتاج الى امكانات عسكرية ومادية كثيرة لكي تقتل اكثر من المدنيين والاطفال بل الى قلوب ميتة وضمائر سوداء  عكس النصر يحتاج الى قوة مادية ومعنوية عالية وايمان ومبادىء  سامية تستحق كل هذه التضحيات ..

وهذا هو الفرق بين اسرائيل والمقاومة .

إن ارتكاب ( اسرائيل ) هذه الابادة  الجماعية  دليل فشلها في ساحة القتال الحقيقية  مع المقاومة فلجأت الى قتل المدنيين والاطفال وهي  الاكثر دموية  والاسهل استخداما  والاكثر عددا من الضحايا لكي توحي بانها منتصرة .. لكنه العنوان الابرز في هذه الملحمة لنصر غزة واندحار الاعداء .

اذا كانت اسرائيل وامريكا وحلفائهما يراهنون على اطالة امد الحرب فان هذه المراهنة انقلبت لصالح الفلسطينيين .. فكلما يطول  أمد الحرب يغطس الاعداء اكثر في وحل الهزيمة ..  لانهم لم يعتادوا على الحروب الطويلة بل كانت حروبهم خاطفة ، سريعة ..

ليس لديهم اكثر مما إستخدموه  من اسلحة ووسائل همجية في الابادة خلال الايام التي تجاوزت الاربعين الا السلاح النووي وهو محال استخدامه لانه سيدمرهم  قبل أن يصل الى ما يريد ..

غزة صامدة على ارضها  بشعبها بشجاعة وتحقق النصر تلو النصر في حين تنتاب الاسرائيليين حالة من الخوف وعدم الاستقرار والتفكير بالهروب  ..

كلما طالت الحرب إزداد الاعداء ذعرا واصبحت الهزيمة أكبر والهجرة أكثر واسطورة الجيش الذي لا يقهر تتحطم اكثرواكثر والنصر يتعزز اكثر واكثر للشعب الفلسطيني  ومقاومته الباسلة ..

لذلك فان اطالة الحرب رهان خاسر للصهاينة .. وسيضاعف خسائرهم ماديا ومعنويا ويفضح جرائمهم اكثر امام العالم الذي عرف حقيقة هذا الكيان الغاصب ويطالب بايقاف هذه المجزرة البشرية ..

والايام الماضية  خير شاهد ..

كلام مفيد :

وانا اطالع موقف اطفال غزة وصبيانها في مواجهتهم للموت بقلوب شجاعة وايمان راسخ وثبات على الارض  جاء في بالي كلام عمرو ابن كلثوم في معلقته :

إذا بلغ الفطام لنا صبي

تخر له الجبابرة ساجدينا

ونشرب إن وردنا الماء صفوا

ويشرب غيرنا كدرا وطينا

 ( عمرو ابن كلثوم )

مشاركة